البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاستفاء دستوري.. أو لا يكون

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7018


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الاستفتاء هو عرض سؤال على الشعب في أمر مهم للإجابة عليه بموافق أو غير موافق، هذا العرض لا بد أن يكون دستورياً وحتى يكون دستورياً لا بد أن يكون هناك دستور. والدستور ينص عمن له صلاحية تنظيم استفتاء أو الإذن أو المصادقة على تنظيم استفتاء. فقد يكون الأمر دستورياً راجعاً الى السلطة التنفيذية أو التشريعية، أو السلطتين بالاشتراك وفق آلية معينة، وتكون نتيجة الاستفتاء أن يتم إقراره من طرف رئيس الجمهورية وقبل ذلك أن تكون الموافقة عليه من طرف المجلس التشريعي صاحب النظر في تنظيم الاستفتاء وإقراره.

فالوضع الذي نحن فيه اليوم لم يعد كما كان الوضع بعد الثورة. فعندما طالبت بعض الأصوات، وكنت بكل تواضع من بينها، بتنظيم استفتاء، استندت إلى دستور لم يقع تعليقه بعدُ، بدليل أن بعض الآليات فيه ظلت دستورية. لكن الأمر تغير اليوم بعد تعليق الدستور بتوافق وصدر مرسوم تحديداً في المجالس الدستورية التي استثنيت من التعليق كالقضاء والمحاسبات والمحكمة الإدارية. لكن المشكل الذي يوضع اليوم هو من ناحية غياب جهة لها شرعية كاملة لتنظيم دستور، وهذا في حد ذاته إضعاف لموقف المنادين بتنظيم استفتاء. فالمتعين الآن أن التوجه، بعد حكومة السيد القائد السبسي وما أكدته على المسار، نحو تنظيم انتخابات مجلس تأسيسي فكان هذا أدنى مطالب تحقيق أهداف الثورة. ولما تعين موعد 23 أكتوبر بعد تأخر نسبي لهذا الموعد أصبح من الأفضل أن ننتظر انتخاب مجلس تأسيسي لغياب الدستور وإقرار مبدأ الاستفتاء فيه وآلياته وعرضه على الشعب من خلال التنسيق بينه وبين الحكومة المؤقتة أي السلط التنفيذية. ويكون الاستفتاء في هذه الحالة في وضع مقبول من ناحية الجهة الشرعية التي ستقوم على تنفيذه بشكل مطابق للإرادة الشعبية، كما هي ممثلة من طرف المجلس النيابي ومن جهة أخرى بالتوافق مع حكومة انتقالية، وليست حكومة مؤقتة كما كانت في السابق حكومة السيد الباجي قائد السبسي وحكومة الغنوشي الأولى والثانية.

وعليه فالخلاف بين من يدعم التوجه نحو تنظيم استفتاء بالتزامن مع المجلس التأسيسي وبين من يعترض على تنظيم هذا الاستفتاء هو خلاف دستوري ولا يمكن إحالته إلى إرادة شعبية تستقريها الحكومة من خلال رؤيتها غير ذات الشرعية الكاملة، عشية انعقاد مجلس تأسيسي هو الذي يصبح المالك الحقيقي للشرعية الكاملة غير المنقوصة.

وأنا أعتقد أنه عندما تتبلور الأمور بدقة يمكن إحراج، أو أن تتغلب الأطراف المتنافسة على السلطة في المستقبل سواء في قيادات الأحزاب أو أطراف في الحكومة الحالية أو قوى ضغط خارجي أو قوى في المجتمع المدني واقعة تحت ضغط خارجي، على نفسها وتتجاوز لعبة الدخول في خطر محقق دونه التحكيم العقل والرصانة من أجل الانتظار بعض الوقت لقيام شرعية في البلاد ستتولى بنفسها بعد وضع الدستور تنظيم استفتاء من أجل إقراره، وهذا الاستفتاء سيفتح الباب قطعاً لقيام حكومة وسلطة تنفيذية لها شرعية مساندة المجلس التأسيسي من أجل تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية، ونكون بذلك قد حققنا عصفورين بحجر، وتجنبنا صراعات من أجل هذا الاستفتاء المشكوك في مصداقية نتيجته نظراً لنسبة المسجلين في هذه الانتخابات التي ستكون الأولى بعد الثورة في 23 اكتوبر لعديد المشاكل الفنية والأمنية وغيرها، ونكون قد تجاوزنا أزمة قد تفتح الباب على مغامرة غير محسوب نتائجها مسبقاً وتفضي بدخول البلاد في وضع أمني مختل تستفيد منه قوى العنف والتطرف والقوة المضادة للثورة في الداخل والخارج.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، المجلس التأسيسي، الإستفتاء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس
  تطبيق نظرية الإعجاز على الشعر

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، سامر أبو رمان ، حاتم الصولي، أنس الشابي، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، وائل بنجدو، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، محمود سلطان، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، نادية سعد، سليمان أحمد أبو ستة، سعود السبعاني، كريم فارق، منجي باكير، أحمد النعيمي، د - عادل رضا، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، فتحي الزغل، عبد الله الفقير، ضحى عبد الرحمن، خبَّاب بن مروان الحمد، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، ياسين أحمد، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، أحمد بوادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلوى المغربي، محمد الطرابلسي، إيمى الأشقر، العادل السمعلي، سيد السباعي، عمر غازي، علي الكاش، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، مجدى داود، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، د. أحمد بشير، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، صباح الموسوي ، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، فوزي مسعود ، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، طلال قسومي، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، محمود طرشوبي، حسن عثمان، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، الهيثم زعفان، مراد قميزة، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، محمد يحي، د - المنجي الكعبي، محمد العيادي، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، صالح النعامي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، عزيز العرباوي، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- هاني ابوالفتوح، إياد محمود حسين ، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، سلام الشماع، رمضان حينوني، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة