البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(الأقصى) في أسماء أعضاء الحكومة المقترحة

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1781


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في أسماء أعضاء الحكومة المقترحة لنيل ثقة المجلس النيابي غداً الأربعاء اسم استوقف الأسماع عنده، واختلفت الأقلام في كتابته بالعربية وبغيرها. وبذلك اختلف لفظه لأول نُطق به حتى لم يتيسر لبعضهم تهجئته بسهولة فضلاً عن فهم معناه ودلالته. وفي القديم قالوا إن الأسماء هي التمثال الأقدم للمجتمعات التي نشأت فيها.

هذا الاسم هو عقيسة، أو عقيصة بالقاف والصاد أو عاقصة، وفي ترجمة صاحبته بالفرنسية والانقليزية يكتب كالتالي:Akissa أو Akiça

ولم نعرف بخط صاحبته كيف تكتبه هي نفسها.

وذهب بنا الظن في أول الأمر الى أن يكون من بين الأسماء التاريخية المذكورة في طيات الصحف وكتب التراجم، كعاتكة ونُسيبة ونحوهما، فلم نقف عليه ولا على ما يصححه إلا ما يقرب من معنى جذره، وهو عقص. ومنه العَقْصة عند المرأة كضفيرة من شعرها، لالتواء الشعر فيه. فلم نرجّح أن يكون هذا الاسم هو بذلك المعنى وإن كانت له علاقة بالمرأة أكثر..

فاهتدينا أخيراً الى أن يكون بمعنى ولفظ (الأقصى) الاسم المعروف لثالث الحرمين الشريفين. ولم يساورنا شك في أن التلفظ به أقرب لكتابته في بعض ما وجدنا من شجرات النسب لعائلات البحري التونسية المعروفة منذ أوائل القرن الثامن عشر. وعثرنا عليه هناك باللفظ الأجنبي كما يلي Aksa، مع أسماء إخوتها الذكور الثلاث وأشهرهم عباس بحري عالم الرياضيات الكبير، المشهور عالمياً، المولود في غرة جانفي ١٩٥٥ بتونس العاصمة والمتوفى في ١٠ جانفي ٢٠١٦ بنيويورك، رحمه الله. ولا تقل شهرة عنه أخته الصغرى (أقصى) المولودة في ١٩٥٦، الخبيرة الكبيرة في ميدان الفلاحة والمياه دولياً.

وهو التلفظ السليم للاسم إلا أن يكشف مضمون الولادة عن عكس ذلك.

وإنما أدانا الى هذا الاجتهاد ارتباط التسمية بأحداث عظمى يُسمى بها ويؤرخ بها، فقد كانت سنة ٥٦ هي سنة العدوان الثلاثي على مصر العروبة بقيادة بريطانيا وفرنسا وحليفتهما إسرائيل. وكان الأقصى مرمى مؤامرات الصهاينة في محاولاتهم المتكررة لحرقه وإزالته من الوجود. وفي الوقت نفسه كان الأقصى نفسه مهوى أفئدة التونسيين كعرب مسلمين. ولم يكن غريباً على أسرة من أهل الدين والعلم والسياسة أن تسمى ابنتها باسم المكان الأقدس في فلسطين، تخليداً لرسمه ومعناه في قلوب أبنائها وبناتها.

كرضْوى اسم علم مؤنث، وهو اسم جبل بالمدينة المنورة. وبه تسمت رضوى عاشور الشاعرة المصرية المشهورة المتزوجة من فلسطيني والدة الشاعر الكبير تميم البرغوثي.

وأسرة (أقصى بحري) من أسر الأعيان بالعاصمة ومنزلهم الكبير بين ربض باب سويقة وباب الأقواس، قريباً من منزل الرئيس قيس سعيد، قبل أن ينتقل سكناهم الى الضاحية الشمالية بالمرسى وسيدي بوسعيد في أوائل القرن العشرين. وجدهم الأعلى في تونس هو الشيخ محمد بحري بن حسين بن عبد الستار المانسي، القاضي المالكي في أوائل القرن التاسع عشر، المنحدر من قبيلة بني مانس من جبل وسلات بجهة القيروان، وكان من تلاميذ الشيخ إبراهيم الرياحي البارزين.

ومحمد الهادي بحري والد أقصى متزوج من جليلة بن عثمان. ومحمود بن عثمان والد جليلة من قادة المخازنية في دولة البايات وأمها شريفة النيفر.

ومن لطيف ما كُتب على هامش صورة أخيها الراحل عباس بحري شعر على لسان علي بن أبي طالب وهو قوله:

فقُـــم بعلــــم ولا تطـــلب به بدلاً

فالناس موتى وأهل العلم أحياءُ

ولقرابتها لأفكار الرئيس قيس سعيد في الاسم على الأقل من قضية فلسطين، لم أتردد في إسقاط الانطباع الحاصل قبل البحث بسبب نجمة داوود ذات الستة أطراف في سلسلة تتدلى على صدر المرأة في الصورة المتداولة عنها.

وكنت أخيراً في زيارة بالمدينة العتيقة بالعاصمة فمررت بالمدرسة السليمانية وعند دخولي اليها لَمحَني بعض الموجودين هناك أتأمل في رخرفة بنائها وأقواسها وأبوابها فبادرني بالإشارة اليّ للتأمل في نقش على أحد الأبواب فإذا هو شكل نجمة دواود، واستغرب الرجل لما رآه من عدم الدهشة على وجهي، ففهمت قصده فقلت له: يا أخي هذه النجمة السداسية الأطراف كانت شائعة مثلها مثل النجمة الخماسية الأطراف في كثير من زخارفنا في تونس والأندلس، ولا يعني وجودها في هذا المحل الديني، بحكم أنه في الأصل مدرسة للطلبة الزيتونيين المجاورين للجامع الأعظم أنه غاب عنهم أنه هناك للزخرفة لا غير وليس لمعناه الديني عند اليهود. ونحن مشكلتنا الحديثة مع الصهيونيين والمغتصبين لدولة فلسطين وليس مع باقي اليهود.

وذكرني ذلك بما قاله السيد الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية عند قوْمته بالخيانة في وجه من تُسوّل لهم أنفسهم من السياسيين بالتطبيع مع إسرائيل، بأن اليهود كانوا عندنا في محل الجيرة والعشرة الطيبة. وذكر بأن والده حمل على عجلته الهوائية أحد اليهود ليخفيه بمنزله عن عيون المطالبين به من جنود المحور في أيام الحرب العالمية الأخيرة.

فصدقت ظني بأن تلك العلامات الدينية، وإن كانت من حقوق من يحملها لأسباب الزينة أو العقيدة، تَسْلم من كل تهمة بها على القطع بأنها من أمارات التطبيع مع الكيان الغاصب والمحتل. وإلا فما القول بمصر والأردن التي يرفرف على نيلها وعاصمتيهما علَم إسرائيل؟

فمِن ظن السوء بالناس تحميلهم على نوايا غير التي يحملونها إزاء الحقوق والحريات ليختلط الحابل بالنابل، ونُطلق اللمز بالألقاب أو التفتيش عن النفوس لاستنهاض همم المدافعين عن فلسطين والأقصى.

تونس في ٢٥ فيفري ٢٠٢٠


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، إلياس فخفاخ، تشكيل الحكومة، إسقاط الحكومة، اعضاء الحكومة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-02-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس
  تطبيق نظرية الإعجاز على الشعر
  مباحثاتي مع المستشرق الانجليزي بوزوورث

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، منجي باكير، سلوى المغربي، فوزي مسعود ، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إياد محمود حسين ، د. أحمد بشير، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، عبد الله زيدان، نادية سعد، أبو سمية، د- محمد رحال، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، سيد السباعي، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، أحمد ملحم، علي عبد العال، محمد الياسين، محمد الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، عواطف منصور، حسن عثمان، حسن الطرابلسي، حميدة الطيلوش، د. طارق عبد الحليم، محمود طرشوبي، تونسي، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، محمد شمام ، مجدى داود، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، رافد العزاوي، صفاء العربي، رمضان حينوني، فتحي الزغل، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - شاكر الحوكي ، صلاح الحريري، الهيثم زعفان، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، فتحـي قاره بيبـان، محرر "بوابتي"، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم فارق، أحمد النعيمي، سامر أبو رمان ، مصطفى منيغ، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، خالد الجاف ، محمود فاروق سيد شعبان، سامح لطف الله، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، كريم السليتي، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، محمود سلطان، طلال قسومي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، د. أحمد محمد سليمان، عمر غازي، فتحي العابد، صباح الموسوي ، محمد أحمد عزوز، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، أ.د. مصطفى رجب، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مراد قميزة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة