البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

فلماذا لا يحيي نظام ولاية الفقيه ذكرى الفتح الإسلامي لإيران ؟

كاتب المقال صباح الموسوي   
 المشاهدات: 9485


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تترك أبواق الدعاية الإيرانية مناسبة دينية أو وطنية إلا واستغلتها للترويج لنظرية ولاية الفقيه والادعاء بإسلامية هذا النظام الشعوبي المختلف الذي تعددت وسائله الدعاية والمناسبات التي يستغلها لهذه الغاية. وعلى الرغم من وجود المناسبات الدينية ( الطائفية ) التي كان قد ابتدعها الصفويون ونسبوها لأل البيت عليهم السلام واتخذوها حجة لمحاربة العرب وشق وحدة الأمة الإسلامية‘ فقد لجئ نظام ولاية الفقيه الى ابتداع مناسبات طائفية جديدة لاستغلالها في تحقيق غايته فهناك مناسبات يتخطى الاحتفال بها حدود المبالغة لشدة البذخ الذي يجري فيها ومنها على سبيل المثال احتفالية الخامس عشر من شعبان التي تقام لمناسبة مولد المهدي المنتظر واحتفالية ما يسمى بعيد الغدير التي يعتبرونها بمثابة البيعة التي أخذها الرسول ( صلى الله عليه واله وصحبه و سلم) من المسلمين للإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام) ، وهناك احتفالية أخرى غاية في الأهمية وان كان النظام لا يتبناها بشكل رسمي، إلا ان الحوزة الدينية في قم تقوم بالنيابة عنه في توفير كامل الدعم لإقامتها وهي مناسبة مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على يد أبو لؤلؤة فيروز المجوسي والتي يطلق عليها تسمية " عمر كشي" ويسميها البعض الآخر مناسبة " فرحة الزهراء"..!!

والى جانب مناسبات الأفراح فهناك مناسبات الأحزان وأشهرها مناسبة عاشوراء التي يجري الاحتفال بها سنويا لمدة شهرين متتاليين متخذة أشكالا مختلفة يتم فيها الشحن الطائفي بأبشع صوره حيث اعتادت وسائل إعلام النظام الإيراني في السنوات الأخيرة على عقد ندوات تلفزيونية يدعى لها بعض من يسمونهم " المستبصرين" من العرب الذين كانوا على مذهب أهل السنة ودخلوا لعصمة الفقيه ومن هؤلاء التونسي ألتيجاني السماوي واليمني عماد عصام و المصري حسن شحادة والفلسطيني زهير الغزاوي، و نفر غيرهم من المتسولين على أبواب النظام الإيراني حيث يقوم هؤلاء النفر بتلبية كل ما يطلب منهم في توجيه السب واللعن لكبار الصحابة وكيل المدح والثناء وإلقاء الصبغة إسلامية على نظام ولاية الفقيه، ويجري صرف ملايين الدولارات سنويا على هذه المناسبات في الوقت الذي يوجد داخل إيران وخارجها ملايين الفقراء من المسلمين هم أشد حاجة لهذه الأموال. ولكن مع ذلك يخرج بين الحينة والحينة من يحاول تبرير هذه الاحتفالات الخرافية وما ينجم عنها من فتن واحقان طائفية بدعوى إنها تعبير يهدف الى إحياء ذكرى أهل البيت ومنهم الذين قتلوا ظلما كالإمام الحسين و الذي لا احد من المسلمين ينكر جريمة مقتله وان الحث على محبتهم لا يتعارض مع الإسلام وإنما هو في خدمة الإسلام!.

نقول نعم ولكن بالمقابل نسأل هل ان إحياء ذكرى أهل البيت والحث على محبتهم يتطلب كل هذا الشحن الطائفي ؟ ثم ما هي الفائدة التي سوف يجنيها الإسلام والمسلمون من وراء هذه الاحتفالات و الممارسات إذا كانت كلها قائمة على التفرقة وتمزيق الصف الإسلامي؟.

ثم لماذا لم نشاهد نظام ولاية الفقيه المتشدق بالإسلام ولو لمرة واحدة فقط يقيم احتفالا بمناسبة دينية متفق عليها من قبل المسلمين سنة وشيعة ؟ هذا ناهيك عن انتهاكاته لحقوق المواطنين السنة ورفضه الاستجابة لأدنى مطالبهم المشروعة التي يمكن ان تكون أساسا للوئام والتقارب المذهبي الذي ينادي به زبانية نظام ولاية الفقيه ومثالا على ذلك زيادة عطلة عيدي الفطر والأضحى الى ثلاثة أيام بدلا من يوم واحد كما هو معمول به حالياً والذي ترفض الحكومة الإيرانية تلبية ذلك المطلب من قبل عرب الأحواز وعموم أهل السنة بحجة ان كثرة العطل الرسمية تضر باقتصاد البلد ولكنها بالمقابل تعتبر العطل الطويلة التي تعطى للمناسبات الطائفية والوطنية كعيد النوروز وغيرها عطل مشروعة وبعضها واجبة !.

يضاف الى ذلك ان وزارة الإرشاد والثقافة الإيرانية قد اعتادت الاحتفال كل عام بذكرى الشاعر " الفردوسي" صاحب ملحمة 'الشاهنامة' الذي تخلو ملحمته من بيت واحد في مدح الإسلام أو النبي وآل بيته بل إن جل ملحمته موضوعة في سب العرب والمسلمين ولكن مع ذلك تقام الاحتفالات سنويا لتخليد ذكرى هذا العنصري المتطرف ..!

كما ان وزارة الإرشاد قد أخذت في الأعوام الأخيرة إقامة الاحتفال سنويا بما يسمى ذكرى دخول التشيع الصفوي الى إيران عبر بوابة الأحواز وقد أقيم مؤخرا في منطقة 'الشلامجة' التابعة لمدينة المحمرة قبالة مدينة البصرة احتفالا بهذه المناسبة على اعتبار ان علي بن موسى الملقب بالرضا وهو الإمام الثامن عند الشيعة الاثنى عشرية قد دخل إيران في القرن الثاني عبر هذه المنطقة قادما من الحجاز في طريقه الى خراسان حيث عينه الخليفة المأمون العباسي ولياً للعهد من بعده. علماً ان هذه احتفالات بدأت في إطار الحملة الإعلامية والنشاطات الطائفية التي تقوم بها السلطات الإيرانية لمواجهة ظاهرة عودة الأحوازيين الى مذهب أهل السنة .

فعلى الرغم كثرة المناسبات التي يحتفل بها سنويا من قبل نظام ولاية الفقيه إلا ان هناك مناسبة واحدة ورغم أهميتها إلا أنها لم تذكر ولم يتطرق إليها لا من قبل النظام ولا من قبل مرجعيات حوزة قم الدينية، وهذه المناسبة هي ذكرى الفتح الإسلامي لإيران في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي اخرج الشعب الفارسي من الجهالة العقائدية و التخلف الفكري وعبادة النار وإدخاله في نور الإسلام الذي حرره من قيود الظلم الكسروي المتخلفة عقائديا وسلوكيا ومنحه قيمة إنسانية وحضارية وجعله عنصرا فعالا في امة كبيرة هي الأمة الإسلامية.

و سؤالنا هو لماذا يتجاهل نظام ولاية الفقيه هذه المناسبة العظيمة التي تظل تحت خيمتها جميع المواطنين الإيرانيين بمختلف قومياتهم ولغاتهم والتي إذا ما تم إحيائها والاهتمام بها فأنها ستكون وسيلة لدرئ الاحتقان العنصري و تكون نموذجا صادقا لدعاوي التقريب بين المذاهب الإسلامية.فما الذي يعيق نظام ولاية الفقيه من الاحتفال بهذه المناسبة ان كان إسلاميا كما يزعم؟ . نحن متأكدين من عدم قدرته على إقامة مثل هذا الحفل لأنه محكوم بعقدة الشعوبية والطائفية ولكن نضع هذا السؤال أمام الموالين لهذا النظام و المنخدعون بشعاراته .

----------------
صباح الموسوي - كاتب أحوازي



 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-11-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الصدمة والرعب في حذاء منتظر
  تسونامي الإدمان يضرب إيران
  ما موقف الإخوان من مأساة سنة إيران؟
  المطلوب من جماعة الإخوان الاعتذار لأهل السنة في إيران
  فلماذا لا يحيي نظام ولاية الفقيه ذكرى الفتح الإسلامي لإيران ؟
  القبور والمزارات صناعة النظام الإيراني الرائجة
  إقليم بلوشستان يلتهب والنظام الإيراني يرتهب
  مخاطر التهوين من التآمر الإيراني
  منجزات نظام ولاية الفقيه: قمع و فقر و وباء
  فساد الولدان في حكومة صاحب الزمان
  الملالي وعسكرة الحياة السياسية في إيران
  التشيع.. مذهب أم دين؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، عراق المطيري، رافع القارصي، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل، حميدة الطيلوش، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، العادل السمعلي، مجدى داود، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي، د. خالد الطراولي ، فتحي العابد، محمد العيادي، سعود السبعاني، د- محمد رحال، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، عبد الله زيدان، د. صلاح عودة الله ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، أنس الشابي، صالح النعامي ، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، رحاب اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العربي، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، حسن عثمان، د - الضاوي خوالدية، أحمد الحباسي، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، محمد شمام ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد يحي، ياسين أحمد، محمد عمر غرس الله، أحمد النعيمي، سلوى المغربي، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، محمد أحمد عزوز، د. طارق عبد الحليم، رافد العزاوي، صباح الموسوي ، فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، محمود طرشوبي، أبو سمية، الهيثم زعفان، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، محمد الياسين، علي عبد العال، يحيي البوليني، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، تونسي، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، مراد قميزة، صلاح المختار، منجي باكير، كريم فارق، د- جابر قميحة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء