البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الارتفاع بالمسؤولية فوق الصدمة أو حالة الدكتور المنصف المزروقي

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4996


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مسؤولية الدكتور المنصف المرزوقي على الأحداث التي آلمت كل التونسيين، لسماع مؤيديه ببعض مدن الجنوب لمؤشرات عن عدم نجاحه نهائياً في الانتخابات الرئاسية، جعلته يركز في كلمته الأولى بعد إقراره بالنتيجة والتهنئة من طرف اللسان للفائز بها، على الدعوة الى التهدئة مع حفظ حقهم في التظاهر السلمي.

ولكن المثير في كلمته إشارته الى كلمة ثانية له في اليوم التالي لاستعراض ما يسميه خروقات انتخابية على أسماعهم وعلى الرأي العام، مزدهياً هذه المرة بعدم إحالة طعونه الى المحاكم لعدم الفائدة، وربحاً للوقت لما يسميه حرصَه على التكليف السريع للحكومة وحاجة البلاد الماسة الى الاستقرار، كما وعد في السياق نفسه بشرح ما يسميه كذلك موقفَه من كثير من القضايا السياسية.

ولعله، إذا حملناه على حسن النية وتصديق ما قاله في هذه الكلمة، لا يسعى بالظهور من جديد على الملأ لهذا الغرض الى بلورة ما قد يفهمه مؤيدوه أو بعضهم على الأقل من أنه يفتح باباً للتعبير بحرية على حقهم في التظاهر السلمي على النتائج المعلنة نهائياً بعدم فوزه، دون أن يحصل عنف أو اضطراب.

لعله أيضاً - وهنا نصدّقه في نيته الإرادية أو مملاة للتهدئة - إذا سلمت كل الأمور على مسؤوليته يكون أقرب الى استحقاق وسام توشيح على صدره قبل مغادرته قصر الجمهورية، يمكن أن نسميه وسام الاستحقاق على الإذعان للديمقراطية والتسليم بنتائج الانتخابات والتداول السلمي للسلطة. ويحمله الى جانب ما يحمله من تتويجاته الخارجية باوسمة الحقوق والحريات والفكر والثقافة.

ولكن، ما يكون موقفه - لا قدر الله - إذا لم يمنع أن يؤجج خطابه الجديد المشاعر فيفلت زمام ضبط النفس والتظاهر السلمي الذي سوغه لمؤيديه، في مثل هذه الحالة الانقلابية المحددة بظهور النتائج النهائية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات؟

مع ما للتذكير بالآية الكريمة «أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» من وقع شديد في كلمة السيد الرئيس الجديد للجمهورية الباجي قايد السبسي، لمن سماهم بالأيدي الخبيثة التي حركت تلك الأحداث.
فكلنا يعلم أن من الأحداث ما تستدعي مثلها في التاريخ.

أما إذا كان يحاول استنفاد حقه في تتبع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على خروقات أو غيرها تحيفت حقوقَه في هذه الانتخابات الرئاسية المباشرة الأولى بعد الثورة ورئاسته المؤقتة، فكل المؤشرات كانت تدل على أن ملاحقته ستستمر الى ما لا نهاية، لأن معجمه من المعاني للحقوق والحريات والديمقراطية سوف لا يستنفده قبل أن يصل بملفة من هذه الطعون الى المحكمة الدستورية العليا، التي اقترح إنشاءها على الأمم المتحدة قبل وقت بعيد، توقعاً لكل المعاكسات التي قد تصبيه في مسيرته لتجاوز قوانين بلاده ودستورها. ولا تكون هذه الملاحقة وإن لم تأت بنتيجة - لعدم قيام هذه الهيئة بعد - إلا وقتاً إضافياً للاستمدامة في منصبه على كل حال.

وبإمكانه أن يُخلِف كل هذه الظنون السيئة بحقه، إبقاء على صورته النضالية في بعض جوانبها، إذا كذبها بإشارة إيجابية، تزن الأمور بميزان المصلحة العليا التي طالما ردد مع الأسف أنه لا يجدها الا من خلال مصلحته الشخصية قبل كل شيء (في مذكراته الأخيرة خاصة).. وحتى لا يقول أحد ممن قد يغرَّر بهم في مغامرته: ندمتُ ولات مندم.

----------
❊ تعليقنا على الكلمة الأولى التي توجه بها السيد المنصف المرزوقي بعد اعلان النتائج النهائية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات التونسية، الإنتخابات التشريعية، الإنتخابات الرئاسية، المنصف المرزوقي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحـي قاره بيبـان، سلام الشماع، تونسي، العادل السمعلي، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، محمد شمام ، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أبو سمية، فتحي الزغل، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، د - شاكر الحوكي ، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، محمد أحمد عزوز، الهيثم زعفان، علي عبد العال، رمضان حينوني، منجي باكير، مجدى داود، محمود طرشوبي، نادية سعد، فهمي شراب، أحمد بوادي، محمد يحي، الناصر الرقيق، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، جاسم الرصيف، محرر "بوابتي"، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، مراد قميزة، محمد الياسين، كريم فارق، صلاح المختار، علي الكاش، المولدي الفرجاني، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، حسن عثمان، د. خالد الطراولي ، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، صفاء العربي، عراق المطيري، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، أشرف إبراهيم حجاج، إيمى الأشقر، سلوى المغربي، خالد الجاف ، سيد السباعي، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، صفاء العراقي، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، سليمان أحمد أبو ستة، د. صلاح عودة الله ، فتحي العابد، د. مصطفى يوسف اللداوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة