البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الأخوة الليبيون

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3983


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحرب تدق على الأبواب لدى الاخوة في ليبيا وهم من قبل في حرب بينهم، ولكن حربهم هذه حرب إخوة على استحقاقاتهم للحكم بعد الثورة، كل ينازع على نصيبه الأوفر، فمن الطبيعي والسلاح مكدس أن يتقاتلوا بالسيوف إذا لم يبق غيرها.

هم ضيوف علينا وإن أرادوا هم أهل الدار ونحن الضيوف. والصحيح أننا وإياهم أهل بيت واحد وشعب واحد ومصير واحد، والحرب التي تطرق أبوابهم هي حرب تطرق أبوابنا أيضاً.

وما كان أغناهم بحرب عن حرب بينهم منذ سنتين. حرب لفض خلافاتهم! وهذا ما لم نعهده إلا تحت غطاء الأمم المتحدة حين تزعم أنها فشلت بوساطاتها الكثيرة في حل النزاعات الداخلية والإقليمة. ولعها تعلة كالماضي لتنفيذ سياسات الأقوياء للبطش بالضعفاء في جبة إقرار السلم والأمن في العالم. أو بحجة محاربة الإرهاب، وهي جديدة، للتوهيم من خطره المتعاظم على جميعنا.

فما أسعدنا بضيافتهم على كل حال لولا هذه الحرب الظالمة التي تلوح في أفقهم. وقدرنا نحن الشعوب أن نترك لحكوماتنا التصرف بما يناسبها كل في بلده، ونكبر على ما يفرقنا من أحداث مهما تكن مؤلمة، ونتواسي بهذا الربيع العربي الذي كاد اسمه يغالط رسمه.

هذه الحرب الخارجية وكأنها تجيء كلما حالف النصر فريقاً من الفرقاء لتحرمه من الغلب على خصمه، أو تكون على وشك أن تصفو النفوس فتكدرها لغايات مريبة. لأن النزاع على السلطة في كل مكان ومن قديم الزمان. ضرورة أن السلاح كفيل أحياناً بحسم الخصام، والإذعان للأمر الواقع بانتظار الدالة لانتصار المغلوب بقوة الحق أو حق القوة لتولي السلطة. طبعاً بطريقة سلمية، طالما القتال من أجل السلطة مجراه الوحيد في الثورات.

الخشية إذن من أن هذه الحرب غايتها كسر شوكة الطرف الأقوى في ساحة المعارك لصالح الانتهازيين المعولين على الدعم الأجنبي. وليس من دولة أو أمة ترضى لنفسها التنكر لتضحيات شهدائها وأبطالها من أجل حقها بثورتها في التقدم والقوة.
وهزيمة الليبي لأخيه الليبي بحرب عليه من الخارج، جريمة وطنية لا تغتفر. وصاحبه لن يُسلم شعبه نفسه للانقياد اليه.

فالأمل أن يتحدى الليبيون هذه الحرب القادمة، بجمع كلمتهم على حكومة.. سموها إن شئتم حكومة التحدي، لتكون في جوهرها تحدياً لهذه الحرب ذاتها وفي مظهرها كياسة واقتدار على التعاطي مع كافة الحساسيات الدولية وامتصاص الصدمات. فيَرهبها كل صاحب أطماع وتقوى في وجه كل تهديد.

فإن لم تكن حكومة.. لكثرة اللغط حول حقائبها، فليقدّموا عليهم أحدهم كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، على رأس سلطة ممثلة لجميعم دون تمييز. فما أحوجهم الى ذلك اليوم، حتى بحكم النظم السياسية المقررة، ليخرجوا من الفتنة المستشرية الى نظام ديمقراطي تشاركي، تكون قد انسبطت أسباب الأمن والاستقرار له سلفاً.

إذن فهم بهذه الحرب بين نارين نار المقاومة الداخلية لكل حكم عميل ونار الأجنبي الذي سيتشفّى من استعصائهم عليه بذريعة مصالحه.

وكان ينبغي أن يجدوا من إخوانهم وأصدقائهم المخلصين من يمسح جراح حربهم، ويؤلف بينهم دون هؤلاء المبعوثين الأمميين الذين يجمعونهم على تفريق الكلمة ليهددوهم بالأخير بحرب على حربهم، أو تكون عليهم الكرة مقاطعين من الغذاء والدواء.

فلتكن المدة التي قضيتموها في المراشقة باللسان والسنان كافية لتفويت الوقت على الحلفاء - كما يسمون جميعهم أنفسهم بالنسبة اليكم - بالتدخل لحسم معارككم بحرب شاملة، فقد باتوا اليوم بهذا التأخير أخشى ما يكونون خوفاً من تورطهم في بلادكم دون كسبها.

قد تكون الأقدار أرادت ذلك بكم بغير تدبير منكم ولكن لا تفوتوا الفرصة عليكم للانقلاب على تدبيرهم. واعتبروه لطفاً من الله يشفع لكم لضغوط الخارج عليكم دون استخلاص إنجاز ثورتكم من فكيه. والجراح تدمل. فلا تهِنوا وأنتم الأعلون بهمتكم وشعبكم وخيراتكم. وفكروا جيداً فيما أنتم فيه ساعون.

ومهما يكن من ضيافتكم فهي من حق الضيافة، فلا تجعلوها من حق الحرب التي طلبها سفهاؤكم أو قصّرتم في غلق الأبواب دونها لجعلنا في غير بيت دائم لضيافتكم باعتزاز. طبعاً عدى ما يكون من الشيوخ والنساء والأطفال والمرضى والعجز، فنحن كما عهدتمونا نتقاسم وإياكم الماء وخبز الشعير.

ولأنتم أهل التضحيات اللازمة. ولتضحية دون أخرى: تضحية الكرام أو سقوط اللئام. فعسى أن يحفظ التاريخ لكم هذه اللحظة بانقلابكم إلباً على أعدائكم قبل أن يأكلوكم بحرب لا هوادة فيها.

-------
تونس في 10 فيفري 2016


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيا، الثورة الليبيبة، التدخل الغربي في ليبيا، الجماعات المسلحة بليبيا، داعش يليبيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس
  تطبيق نظرية الإعجاز على الشعر
  مباحثاتي مع المستشرق الانجليزي بوزوورث

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، تونسي، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، أحمد الحباسي، عراق المطيري، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، رافع القارصي، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، صفاء العراقي، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، محمد الياسين، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، د- هاني ابوالفتوح، الناصر الرقيق، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، عمار غيلوفي، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، فتحي الزغل، فتحي العابد، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، أحمد بوادي، ياسين أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي عبد العال، د - صالح المازقي، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، محمود سلطان، محرر "بوابتي"، الهيثم زعفان، كريم فارق، رضا الدبّابي، عزيز العرباوي، أبو سمية، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، د. عبد الآله المالكي، سيد السباعي، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، محمد العيادي، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فهمي شراب، سلام الشماع، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، منجي باكير، مجدى داود، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، سفيان عبد الكافي، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، أحمد النعيمي، جاسم الرصيف، محمد شمام ، طلال قسومي، محمود فاروق سيد شعبان، محمود طرشوبي، أنس الشابي، عواطف منصور، سامر أبو رمان ، صالح النعامي ، وائل بنجدو، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، سلوى المغربي، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، عمر غازي، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة