البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قضية الدعوة لتشكيل حكومة

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5186


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الرأي في تشكيل حكومة في ظرف لم يقرأه الدستور لانتخابات متراكبة كالتي نعيشها، تشريعية محسومة نتائجها منذ أسبوع، وأخرى رئاسية غير محسوم دورها الثاني بعد، أوقع الطبقة السياسية والقانونية في جدل لم ينته، بين مناصر لدستوريته ومعترض عليه أو رافض، في غياب مجلس دستوري يحسم في المسألة. لم تقم مؤسسته بعد.

ومثلما اقتضى الحال في أزمات سابقة من هذا النوع، تحركت آلة مؤسسة الحوار الوطني غير الرسمية، ولكن ذات الثقل القوي التحكيمي، الحائز على إجماع تقريباً، لتقول بتأجيل التكليف للحكومة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الجارية.

وبطبيعة الحال فإن مؤسسة الرئاسة لها الصفة في قراءة الدستور الى حين إحداث المجلس الدستوري قبل عام. وليس الخلل في الوضوح الدستوري ولكن في التزامن الانتخابي الغريب، هذا يأخذ برقبة ذاك، وفي التقديم والتأخير الاعتباطي بين الاستحقاقين على غير هدى من العواقب. ما جعل النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى تأخذ بتلابيب النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية. وهذا وضع لم يكن في التصور. وهو محور الإشكال، لأن السياسي أصبح يتقاطع سلباً أو إيجاباً مع الشرعي لهذا الطرف أو ذاك في حملته الانتخابية الرئاسية، لكلا المنافسين.

وأهل الذكر من رجال القانون وفقهاء الدستور هناك بطبيعة الحال لتغذية النقاش. ولكن آراءهم تبقى اجتهادات جديرة بالاحترام ما دامت علمية ومنطقية ومحايدة. ولا يمكن أن ترقى الى صبغة الالزام طالما لم تصدر عنهم بصفتهم أعضاء في المؤسسات الدستورية المخولة لإبداء رأيها الرسمي في المسألة. ومع ذلك فنحن نعرف عدداً منهم في العهود السابقة كانت ظلال الحاكم وراء أقلامهم.

وعليه فإن جميع المواقف في هذه المسألة محفوظة لأصحابها، وقد لا تعبر في آخر تحليل إلا على اصطفاف أصحابها وراء هذا الطرف أو ذاك، من الأطراف المتنازعة اليوم على السلطة عن طريق صناديق الانتخاب.

ولو كان رئيس الجمهورية المؤقت غير مرشح للرئاسة لما قام إشكال. ولكن بتحصّله الثاني في الترتيب لإعادة الانتخابات مع السيد الباجي قائد السبسي، الذي حكمت نتائج الصناديق بتفوقه الواسع عليه في الترتيب، وبحصول حزبه في الانتخابات قبلها على أعلى مقاعد في المجلس النيابي، فإن الحسم في قضية تكليفه، هو أو من يمثله، بتأليف حكومة أمرٌ متعذر بوجود المجلس الجديد في غير انعقاد، وبكون المشاورات داخله بعد انعقاده غيرها قبل انعقاده، ضرورةَ تحسّس توجهات حزبه - بمفرده أو ضمن ائتلاف - للتقدم بمرشح الى رئيس الجمهورية لتكليفه بتشكيل الحكومة.

وقد يرى من سخرية الأقدار تصور هذا الأمر وافتراضه في الواقع، للنفرة بين الرجلين وفرق ما بينهما في كل ما هو شأن عام في الحكم والسياسة.

فالأوسع والأسلم أن يَترك ذلك رئيسُ الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي للرئيس القادم، سواء هو أو الأستاذ الباجي قايد السبسي، دون أن يفسد للود قضية، لمستقبل العلاقات بين حزبه أو من يدعمه من الأحزاب في هذه الرئاسية وبين حزب الأستاذ محمد الباحي قايد السبسي في المجلس التشريعي.

فالحكمة ما تحكم به المصلحة، وهو في الموقع الذي لا يُتوقع غيرها منه. فضلاً عن كونه يتساوى في الأخذ بأي قرار يأخذه في هذه الفترة من ترشحه مع أي موظف سام وصاحب مهام في الدولة وهو في حكم المغادر، إذا قضت بذلك نتائج الانتخابات أو تغيير ونحوه.

وإنما جعلت الأحكام الانتقالية في الدستور لمعالجة وضع وقتي قابل للصحة والتعكر. ويبقى المرجع فيها ليس اجتهاد رئيس الجمهورية أو أية مؤسسة أخرى غير رسمية ومخولة، وإنما لإرادة الشعب الممثلة اليوم في مجلس الشعب المنتخب في هذه الانتخابات، الحَرِج توقيتها كما نرى، والتي تولدت عنها منازعات لم تكن في حسبان المشرع أولم يقرأ لها حساباً.

ولذلك لا رأي في مسألة حساسة كهذه، وهي تشكيل الحكومة قبل موفى الانتخابات الرئاسية، إلا الى شرعية غير مقدوح فيها أو متنازع على صلاحياتها، وهي شرعية إرادة الشعب بالنيابة. وبالامكان الرجوع اليها ما دامت بحكم صدور النتائج الرسمية قائمة، والاحتكام اليها في انعقاد استثنائي إذا اقتضى الأمر، وعبر دعوة صادرة من ثلث النواب، لاتخاذ الاجراء المناسب. لأن الوضع ربما يهدد بزعزعة الاستقرار، والأمن الذي بالتضحيات تعافي هذه الأيام، بوجه هذه الانتخابات، وإن شاء الله باستمرار لإنجاز ما اتفقت المجموعة الوطنية على إنجازه قبل موفى هذا العام من وضع الأسس التشريعية والسلطة التنفيذية بطرفيها على سكة العمل والاطمئنان.

وإذا لم تقم المصلحة لدى المشرعين الأصليين بانعقاد المجلس بصفة استثنائية فمعناه عموم الرغبة لديهم بعدم تقدير المصلحة في تعكير صفو الانتخابات الرئاسية بسبب هذا الرأي الذي ربما يتخلى عنه السيد المنصف المرزوقي المترشح، إذا قدر وهو المؤهل لحسن التقدير بأن الوقتي مهما يكن رئيساً أو حكومة شرعيتُه أضعف من شرعية صاحب الولاية المباشرة من الشعب. وليس أقوى من شرعية مجلس الشعب الجديد لحسم الأمر حتى بقلّة نشاطه لاستحثاث نفسه على الانعقاد منعاً لتعقيدات جديدة قد تطرأ وتزيد الطين بلة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات التونسية، الإنتخابات الرئاسية، تشكيل الحكومة، ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس
  تطبيق نظرية الإعجاز على الشعر

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، يحيي البوليني، مجدى داود، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، علي الكاش، تونسي، أبو سمية، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، سعود السبعاني، محمد شمام ، كريم السليتي، رمضان حينوني، أ.د. مصطفى رجب، حاتم الصولي، عمار غيلوفي، سامر أبو رمان ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، جاسم الرصيف، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، طلال قسومي، عبد الله الفقير، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، عواطف منصور، سلام الشماع، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، محمد يحي، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمر غازي، كريم فارق، أنس الشابي، ماهر عدنان قنديل، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - مصطفى فهمي، د- هاني ابوالفتوح، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، صفاء العربي، عراق المطيري، مصطفى منيغ، فهمي شراب، وائل بنجدو، نادية سعد، صفاء العراقي، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، محمد الياسين، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله زيدان، فتحي العابد، فتحي الزغل، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، د- محمد رحال، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، رضا الدبّابي، حسن عثمان، محمود فاروق سيد شعبان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، عزيز العرباوي، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، العادل السمعلي، د - صالح المازقي، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة