البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

أين اختفى خفافيش التطبيع بتونس، أمام الحرب الصهيونية على غزة؟

كاتب المقال الهادي المثلوثي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9777


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سألني صحفي محترم من مراسلي الجزيرة نت عن جماعة التطبيع وعن موقفهم ونحن في غمرة مسيرة دعم ومساندة أهلنا في غزة يوم الخميس 1-1-2009 بالعاصمة تونس. وكان سائلنا يقصد المطبعين من الجغرافيين تحديدا ويريد من لقائي به جوابا عن الصمت العربي الرسمي. فقلت له ونحن في زحمة هتافات التظاهرة: ما تسمعه يا سيدي من الجماهير الغاضبة هذه هو الجواب. سحقا سحقا يا حكام العار. سحقا سحقا للشركاء في الحصار. سحقا سحقا لدعاة الاستسلام والتطبيع. لن تموت غزة وهي تقاوم، لن تحرر غزة وهي تساوم. والمسيرة تزحف ببطء، كانت أفكاري تتدافع وكانت نظراتي تتصفح الوجوه بحثا عمن أعرفهم من المطبعين. ولكن سرعان ما أدركت أن الخفافيش تخاف الشمس ومثلها المطبعون يخافون سطوع الحقيقة فلا يجرأ أحد منهم على الظهور في مثل هذه المناسبة المنادية برد العدوان والمنددة بالمحتل الصهيوني وبحلفائه وأصدقائه وبالمتخاذلين.

والحقيقة أيضا كان عليّ ألاّ أسهو عن أنه لا مكان للمطبعين بين الأحرار والشرفاء من أبناء الشعب وفي مثل هذه المناسبة لأن ما نشهده من عدوان على غزة ومن حرب إبادة جماعية لم يبق بأي حال من الأحوال ذريعة واحدة لتبرير التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع مكوناته ومؤسساته الاقتصادية والثقافية والعلمية مهما كانت حاجتنا إليها ومهما أبدت من الحياد حيث تثبت كل الوقائع أن الكيان الصهيوني ليس دولة احتلال فقط وإنما هو خلاصة البطش الاستعماري وعصارة الحقد الصليبي الصهيوني بل الممارسة الأبشع للنازية الجديدة المدعومة من الرأسمالية المتوحشة التي استجمعت الشر كله واستحضرت الوقاحة كلها وأبغض أنواع الاستخفاف بالقيم الإنسانية وحقوق البشر والقوانين الدولية. وبشاعة ما يحدث في غزة اليوم يدفع الشيطان الأخرس الى مراجعة مواقفه. فهل تجد جرائم الكيان الصهيوني صدى في نفوس وعقول قطيع الليبراليين الجدد من العرب والمسلمين وخفافيش التطبيع من السياسيين والمفكرين والمثقفين والباحثين في حقول المعرفة والعلوم من بني جلدتنا؟.

لا شك أن بعض المطبعين يعاني من ضعف الوعي أو سطوة الجهل أو المكابرة باسم الحياد العلمي أو التسامح الأعمى أو الطمع البالغ الى حد الخيانة والبعض قد يكون من المغرر بهم. ولكن أمام هول ما يحدث لا يمكن أن يبقى للتطبيع إلا معنى واحد وهو أن الباقين على تطبيعهم هم صهاينة وألد عداوة لشعب فلسطين وللعرب من النازية الغربية الاستعمارية الجديدة. ومحاربتهم لا تقل أهمية عن محاربة المحتل المجرم.

لقد بات واضحا أن التطبيع خيانة عظمى وأن الاستسلام والتسامح لا يجديان مع الكيان الصهيوني بل يزيدانه إمعانا في التنكيل بالعرب وإذلالهم. وإذا خيّر المطبعون التمادي في غيهم فلا هوادة في استئصالهم بجميع أشكال الاستئصال. والمضحك المبكي أن أحد المطبعين المتفاخر بصنيعه قد اشتكى تكرارا مدعيا أن حياته مهددة وكأني به لا يدرك أن تطبيعه يساهم في دعم وتشجيع العدو على الاستمرار في عدوانه وجرائمه وتهديده للوجود الفلسطيني بكامله وتقويضه للأمن العربي برمته. أين خفافيش التطبيع في هذه الأيام العصيبة؟ بأي حواس يتابعون جرائم ومجازر أصدقائهم في حق الشعب الفلسطيني؟. قد تكون جحور الخفافيش جد مظلمة فلا تقوى على الرؤية ولا تستهويها صحوة الضمير.

ربنا ونحن نستقبل عاما جديدا ندعوك أن تفتح أبصار المطبعين على ما يقترفه العدو الصهيوني من حرب إبادة في غزة المحاصرة لعلهم يستعيدون الوعي والبصيرة فينتصرون للحق ويقفون الى جانب المظلوم بمقاطعة المعتدي ورفض التواصل معه وهو أضعف الإيمان.

ربنا اجعلنا في صف المناهضين للظلم والعدوان واحشرنا مع القوم المجاهدين ولا تهدنا الى صراط المطبعين والمستسلمين والمتخاذلين. اللهم خذ بيد المغرر فيهم وعجل بشفاء مرضى النفاق فيهم وارفع غشاوة الجهل عن الساذج منهم وأعن المتردد منهم على التوبة وأما المتمادون في غيهم فأنت كفيل بهم وإنا لسنا من الشامتين وإن كانوا من زمرة الخفافيش، عفوا قد تكون الخفافيش منهم أشرف.

--------------
وقع تصرف طفيف بالعنوان الأصلي للمقال
مشرف الموقع


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، تطبيع، صهيونية، تنويريون، اسرائيل، يهود، غزة، مجزرة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-01-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحـي قاره بيبـان، محرر "بوابتي"، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، صالح النعامي ، طلال قسومي، مجدى داود، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، محمد شمام ، رضا الدبّابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، سعود السبعاني، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، محمد يحي، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، د. طارق عبد الحليم، د. صلاح عودة الله ، صفاء العراقي، كريم السليتي، محمد الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، وائل بنجدو، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، العادل السمعلي، فتحي الزغل، حسن عثمان، ضحى عبد الرحمن، علي الكاش، رمضان حينوني، رشيد السيد أحمد، صباح الموسوي ، تونسي، سامر أبو رمان ، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، إسراء أبو رمان، عبد الله الفقير، مراد قميزة، فتحي العابد، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، منجي باكير، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، عمار غيلوفي، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، عمر غازي، سلام الشماع، سامح لطف الله، د. عبد الآله المالكي، عراق المطيري، محمد العيادي، صفاء العربي، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، د. أحمد بشير، كريم فارق، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، سلوى المغربي، عبد الغني مزوز، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، محمد الياسين، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، عواطف منصور، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، د- هاني ابوالفتوح، فهمي شراب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهادي المثلوثي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء