البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مناخ الحرب وحرب المناخ

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4272


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نعيش وتعيش دول العالم على وقع قمة المناخ بباريس. وكلنا أمل أن تخرج بقرارات حاسمة في قضية تغيّر المناخ واستخدام بعض الدول الكبرى للتكنولوجيات البيئية المتقدمة للأغراض الحربية، والتي لم تعد خفيّة بعد الكوراث التي سببتها.

خاصة في مناخ الحرب المعلنة قبل أيام من حكومة باريس ذاتها على غول الدولة الإسلامية في العراق والشام، أي سوريا الأسد.

وفي ظل التحفظ الروسي، الذي لم يساعد على قرار قوي من مجلس الأمن كما كانت تتمنى فرنسا، ثم ما أعقبه من إسقاط تركيا لطائرة روسية، سوخوي، زهرة الطائرات العسكرية، عنوان تفوقها الحربي.

وكل ذلك ترك الانطباع ابتداء بأن التحالف الواسع المأمول الذي تبحث عنه فرنسا لم يعد بالقريب صناعته، بحكم الخلافات القائمة بين أطراف الصراع الدولية والاقليمية والوطنية بشأن هذه الحرب المخسورة سلفاً ضد الإرهاب وضد الدولة الاسلامية تحديداً. لسبب بسيط ظاهر للعيان ولكنه عميق لا تتحدث به الألسنة، وهو أن الإرهاب صناعة استخباراتية عسكرية عميقة الجذور متعددة الدوافع والاعتبارات والأهداف، لأنه بالأخير يصب في ميزان القوى بين الدول المتصارعة على امتلاك الثروة والسلاح والنفوذ، في دنيا أصبحت ضيقة عن العيش فيها للجميع لأسباب بيئية واقتصادية وثقافية ودينية مكشوفة أو مستورة.

ولذلك لم يتردد هولاند من اغتنام قمة المناخ لاستنهاض همم الدول، والحليفة منه بالذات، من أجل تجفيف المنابع لما يسميه بالدولة الإسلامية، لأنها بتقديره واقعة في منافسة الدول العظمى على البترول والغاز في المنطقة وباقي الثروات الطبيعية. فكأنما أعلن في نفس الوقت الحرب عليها اقتصادياً ومناخياً. ومنه تقديرنا أن حرب الإرهاب لا تكسبها الحرب المناخية، لأن تجفيف المنابع بضرب سلاسل ناقلات البترول المهرب التي تستفيد منها داعش وتركيا - كما يتهمها بذلك - بل سوف تكون حرباً مناخية بامتياز تأتي على الأخضر واليابس في المنطقة، وتسبب الكوارث التي منعت الى حد الآن من استخدام تلك الآليات المحظورة رسمياً لتضعيف الخصم ودحره بتدمير بيئته، فكأنها حرب لتدمير العالم العربي والاسلامي في ثرواته ومقدّراته من أجل بقاء فرنسا.

ومن هنا فالحرب على الإرهاب لا تكون دولية شاملة بهذا المعنى لأن الدول تختلف أقدارها في مسؤولية خلقه في فضاءاتها وفي تصريفه لأغراضها في نفسها خارج فضاءاتها. وعليه، فلا ينبغي تحريف القضايا وافتعال الأزمات لحل مشاكل اختلال التوازن في العالم لفائدة فريق دون فريق باستخدام الحرب المناخية لتلويث العالم وإعادة تركيبه من جديد بنزعات عنصرية أو دينية لم تعد خافية.

وليس هذا دفاعاً عن الاسلام، فالإسلام يدافع عن نفسه ولم تكن أبداً حروبه ما دامت تنعت كذلك من خصومه حروباً مناخية، كيمياوية أو نووية أو جرثومية.

وإذا كانت بعض دول هذه القمة المناخية ستشرّع له بحجة اقتدارها اليوم عسكرياً باستهداف الآليات التي تنقل البترول المهرب واحدة واحدة بدقة تامة لتحييدها دون إحداث كوارث بيئية جانبية، بسبب إمطار قوافل تلك المركبات المتنقلة بالبترول بقذائف الصواريخ لإشعال مجرة من الحرائق والنيران لا تخمد نيرانها، وتلوث أرض الشرق الأوسط وسماءه دون رهبة من رد فعل وعقاب. فهذا وهم وادعاء لأن تلك الآليات الحربية التي تحدّث المسؤول الألماني بزهو عنها، ستذكّر بصنيع كثير من الخبراء العسكريين من أسلافه في توصيف مخترعاتهم الحربية ذات التدمير الشامل بالمخترعات الصديقة للبيئة والمحدودة بالإنش أو السنتمتر المربع في إلحاق الضرر بالخصم.

تونس في 28 نوفمبر


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإرهاب، المناخ، داعش، العمليات الإرهابية، قمة المناخ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  على هامش الانتخابات الرئاسية القادمة صدور كتابين تاريخيين في طبعة جديدة
  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي الزغل، سلام الشماع، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، د - شاكر الحوكي ، سعود السبعاني، عمار غيلوفي، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، صالح النعامي ، عبد الرزاق قيراط ، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العراقي، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، د- محمد رحال، فوزي مسعود ، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، د - عادل رضا، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، العادل السمعلي، مصطفى منيغ، نادية سعد، محمود فاروق سيد شعبان، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، محمد شمام ، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، يزيد بن الحسين، محمود سلطان، خبَّاب بن مروان الحمد، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، علي الكاش، كريم السليتي، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، صفاء العربي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، منجي باكير، كريم فارق، رمضان حينوني، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، حميدة الطيلوش، محمد عمر غرس الله، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، يحيي البوليني، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد النعيمي، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، أحمد الحباسي، محمد الياسين، طلال قسومي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، تونسي، سلوى المغربي، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، د - المنجي الكعبي، عواطف منصور، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن عثمان، صلاح المختار، إيمى الأشقر، أنس الشابي، أحمد ملحم، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي عبد العال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة