البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الصدمة والرعب في حذاء منتظر

كاتب المقال صباح الموسوي   
 المشاهدات: 7507


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ان عملية قذف الرئيس الأمريكي بوش الثاني بحذاء مقاس 10 (حسب مقياس الرئيس المقذوف) والتي جاءت على يد إنسان عراقي عاش الاحتلال الأمريكي لبلاده وذاق طعم مرارته، قد فاجأت العالم بجرأتها وما حملته من مضامين و دلالات سياسية بالغة الأهمية و التي ليس اقلها إسقاط هيبة الرئيس المحذوف الذي كان يتخيل نفسه إمبراطورا لا يجرأ حاكما في هذا الدنيا على رد طلبه أو التعرض له بكلمة أو فعلا تكدر خاطره فإذا به وهو محفوف بحماية أمنية وعسكرية وسياسية قل نظيرها يتعرض لهجوم بزوج حذاء لا يساوي سعره قيمة زجاجة خمر من تلك الزجاجات التي أدمن الرئيس على شربها .

فهذا الرئيس الذي كان يتباها في ما اسماه النصر التاريخي الذي حققه في احتلاله للعراق و الذي تسبب في مقتل أكثر من مليون إنسان، قد أعماه الغرور ونشوة السكر من النظر و لو للحظة واحدة الى التاريخ ليأخذ منه العبر ويلجم غروره، حيث توقع ان الآلاف المؤلفة من القوات العسكرية و عناصر الأجهزة الأمنية والمليشيات المسلحة التي جندها أصحاب العمائم السود وخواتم الياقوت والأحجار النيسابورية كفيلة بان توفر له الحماية و تجعله يتمختر ويبالغ في حديثه كيف ماشاء عن النصر وتوجيه التهديد والوعيد لمن شاء وينسى ان نشوة الجنرال الفرنسي (كليبر) في احتلال بلاده لمصر كانت اكبر من نشوة بوش في احتلاله العراق .

لقد كان (الجنرال كليبر) و من فرط نشوته قد حذف من مخيلته إمكانية ان يظهر لو مصري واحد يقول له على عينك حاجب بعد ان ارتكب ما أرتكب من المجازر و جند ما جند من العملاء الذين كان في صفوفهم الكثير من أصحاب الطرابيش الحمراء ، معتقدا انه بهذه المجازر و في ظل وجود هؤلاء العملاء قد تمكن من أطفأ جذوة المقاومة المصرية وضمن هيمنته على مصر وراح يتفاخر بفعله و يتبختر في مشيته في أزقة القاهرة وأسواقها غير مدرك ان منيته ستكون على يد شيخ أزهري شاب يدعى سليمان الحلبي رحمه الله الذي أصبحت عمليته البطولية مقدمة لثورة مصرية عارمة وسببا في هزيمة الإمبراطورية الفرنسية على مستوى العالم و من ثم نهاية تلك الإمبراطورية المتوحشة .

لقد تناسى الرئيس جورج بوش ، الذي حاول الاستهزاء على مضض بعملية رشقه بالحذاء ، ان عملية رشق رئيس حزب الليكود الصهيوني آنذاك (أيريل شارون) بالأحذية يوم دخل باحة مسجد الأقصى متحديا مشاعر الفلسطينيين والمسلمين عامة والتي ما كان من المصلين يومها إلا ان ينهالون عليه رشقا بالأحذية، كانت تلك الحادثة سببا في تفجر انتفاضة الأقصى المباركة ..

وهي العملية النادرة التي استخدم فيها الثوار الفلسطينيون سلاحا باردا الذي رغم بساطته و رخص ثمنه من الناحية المادية إلا انه قد أحدث دوياً إعلاميا و سياسيا عالميا فاق دوي قنابل دبابة " الميركافا " التي استخدمت في مجزرة جنين التي جاءت لإخماد انتفاضة الأقصى المباركة التي أفشلت جميع المخططات التي وضعت لإنهاء الثورة الفلسطينية .
نحن اليوم أمام عملية مماثلة أحدثت صدا إعلامياً وسياسياً قل نظيره على الصعيد العالمي ، فهي العملية الوحيدة التي اجمع العرب وجميع المقهورين و الكارهين لسياسة بوش على تأييدها، فبينما اعتبرها البعض عملية اغتيال رمزية (حسب رأي احد الصحف الغربية) لبوش فقد رأى البعض آخر إنها اكبر من مجرد عملية اغتيال ..

فلو ان اغتيالا حصل لبوش لحوله الى بطل تاريخي في عيون إدارته وحزبه ومناصريه وكل من سار في ركب الاحتلال ، و لكن ما هو أهم في هذه العملية أنها أصابت هيبة المحتل المنتشي بالنصر وحطت من كرامته وأعادت إليه نتائج حملة غزو العراق التي أطلق عليها آنذاك اسم (الصدمة والرعب).
فالصدمة الحقيقية كانت في هذه العملية المفاجئة التي لم يحسب لها المحتل وأعوانه من قبل حساب ، والرعب هو ما ترونه واضحا في وجوه جوقة المحللين و الكتبة السياسيين من المستعربين المتعلقين بركاب الحمار الأمريكي.

ومن المناسب هنا ان نذكر هؤلاء المستحمرين ان الذي أشعل شرارة ثورة العشرين في الفرات الأوسط وحولها الى ثورة عراقية عارمة ، كانت صفعة من المرحوم الشيخ شعلان أبو الجون ( احد زعماء قبيلة بني حجيم التي ينتمي لها صاحبنا منتظر الزيدي) التي صفع بها وجه الحاكم البريطاني لمدينة الرميثة الجنرال (هيات) والتي تحولت فيما بعد هذه الصفعة الى شعار و أهزوجة يتغنى بها الثوار الذين اخذوا يهتفون (طراك الطك شعيل دوخ لندن بيه) أي ان الصفعة التي صفعها شعلان للجنرال البريطاني اهتزت لها لندن.
فهل فهمتم المعنى يامستحمرون ؟

-------------

صباح الموسوي كاتب احوازي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حذاء الزيدي، بوش، امريكا، مقاومة، العراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-12-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الصدمة والرعب في حذاء منتظر
  تسونامي الإدمان يضرب إيران
  ما موقف الإخوان من مأساة سنة إيران؟
  المطلوب من جماعة الإخوان الاعتذار لأهل السنة في إيران
  فلماذا لا يحيي نظام ولاية الفقيه ذكرى الفتح الإسلامي لإيران ؟
  القبور والمزارات صناعة النظام الإيراني الرائجة
  إقليم بلوشستان يلتهب والنظام الإيراني يرتهب
  مخاطر التهوين من التآمر الإيراني
  منجزات نظام ولاية الفقيه: قمع و فقر و وباء
  فساد الولدان في حكومة صاحب الزمان
  الملالي وعسكرة الحياة السياسية في إيران
  التشيع.. مذهب أم دين؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سيد السباعي، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، د. عبد الآله المالكي، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد بشير، وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، منجي باكير، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، عبد الله الفقير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، مراد قميزة، تونسي، محمد الياسين، عبد الله زيدان، علي عبد العال، أحمد الحباسي، العادل السمعلي، كريم فارق، أ.د. مصطفى رجب، صالح النعامي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، محمود سلطان، صلاح المختار، مصطفى منيغ، عمر غازي، صفاء العربي، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، فهمي شراب، نادية سعد، أبو سمية، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، كريم السليتي، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، محمود طرشوبي، محمد يحي، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، مجدى داود، محمد العيادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، إيمى الأشقر، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، جاسم الرصيف، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العراقي، سلام الشماع، حسن عثمان، مصطفي زهران، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، محرر "بوابتي"، عبد الغني مزوز، يزيد بن الحسين، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، حاتم الصولي، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، سامر أبو رمان ، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، علي الكاش، أحمد النعيمي، محمد شمام ، أنس الشابي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، الهيثم زعفان، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي، د - عادل رضا، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة