البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

ذكرى المنحة البرلمانية

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6499


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في مدتي النيابية، في الخمسية الأخيرة من السبعينيات الماضية بمجلس الأمة كما كان يسمى، لم أكن أتقاضى المنحة البرلمانية المحددة يومها بأقل من ألف دينار، ضرورة كون مرتبي الشهري كأستاذ بالجامعة أفضل. فلم يكن أمامي عندما خيرت بعد الانتخاب من أن أتنازل عن المرتب أو المنحة لعدم الجمع بينهما خلافاً لأصحاب المهن الحرة.
وهو كان، ليس تخييراً في الواقع بل هو تعجيز حتى لا أقول أمنية لبعضهم. لأنه بالمنطق لا يمكن للإنسان أن يتنازل عن دخل أهم لدخل أقل إلا أن يكون موعوداً بمهمة حكومية أو سفارة بسبب هذه الحظوة بالنيابة.
ولم يكن في آفاقي أن أتطلع من المنطلق الى المناصب السياسية التي كانت تخضع لمقاييس الولاء المطلق في الحزب الحاكم الوحيد آنذاك. والذي لم يكن انتمائي اليه إلا بالتزكية لهذا المجلس المقبل وليس بالانخراط الحقيقي فيه أو بالنضال في صفوفه لوقت على الأقل. فقد كنت حديث العهد بالرجوع من باريس حاملاً في الثلاثينات من عمري لأعلى شهادة جامعية من السربون، وهي دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية.
بل كان تصوّرُ وجودي بين من أرادوا دعوتهم للمشاركة في الحياة التشريعية لتحقيق التوجه الجديد للحكم بالرفع من نسبة النواب بمستوى التعليم العالي مقارنة بالسابق أمراً مفاجئاً. فكيف وأن يكون من بين المتحصلين في هذه الانتخابات أستاذ جامعي حائز على أعلى شهادة تمنحها جامعة معتبرة كالسربون، وهي تخصيصاً دكتوراه في الآداب وليس في الطب أو القانون، لمعرفتهم بما يزهد أصحابها في المنحة البرلمانية مقارنة بحصتهم من الدروس التي لا تتعدى ثلاث محاضرات في الأسبوع ومنحة تفرغ لمدة سنة خالصة الأجر كل ست سنوات، الى جانب ما يحققه عادة بإشعاعه الفكري ومؤلفاته ومحاضراته الخارجية. إلا أن تكون النيابة ملحقة أو مطية للمناصب الحكومية والدبلوماسية.
ولو كان لي أدنى حظوة بالسياسة في ذلك الوقت لما تعطل انتدابي بالجامعة ستة أشهر على الأقل بسبب أصحاب الحظوة الحقيقيين برجال الحكم، من المتنفذين في كلية الآداب لانتداب من يريدونه وإقصاء من يريدونه بالمزاج المعبر عنه في لغتهم رأي المجلس العلمي أو قرار الوزارة، والذي لا يتركونه من خلْف يَصبّ إلا في مصلحة هواهم.
ومضت سنتان لي تقريباً وأنا محاصر بمعهد ترشيح الأساتذة المساعدين التابع لكل الآداب برتبة وقتية وهي أستاذ مساعد للتعليم العالي. وهو قرار أسعف به الوزير آنذاك كأضعف الإيمان للدخول الى الجامعة حتى لا أبقى بدون عمل.
ضرورة أن يتم تعييني في الرتبة المستحقة وهي أستاذ محاضر على أقصى تقدير مع بداية العام الموالي بمفعول رجعي. لكن غدا من غير المتوقع في كل عام موافقة مجلس الكلية على ذلك بدعوى عدم الشغور في الخطة أو استحداث خطة.
وكان ذاك قمة الموقف مني على مفاجأتي لهم في هذه الكلية الوحيدة لدينا آنذاك بتحصيلي على هذه الشهادة المعتبرة برأيهم ولكن الموعودة فقط للسلك الخاص بهم ممن يدرس فيها أصلاً.
فقد مثلت لهم الحالة الأولى التي تطرأ في الجامعة التونسية، يتقدم فيها متحصل على شهادة دكتوراه الدولة ليدخل الكلية من بابها الكبير برتبة أستاذ محاضر، دون أن يسجل له انقطاع في مراحل تعليمه الثلاث أو التدريس بالثانوي مثل أكثرهم بها، أو المسجلين منذ سنوات طويلة لهذه الشهادة بالسربون.
ولأجل احتكار المناصب والخطط لدائرتهم كانوا يفتحون الخطط برتبة مساعد درجة أولى أو ثانية أو ثالثة ليستوعبوا فقط من تطيب أنفسهم لهم لأسباب انتخابية لمجلس الكلية أو للعميد.
ولم تكن الوزارة لتعصي لهم أمراً أو تلوي عصاً في أيديهم لاعتبارات مريبة وغير معلنة أحياناً، كتأمين تعليم على نمط فرانكفوني مثلاً أو إيديولوجي مثلاً وقمع الاضرابات الطلابية التي كانت الخبز اليومي بالجامعة آنذاك.
إذن كنت في تحد من أجل اقتضاء رتبتي المستحقة في وجه هؤلاء وإن فعلوا ما فعلوا. بل لقد فعلوا ما هو أكثر وهو رفض انتقالي الى كلية الآداب ثلاث سنوات حتى لقد أعجزوا كل مسؤول على حل الإشكال الذي اصطنعوه، الى أن أتاحوا لأنفسهم تغيير الأمر الرئاسي الجاري به العمل لتصبح حالتي كالمحسومة، وهو عدم الانتداب للتعليم العالي بدكتواه الدولة رأساً في رتبة أستاذ محاضر. وقصدهم أن أذعن للأمر الواقع نتيجة للأمر الذي ألغوه والوضع الذي أحدثوه.
فبان كوني من أكثر الخصوم لهم ولمن ماشاهم من المسؤولين السامين في الوزارة وفي الوظيفة العمومية، مراضاة بينهم أو اتقاء لسخطهم.

❊❊❊

ومعنى ذلك أني تصعّدت بالانتخابات التشريعية الى الموقع الذي كان من المنتظر أن أجد من أهل الذكر في السلطة القائمة الانتصار لي ورد الاعتبار. ولكن تعمقت القضية وغدت حديث الخاص والعام حتى رئيس المجلس نفسه. ولذلك لما عرض عليّ أن أختار بين المنحة أو مرتبي بعنوان المنحة كانت أمنيته أن لا يجد بالمجلس معارضاً بالقوة لحكومة أو وزير بسبب لجان الانتداب المثيرة للجدل في أكثر من كلية.
لأنه كان من البيّن لي أن الدولة كافة متضامنة في ظل الحزب الواحد وإرادة الحكم الواحد. فرآني متأففاً من هذا التخيير، وهو الذي يعلم بملفي للتسوية تحت يده منذ مدة. وبدل الدفع به لإنصافي ورفع مرتبي الى نصابه، دفع بي الى تزيين التنازل في حالتي عن النيابة. لكني استبسلت أمامه وقررت عدم الرضى بالدون وفي الوقت نفسه إحسان ظن الكثيرين بي لتمثيلهم ورفع صوت الحق في المجلس بوجه كل متسلط.
وهكذا استمرت مظلوميتي مع الإدارة، خمس سنوات في النيابة وثلاث قبلها.
ولولا عناد وإصرار لم تعهده السلطة في أحد من قبلي على حقه لما تحركت الوظيفة العمومية آخر الأمر لاستصدار أمر رئاسي ينقح الأمر الملغى بغرض تسوية الوضعية، حفظاً لماء الوجه بعد أن تلطخت جبهة كل مسؤول وأصبح الحرج يلاحق الكلية ومسبة بحق من تسبب فيه.
وكانت الصدمة الكبرى حين ضربْت المثل بأنني لم أكن لأطمع بدخولي المجلس النيابي في امتياز أو أسعى لمنصب على حساب أهدافي ومبادئي؛ وكما استحققت الشهادة من السربون قلعة العلم المنيعة لخاصتهم كما كانوا يتصورون.. فإذا هي تحتضنني بأيدي العلم والعلماء، لا بما عرفته عند غيرهم، من التضييق عليّ بتعطيل المنحة الوطنية ورفض التسجيل للدراسات العليا وسحب جواز سفري ثلاث مرات كانت آخرها لقطع العودة عليّ الى باريس، لمناقشة أطروحتي بعد أن تحصلت لديهم في تونس في زيارة مفاجئة لعائلتي.
لكل ذلك، ولما ملأتُه في الصحف قبل دخولي المجلس النيابي من التنديد بأطراف في الجامعة التونسية تدعي المسؤولية والمسؤولية منها براء. ففضحت عبر سلسلة من المقالات النقدية طائفة منهم بتهافتهم المعرفي وانغلاقهم على الكفاءات الواعدة لتحرير الأذهان من عقد التخلف الاستعماري الذي استورثوه عبر ممارسات تدِينهم باحتكار المعرفة والألقاب العلمية لأغراضهم.
ولذلك نذرت نفسي للإكباب على مهمتي النيابية من منطلق تجربتي الضيقة بما يعانيه المواطن من الإدارة وأصابع الفساد التي تحركها. واضعاً خلف أذني المتنابذين بالحديث عني بأنهم أصبحوا في الراحة مني بانشغالي عنهم في النيابة.
وما علموا أني بالبعد عنهم ملكت نفسي منهم أن تكون زمالتي بالكلية عدوى بالعقم مثلهم، دون إشعاعي شرقاً وغرباً وإطلاق جناحيّ بالبحث والتأليف والنقد والمحاضرة، بالتوازي مع إشعاعي البرلماني.
وبالقانون، حقوقي مضمونة ولكن بيقضتي واستماتتي. فطفقت أبحث خارج جدران الكلية الضيقة بي عن فضاءات أوسع لنشاطي العلمي.
وكانت صلتي قد توطدت في السنوات الثلاث الأولى لي بالجامعة في معهد ترشيح الأساتذة المساعدين، بزبدة من الخريجين للتكوين الجامعي مع التمكين لأوائلهم باستكمال تعليمهم العالي وكانت مكتبة هذا المعهد التابع لدار المعلمين العليا وبالتالي كلية الآداب غنية بالمصادر والمراجع، هدية من اليونسكو تغبطها عليه مكتبة الكلية نفسها. فكنت في غيبة عنهم بما يشغلني من تأليف ونشر وكتابة في المجلات والصحافة. لا تلاحقني محنة اللهث وراء الساعات الزائدة والترسيم والترقية عبر المسالك الضيقة للولاء والمحسوبية، والجري وراء سراب منح للتخصص وحمى تمديد الآجال للتسجيل للدكتوراه في السربون وما الى ذلك من منافسات على تضخيم المنافع والامتيازات المادية، مما كان يغرق أكثر المدرسين دون تفريغ همتهم للقيام بالدور التعليمي والبحثي المناط بعهدتهم.

❊❊❊

ولم أنس أنهم كان إلباً عليّ حتى قبل دخولي المجلس. حين مانعوا من حضوري الى الكلية وندواتها ومكتبها. أما بعد دخولي المجلس فقد طوروا المنع بوجهي بحجة عدم التداخل بين السياسي والتعليمي في حرم الجامعة. بل الغمز في صفتي بالجامعي بادعائه وارتهان نفسه في برلمان شكلي يمثل فيه دور موافقون موافقون.
حينئذ أصبحت مهدداً وأنا النائب بعدم حل مشكلتي الوظيفية وإهمال الإدارة ترقياتي، وإنما هي ترقية وحيدة، حل أجلها في أول مدتي النيابية. وكان ينبغي أن تتم آلياً عن طريق لجنة متناصفة ممثل فيها النقابة، وكان وضعي في حالة إلحاق خاص لذمة المجلس النيابي يمنحني الأولوية في الخطة وحتى خارج الخطة المتاحة.
وكان ينبغي أن يمثل هذا الخرق للقانون صورة من التجاوز صارخة ويلقي ظلاً بل ظلالاً على السلطة التنفيذية، التي كان احتمال ثأثيرها على الإدارة من أجل مواقفي النيابية قوياً، بل لقد تجلى أكثر بعد مغادرتي المجلس.
ولأني لم تكن لتلين لي قناة حتى في أسوأ الظروف تهديداً بقطع الكلمة عني في الجلسة العامة، واجهت وزارة الإشراف بالرفض حين لم يكن منها سوى أن أسلمتني الى مصيري بإحدى المؤسسات الجامعية خارج اختصاصي باعتبارها الأنسب للضغط على نشاط البحثي والتعليمي فيها.

❊❊❊

إذن ليس فقط حرمت من المنحة البرلمانية خلال كامل مدتي النيابية ومن تسوية مرتبي بالرتبة المستقحة بل وجدت نفسي حتى بعد عودتي للتعليم بالجامعة محروماً من كثير من الحقوق. وحاول المناؤون الرفع من منسوب عدائهم لي فاقترحوا على الوزارة إحالتي على مجلس التأديب للطرد من الجامعة. وبلغت قمة استهتارهم بالقيم العلمية والمواضعات القانونية أن حددوا التهمة المنسوبة لي بثلاث تهم هي التالية، أولاً ثلب الجلالة في كلية دينية وثانياً ثلب مسؤولين في مقالات صحفية، وحددوا عقوبتها سلفاً بسبعة أشهر سجناً، وأخيراً تحريض الطلبة على الإضرابات بالحضور للدروس متأخراً أو الحضور الى قاعة الأساتذة مبكرا لدعوتهم الى مقاطعة الدروس.
وكلها أشواك عادت لتنغزر في نحورهم وخرجت متحدياً بكتاب أبيض بمعيبات القرار رفعته الى الوزير، مع وقوف النقابة الى جانبي بالإعلان عن يوم إضراب عام في قطاع النقابة الوطنية للأساتذة والاساتذة المحاضرين في صورة عدم تراجع الوزارة عن قرارها. فتم تأخيره دون تعيين أجل ثم افتضح إفك المسؤولين الذين كانوا وراءه، بحكم اطلاعي وجوباً على الوثائق في ملفي التي من شأنها أن تكون لسان دفاعي، فوقفت على كم هائل من التقارير السرية ممضاة بأقلامهم.. وهم يبدون من طرف اللسان حلاوة.
وتراكبت المظلمة على المظلمة والمجلس النيابي لا يحرّك ساكناً عن وضعيتي كنائب سابق فيه محروم حتى من استحقاقاته الجامعية، بل كان يلقي بمذكراتي المتتالية الى الحفظ. خاصة بعد التهديد بمجلس التأديب وتمشي الوزارة بعد فشلها الى نقلتي من الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين الى مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية، في مخالفة واضحة لجميع الإجراءات. كل ذلك تشفياً من مواقفي النيابية والنقابية في قضايا كثيرة كانت محل أصداء واسعة لدى الرأي العام وإشادة بها في الصحافة وصحافة المعارضة خاصة. بما تعنيه تلك النقلة المفروضة من إبعادي عن كل موقع قدم لي في اللجان العلمية والانتدابات والتبادل والنشر، فضلاً عن مواكبة الطلبة بالتدريس والتأطير.
وكان لم يغتفر لي قبل ذلك بنشر مداخلاتي النيابية في موفى مدتي. في سابقة كانت الأولى من نوعها بشهادة أحد الباحثين الفلسطينيين الذي بادر بتناولها بالدراسة باعتبارها رائدة بنظره في تاريخ البرلمانات العربية، وأنها كما قال علامة تونسية مميزة في التحديث السياسي العربي.
فكان نشر ذلك الكتاب بما فيه من مواقف وأصداء حقوقية وإعلامية بمثابة تحد جديد، لكشف ما تسلطه الإدارة على النائب المكتفي بذاته، ليس فقط باهتضام جانبه من المنحة البرلمانية بعنوان المرتب المستحق، بل وبالتعتيم على تسويته بالقانون الجاري به العمل.

❊❊❊

ولأن المعايير الدولية تقضي بأن تكون المنحة في التمثيل النيابي مكافئة للصنف الأعلى في درجات السلم الوظيفي للإطارات السامية في الدولة. وبما أنه في النظام الرئاسي منذ الاستقلال إرادة التشريعي هي نفسها إرادة التنفيذي أو تكاد، كان المنطق أن لا يمرر التشريعيّ للتنفيذيّ إجراء يصب في مصلحة نائب مشاكس - بعبارتهم - فما بالك أن يقبل المجلس منه بمشروع قانون أو تنقيح قانون باقتراح من ذلك النائب نفسه.
ذلك أن الطبقة السياسية كانت ترى في التشجيع على ذلك تشجيعاً لصنف من الجامعيين لا ترغب في الترويج له بالمشهد السياسي حولها فضلاً عن التشريعي.
ومع ذلك فقد أودعتُ مشروع القانون بكتابة المجلس. وللوقت وجده رئيس المجلس فرصة للتشهير بمقدّمه في الجلسة العامة بدل التنويه به كمبادرة من أحد النواب عملاً بالدستور.
ولا تحدِّثْ عن مهمات بالخارج مكفولة من ميزانية المجلس لمؤتمرات برلمانية أو تخصيص كتابة للنائب أو أكثر، أو فضاء لاستقبال ضيوف أو مواطنين للتدخل الاجتماعي والثقافي، أو فتح مكتب اللجنة بوجهه في غير أوقات جلساتها، أو الترخيص لنشاط جمعية برلمانية أو التأسيس لمجلة... كل ذلك كان جوابه الإهمال وربما الترصد لمنع صاحبه من فرض الأمر الواقع. حتى أن التردد الى المجلس لغير الجلسات العامة أو جلسات اللجان غير مسموح به، وربما يكون تجاه بعض النواب محل تنديد أو شبهة واستفسار.
ولا تحدّث كذلك عن الخدمات غير المتاحة، كتصوير وثيقة أو نسخة من جريدة أو كتاب عن طريق مكتبة المجلس. أما التنفيل للحضور في الوفد الرسمي بالجلسة العامة السنوية للامم المتحدة أو البعثة للحج أو التكرم بوسام أو بطاقة للعلاج المجاني أو النقل أو التخفيض في طائرة.. فكله كان حظوة لنواب يتقرّاهم رئيس المجلس بمعرفته وتقديره.
وهذه الامتيازات وما خفي أهم، لم يكن ليطمع فيها من تفوح من قلمه أو لسانه رائحة التعاصي على الحكومة في قانون ترغب في تمريره في الجلسة العامة بالإجماع دون تكدير على وزير أو إغضاب لرئيس المجلس.
إذن لم تكن المشكلة في المنحة البرلمانية إن كانت مجزية لبعض النواب أو تفيض على حاجتهم. بل في عقلية التعامل معها حتى أن بعضهم لم يتردد في وصف المنحة بأنها لا تساوي عنده "بوربوار" يضعه في يد النادل بعد عشاء حميم، وأنه ليستحي أن يقول لكاتبته عندما يغادر مكتبه إنه ذاهب الى المجلس.
ولو قص عليّ أحدهم هذه القصة لما صدقت، ولكن النائب كان هو الذي بجانبي بحسب ترتيب المقاعد، وكان يردّ على تنبيهي اليه بأن المجلس قرر أن يخصم للغياب وكان هو كثير التغيب.
ربما أوحى إليّ ذلك بالتفكير في هذا التفاوت التقديري بشأن الاستحقاق للمنحة أو الترفيع فيها على نحو يستفيد منه من يُضيع ماء وجهه أحياناً في المطالبة به ولكن ينعم بها الآخرون رغداً على غير جوع أو كالنافلة التي لا ترد.
من وحي ذلك ومن باب ما حركني للتفكير وأنا في النيابة النظر لبعض الإشكاليات من زاويا جديدة. مثل أن يفكر في مسألة النيابة من أساسه. وأساسه أن النواب من الجهات القصية أو في الخارج لو انتخبوا على أساس تغيير النائب إقامته كما يشترط في صاحب كل سلطة عليا النقلة الى مقر عمله، فربما يصبح الكثير من أهالي الجهات في غنى بأبنائهم في العاصمة أصيلي الجهات للتمثيل عنهم، ما دامت النيابة عامة عن الشعب. وان كانت من المنطلق جهوية أو عن دوائر انتخابية.
وتبقى صلة النائب بأوضاع جهته مضمونة بالمناسبات وبعلاقاته بممثلي المواطنين في البلديات وفي مجلس الولاية والمجالس القروية، التي تكون بدورها مفرخة طبيعية لتصعّد الأفراد للتمثيل البرلماني.
فتكون للجهات اختياراتها في الانتخابات التشريعية بين أبنائها المقيمين أصلاً في العاصمة أو ممن يتعين عليهم الإقامة بها بعد الانتخاب، اقتصاداً للطاقة وادخاراً للأتعاب وتضييع المصالح في المطالبات للتكفل بالسفر والإقامة وحفظ المظهر العام، فتكون المنحة مجزية للجميع لا غبن لمن في الجهات على من في العاصمة أو العكس.
لكن السياسة، في الأول كانت أميل لمراعاة الشكل على المضمون. فالنواب الممتنّ عليهم بالنيابة في ظل الحكم الفردي لا تتقرّى الحكومة القوانين التشجيعية لهم على نقدها، فما بالك الاستعصاء عليها استمالتهم في الأزمات. ومن هنا كانت المنحة البرلمانية نوعاً من الإكرامية على عدد منهم. ويبقى ما عداها من الامتيازات على قدر كساء الولاء للسلطة من ميزانية المجلس. ويندرج في ذلك توفير المرافق لحركية النائب والتغطية الإعلامية لنشاطه، ويقابله بالنسبة للمغضوب عليهم التحين بالفصل الخاص في القانون الداخلي للمجلس لرفته من الحزب الذي زكاه للنيابة، أو الإيقاع به في أحبولة الإجراءات الإدارية في حق يطالب به أو قضية له إن ساعد الطالع بإحالتها على جهة النظر.

❊❊❊

ولو سئلت اليوم في المسألة لما رجعت الى فكرتي الأولى، لأن الزمن تطور والأوضاع تبدلت وربما تجد من يطورها. ولكن كانت آنذاك أفضل على كل حال بكثير مما كان جار به العمل في التزكيات للمقاعد النيابية. فلم تكن أكثر القائمات إلا وهي تبوّب في صدارتها من هم أعضاء في الحكومة أو في الديوان السياسي بقطع النظر عن نسبتهم للجهة أو لا، ولا تأخذ لأقلية المقاعد من الجهات إلا أبناءها من ذوي المنة عليهم والولاء للسلطة.
والأمر تطوّر قليلاً بعد ذلك بحضور أكثر للتمثيل النيابي الحقيقي وللتوازن الاجتماعي والثقافي والتعليمي لكن مع الاحتياط بالنسبة الى المؤلفة قلوبهم من المنظمات الاجتماعية والأفراد المتميزين بخبرتهم الاقتصادية والمالية وغيرها.
ولما كانت المنحة بالنسبة لأكثر النواب حاجة اليها باباً لتحسين الدخل أكثر منه تسديد مصاريف نشاط برلماني غير مقيد يومها بقيود الحضور والفاعلية، فقد كانت المعاودة أهم ما يطمح اليه النائب لإدامة النعمة عليه بهذه المنحة المزجاة. ولذلك لم يكن تفكير في مضاهاتها بمرتب الصنف الوظيفي الأعلى في الدولة أو المطالبة بالترفيع فيها، كما هي الحال بعد المدة التي جلست فيها، وهي الرابعة، وبرقم قياسي بعد الثورة.

------------
تونس في 15 فيفري 2016


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، مجلس نواب الشعب، مجلس الأمة، العمل النيابي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  على هامش الانتخابات الرئاسية القادمة صدور كتابين تاريخيين في طبعة جديدة
  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس
  تطبيق نظرية الإعجاز على الشعر
  مباحثاتي مع المستشرق الانجليزي بوزوورث
  النزاع الأطلسي الصحراوي في دول شمالي إفريقيا
  كلمة الدكتور المنجي الكعبي في حفل تكريمه في ندوة دخول المصحف الشريف البلاد التونسية المنعقدة بجامع الزيتونة - تونس
  شيرين أبو عاقلة
  البديهيات التونسية في خطر بيت الحكمة بقرطاج
  رفض النشر للكعبي في بيت الحكمة
  بيت الحكمة بقرطاج ينوء بالتضييع المالي والإداري
  نبوة 4
  نبوة 3
  دروس في علم الأصوات العربية / ترجمة : صالح القرمادي (*)
  نبوة
  سنة أولى إرهاب
  استدراك ما فات محققي المجالس والمسايرات
  قطب السرور للرقيق القيرواني تحقيق سارة البربوشي
  تحقيق على تحقيق مخطوط "قطب" الرقيق القيرواني
  غزة النصر
  دعم التوعية بمسببات التوقي من عدوى الوباء الضاري الكرونا 19 بتونس
  تونس : أزمة تشريع بإجماع
  في ذكرى حجب الخلافة عن الأمة
  حل الأزمة السياسية في تونس: الأبواب والنوافذ
  الخطر الداهم الاحتلال الأجنبي
   الدستور الصنم
  الدستور مصدر الأزمة
  أصحاب الشبهات والسوابق العدلية بمواجهة أصحاب الذرائع السياسية
  له الحكم وللمشرّع النصّ
  أبواب الصلح لحل الأزمة
  صوت العقل
  الوجه غير الأدغم لأحد رجالات بورقيبة
  توضيح كلام خير الدين من غيره
  صورة دولتنا، في كتاب في القرآن، ممثلة فيه بالإشراف والتمويل
  حوار "ماكرون" على "الجزيرة": مكرٌ بالدين والحرية ..
   الإرهاب سببه الظلم لا الإسلام
  المحكمة الدستورية ومشكل الهيئات الناخبة لها
  رمضان والتقارب الروحي أكثر
  نذُر الحرب حذَر العدوى
  سياسة الأزمات والديون
  حول الكورونا في تونس: مثل أجر الشهيد
  الدواء العزيز يجود به الحاكم كما يجود به الطبيب
  دواء ولا كمثله دواء
  خواطر حول تطابق الأسماء
  من نوادر الأقوال: في العلم والدين
  كورونا: الخطر الداهم واتخاذ الأهبة
  كورونا: إنطباعات وتأملات
  على ذكر الأقصى في الحكومة
  (الأقصى) في أسماء أعضاء الحكومة المقترحة
  ثقة بتحفظات كلا ثقة
  البرلمان: الوحْل أو الحل
  محرقة ترامب في فلسطين
  موسم الاختيارات للحكم
  مصر لا يغيب الماء عن نيلها
  في الأقدر على تشكيل الحكومة
  وجهة نظر فيما حصل بحكومتنا الموقرة
  في الجزائر: معجزة الموت لمباركة الحراك
  في الدين والحقوق (تفسير الشيخ السلامي أنموذجاً)
  تحية بتحية واستفهامات
  حقيقة طبعة ثانية للشيخ السلامي من تفسيره
  متابعات نقدية
  الثقافي اللامع والصحافي البارع الأستاذ محمد الصالح المهيدي خمسون عاماً بعد وفاته
  ظاهرة هذه الانتخابات
  من علامات الساعة لهذه الانتخابات
  المحروم قانوناً من الانتخاب
  شاعر "ألا خلدي": الشيخ محمد جلال الدين النقاش
  قرائن واحتمالات
  الشعب يريد فلا محيد
  مقدمة كتاب جديد للدكتور المنجي الكعبي
  لمحات (24): نتائج إنتخابات الرئاسة بتونس
  لمحات (23): قيس سعيد رئيسا لتونس
  لمحات (22): حقوق المترشحين للرئاسة
  لمحات (21): حول التداول المؤقت للسلطة
  لمحات (19): حديث حول الإنتخابات
  لمحات (20): الشاهد والبراغماتية
  لمحات (18): تفويض مهام رئيس الحكومة
  لمحة (17): تعدد الجنسيات وتعدد الزوجات
  لمحات (16): إشكالية سجن مترشح للرئاسة
  لمحات (15): يوسف الشاهد والجنسية المزدوجة
  لمحات (14): مسألة الجنسيات الأجنبية في الإنتخابات التونسية
  لمحات (13)
  لمحات (12)
  لمحات (11)
  لمحات (10)
  لمحات (9)
  لمحات (8)
  لمحات (7)
   لمحات (6)
  لمحات (5)
  لمحات (4)
  لمحات
  حتى تكون الانتخابات المقبلة محاكمة لمجلس خذل الرئيس وقبَر قبله المحكمة الدستورية
  تونس الباجي
  زعيم الشباب علي البلهوان حقائق (مغيبة)
  مراجعات على الوافي (8 وأخيراً)
  مراجعات على الوافي (7)
  مراجعات على الوافي (6)
  مراجعات على الوافي (5)
  مراجعات على الوافي (4)
  مراجعات على الوافي (3)
  مراجعات على الوافي (2)
  مراجعات على الوافي
  أحياء نيوزيلندا عند ربهم يشهدون..
  من أعلام المعاصرة المثقف الكبير الأستاذ مصطفى الفيلالي
  فرنسا والغضب الأكبر
  في ذكرى العلامة حسن حسني عبد الوهاب في خمسينيته
  أبناء السياسة وأبناء النسب
  الصدريات الصفراء رفضٌ للعولمة باسم المواطنة
  سياسة المراحل والبنوة للأبوة
  وزير للدولة والوزير المُراغم للدولة
  جديد الحكومة: منح العطل لمنع الإضراب عن العمل
  المورط في مقتل خاشقجي النظام لا أفراد منه
  اختبارات الديمقراطية في تونس: بين مد وجزر
  الثقة والولاء والقسم في السياسة
  مقدمة لديوان المناجل للشاعر منور صمادح
  التقدير الخطأ
  الفرنكوفونية أو التعصب الثقافي
  ”لا نفرّق بين أحد من السبسي في الحزب كلنا أبناؤه”
  فقْد خاشقجي ولعبة الأمم
  إحياء لإدانة العدوان والمتواطئين مع العدوان: صرخة حمام الشط لم تشف منها نفس
  اللهم احم تونس
  من كان في نعمة.. أو أبلغ كلام قاله الباجي في خطابه
  انسجوا على منوال ترامب تصحوا وتسلموا
  ناتنياهو والسياسة
  القطيعة للنهضة كطوفان نابل
  الرد على الدكتور عبد المجيد النجار في التخويف من فتنة المساواة في الإرث
  المسكنة أو حديث الذكريات للشيخ راشد
  التقرير الصدمة
  قراءة في أدب أطفالنا (بمناسبة يوم المرأة في تونس)
  إتفاقيات الاستقلال الداخلي لتونس والمداولات البرلمانية الفرنسية بشأنها في كتاب
  المظلمة على ابن خلدون
  تقويم نهج البيان في تفسير القرآن
  جائزة الملك فيصل في ظل الأزمة العالمية
  السياسي لا يصدق بالضرورة..
  غير مبرر وغير مجرم .. ولكن محرر
  الدين واللغة في المواقع الرسمية في تونس
  مقدمة لكتاب للدكتور المنجي الكعبي
  نفس الاشخاص نفس المشاكل
  تعليق على تمزيق
  آداب الانتخابات
  الانتماء السلبي والحياد الايجابي
  أخو علم..
  الفدْي بالنفْس .. يا قدْس!
  الوعد الحق
  هيئة الانتخابات.. المأزق
  على هامش قانون المصالحة
  هبة أو شبهة كتب في دار الكتب
  الموت للقضية بالاستيطان البطيء
  تقدير العواقب
  المرحوم محمد المصمودي أو تونس في ظل تقدير آخر لمستقبلها
  ترامب والإسلام
  حتى لا يوشك الاتحاد على افتعال أزمة لتأجيل مؤتمره
  الدولة تصفع وتهان..
  معاملة المؤقت معاملة غير المؤقت
  السياسة وخطاب الثقة والأمل
  في عدم الاستغناء عن القوانين لضبط المسائل الدستورية
  في تصويت الوزراء النواب لأنفسهم أو شبهة فساد
  التبرير بغياب المؤسسات والقوانين
  متاعب الشاهد في مرآة الأحزاب والمبادرة
  عدم تجديد الثقة لا يعني سحب الثقة
  عندما يحصّن المنصب صاحبه للدفاع عن المبدإ
  من مبادرة حكومة الوحدة الوطنية الى الدعوة لانتخابات مبكرة
  بيت الحكمة أو سياسة البيت المحجور
  تصحيح على الشيخ المختار السلامي في تفسيره
  "مسيرة الاستقلال بعد 60 عاماً.. قراءة"
  شهادة مباغض أو شهادة بن يحمد في بن يوسف
  مقالي عن هيكل في تونس
  قضايا دستورية
  الفوضى الخلاقة لوجع الرأس
  سورية العصية على غير إرادتها
  رد على مقال
  افتتاحية...
  الخبر الصادم
  موعظة اللسان في حق الرسول صلى الله عليه وسلم
  الدم الحرام في الدستور والوطن
  رجل عظيم
  تونس بصراحة هيكل
  ذكرى المنحة البرلمانية
  الأخوة الليبيون
  ليبيا: المصير على رأس الحراب
  على خلفية الثورة وبالمواكبة لها
  الذي له الكثير له القليل
  مرحى للوفاء !
  اعتذار مبرر
  لماذا فصل الرئيس من حزبه كالمرضع من أمه؟
  مناخ الحرب وحرب المناخ
  جامع سيدي اللخمي:إثابة
  الدولة الإسلامية وسياسات الدول الأربعة الكبرى الخاطئة من الإسلام
  جامع سيدي اللخمي يناشد الضمير الديني
  في الأحزاب: لا مناص من الانسلاخ لحسن التنظّم
  حق المجموعة في المنازعات على المال العام
  آية الله الدكتور مصطفى بروجردي وتفسيره المنتظر للقرآن الكريم
  «الله أكبر، ثأَرْنا لنبينا!»
  الارتفاع بالمسؤولية فوق الصدمة أو حالة الدكتور المنصف المزروقي
  صناعة الوفاق الوطني
  مشاكل الناس في مرآة الخطاب
  قضية الدعوة لتشكيل حكومة
  كل يسوق الريح الى طاحونِهِ في هذه الانتخابات
  "المهم بالأهم" في التصويت للرئيس القادم
  التداول حصل بقي القادم.. الاستقرار
  توصيات الى رئيس الجمهورية القادم
  ترشح الدكتور المنجي الكعبي للرئاسية 2014
  الدكتور الكعبي في تفسير تونسي جديد للقرآن الكريم
  جاهلية القتل
  الحكومة المعصومة ...
  بين الحكم والإصلاح
  لا نرضى الإهانة
  الدستور سلِمتْ الأيدي والقلوب
  لماذا "معارضة" نتائج انتخابات سلطة الثورة
  دعماً للشرعية والتوافق
  في امتحان الشرعية
  في ذكرى تنزيل العلم:علم المخلوع
  عودة الشهيد أحمد الرحموني: ما تُقصِّر فيه السياسة يُوَفِّيه الدين
  الدين وباطل السياسة
  وصية إلى السيد علي العريض
  من لنا بذاك الرجل
  في الإعدام والقصاص بالمجلس التأسيسي
  الاستشهاد الديني والاغتيال السياسي
  رجل الثورة وحاديها
  حال تجبها حال
  اقتسام الدم أَدْرأ للفتنة
  مبروك لمصر دستورها
  الإضافات في دستور مصر الجديد بعد الثورة
  تحصين الثورة بقانون لم لا، طالما لا رادع من اخلاق أو دين (*)
  الشرعية لا تنسخها إلا شرعية من نفسها
  القائمات المستقلة،.. أي دور؟
  زيارة الشيخ وجدي غنيم وما يسمى بإمارة سجنان
  الفائزون.. عيال على النهضة
  الاستفاء دستوري.. أو لا يكون
  السيد الباجي قائد السبسي في أحسن أحواله
  الانتخابات المتأخرة عن مواعيدها

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  17-02-2016 / 14:33:50   فوزي
نموذج من تصدي بقايا فرنسا لكل من يتخذ موقفا متصالحا مع هويته

الدكتور المنجي لقد حدثتني في لقاءاتنا حيث كنا نجتمع كل فترة على احتساء قهوة، ذكرت لي تاريخ تصديك لبقايا فرنسا بالجامعة وكيف انهم كانوا مثلما نعرفهم الان مجرد عصابات ولوبيات همهم خدمة مصالحهم الشخصية والايديولوجية، وان كان ظاهرهم رجال علم

بالطبع انت لا تقول انهم بقايا فرنسا ولا تقول انهم عصابات رغم انك عانيت منهم طوال فترة عملك بالجامعة، ورغم ما بذلوه من عرقلات ومؤامرات

ولكن اسمح لي ان اقول انا عنهم ذلك، لان من اذاقك الويلات، هم من أذاق تونس ويذيقها الان الويلات، و هم من يتربص بثورتها، و اولئك من يصطنع المصطلحات كالتصدي للارهاب المزعوم لمواصلة الحرب على هوية البلاد
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، كريم فارق، د - محمد بنيعيش، د - عادل رضا، سلام الشماع، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، فتحي العابد، الناصر الرقيق، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، د - الضاوي خوالدية، حميدة الطيلوش، مجدى داود، محمود سلطان، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد بشير، محمد العيادي، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، مراد قميزة، د. أحمد محمد سليمان، جاسم الرصيف، د- محمود علي عريقات، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، تونسي، عمر غازي، د- جابر قميحة، سيد السباعي، كريم السليتي، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، د.محمد فتحي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، نادية سعد، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، أنس الشابي، د. طارق عبد الحليم، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، أبو سمية، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، أحمد ملحم، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، د- محمد رحال، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، عواطف منصور، العادل السمعلي، د - مصطفى فهمي، رشيد السيد أحمد، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العربي، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، محمد شمام ، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، خالد الجاف ، منجي باكير، سامر أبو رمان ، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافد العزاوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء