البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6499


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في سقطة إعلامية غير مسبوقة القناة الوطنية الأولى تروج للاستعمار الثقافي الفرنسي وتخون ثوابتنا الوطنية؟

هل شاهدت يوما برنامجا باللغة العربية ودون ترجمة على إحدى القنوات الفرنسية المعروفة مثل TF1 أو France 2 أو غيرها من القنوات.

حتما ستستغرب وتتعجب وترميني بالجنون لأن هذا من سابع المستحيلات، حيث تسعى كل قناة للترويج للغتها الرسمية وحتى ان بثت مقاطع بلغة أجنبية فإنها ترفقها حتما بالترجمة الفورية إحتراما للمشاهد.
هذا ليس في فرنسا فقط بل في أغلب دول العالم المتحررة من الإستعمار والواثقة من ثوابتها الوطنية.

لكن عندما يتعلق الأمر بالقنوات التونسية فالأمر مختلف تماما، الأسوء في القصة أن من ارتكب جريمة الترويج للاستعمار الثقافي الفرنسي وإحتقار المشاهد التونسي وخيانة اللغة الرسمية للبلاد هي القناة الرسمية للدولة المملوكة للشعب والتي تمول من دافعي الضرائب التونسيين.

إنها القناة الوطنية الأولى يا سادة، هي من اقترفت هذه الجريمة، لقد بثت مساء اليوم برنامجا مباشرا باللغة الفرنسية يمجد الفرنكفونية السوداء ولا يقدم أي ترجمة مرافقة باللغة العربية في استهزاء واضح واحتقار تام لمشاهدي هذه القناة في تونس والعالم العربي.

أتخيل ذلك المواطن العربي في المشرق أو التونسي البسيط الذي يحاول متابعة مجريات الانتخابات في تونس فيضع قناتنا الوطنية، بوصفها القناة الرسمية ومرآة تونس في الداخل والخارج، فيجد برنامجا باللغة الفرنسية ، فيتثب من شارة القناة فيرى أنها للقناة الوطنية... فيتبادر إلى ذهنه أنه تمت قرصنة القناة الوطنية أو أن الجيش الفرنسي قد إحتل تونس العاصمة وسيطر على وسائل الإعلام الرسمية.

لمصلحة من تقوم قناتنا الوطنية بخدمة الأجندة الفرنسية وما علاقتنا بالفرنكفونية السوداء أصلا؟ وماذا سنستفيد من تنظيم قمة فرنكوفونية في تونس لا تخدم إلا مصالح المستعمر الذي ينهب ثرواتنا ويذل التونسيين أمام القنصليات للحصول على التأشيرة.

ثم أي مستقبل للغة الفرنسية وللفرنكفونية في العالم وقد انحصر استعمالها حتى في فرنسا نفسها خاصة في قطاعات التكنولوجيا والتعليم و المال والأعمال مما حدا بالرئيس الفرنسي الراحل جاك شراك بالقول أنه "يجب المحافظة على لغتنا (الفرنسية) كي لا يتم تهميش شبابنا اقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا"
هل سيأتي اليوم الذي سيتحدث فيه الفرنسي بالإنجليزية و التونسي بالفرنسية؟ . لماذا لدينا أناسا متفرنسين أكثر من الفرنسيين أنفسهم؟

قد لا يستغرب البعض حدوث ذلك بوصف أن رئيس الحكومة التونسية مواطن فرنسي؟ وأن البرامج في مؤسسة التلفزة الوطنية لا تخضع إلى أية مقاييس أو معايير تراعى فيها جوانب السيادة الوطنية. ولا نرى أي أثر ملموس للهايكا لردع خيانة الوطن في وسائل الإعلام التي تخدم أعدائه الذين يفرضون أمرا واقعا على ثرواتنا الوطنية وعلى مناهج تعليمنا وعلى ثقافتنا.

إن من يبث برنامجا مباشرا باللغة الفرنسية دون ترجمة يخدم فيه الأجندة الفرنسية الاستعمارية يتعين أن يخضع للمساءلة القانونية والبرلمانية والشعبية وعقوبات رادعة من الهايكا وذلك لخرقه ثابتا من الثوابت الوطنية وخيانته لدماء الشهداء ونضال جيل كامل ليتحقق استقلال ولو منقوص لبلادنا. هو خيانة أيضا للغتنا الرسمية المنصوص عليها بالدستور وخيانة للمشاهدين التونسيين والعرب.

هل نسيتم عندما اقترحت وزيرة التربية الفرنسية من أصول مغربية إدراج اللغة العربية كلغة اخيارية في التعليم خاصة وأن 10٪ من الفرنسيين أصولهم عربية، كيف قامت عليها القيامة في البرلمان والإعلام واتهموها بالتطرف وخيانة القيم الفرنسية. لماذا نقبل الدنية في لغتنا بينما هم يتشددون في الحفاظ على لغتهم.

متى يستفيق البعض ويدرك أن شمس فرنسا في طريقها للغروب وأن عصر الفرنكفونية السوداء قد ولى بدون رجعة في عصر ال 5G وأن العمالة للمستعمر لا تكرس إلا الذل والهوان والسقوط. وقد كان على القناة الوطنية والقائمين عليها الترويج للغة العربية عوضا عن خيانتها.

----------
كريم السليتي
كاتب وباحث تونسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، فرنسا، التبعية لفرنسا، الإستقلال، التحرر، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-09-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين
  قدوم المشائخ إلى تونس: موش حتقدر تغمض عينيك
  إلى متى يسير إعلامنا و صحافتنا إلى الخلف؟
  التونسيون لن يسمحوا بأن تتحول تونس إلى كوبا جديدة
  الاستعمار الفرنسي أم الاستعمار الانقليزي:"عند في الهم ما تختار"
  الاعلام و الاعتصامات: أبطال هنا وغرباء هناك... و انتخابات في الافق
  تونس لن تكون أسوأ من زمن بن علي
  ألا يستحق "استنكار السياسيين و الاعلاميين لإعتصام جامعة منوبة" الاستنكار و الشجب؟
  منع تعدد الزوجات مكسب افتراضي في غياب الانجازات الحقيقية
  "الحداثيون" في تونس: دروس مُرّة... بعد انتخابات حُرّة
  كيف يمكن لهوية المجتمع أن تستقر في ظل تعاقب التيارات السياسية على الحكم في تونس؟
   استعمال ألفاظ طائفية لوصف شريحة من المواطنين في أخبار القناة الوطنية
  كيف انتصرت قناة "المستقلة" على قناتي "نسمة" و "حنبعل" بالضربة القاضية
  لماذا رفضت الأقلية النخبوية قبول نتائج الانتخابات
  هل تسترجع تونس هويتها بعد انتخابات المجلس التأسيسي؟
  صحافيو تونس: أنصر أخاك حتى لو سبّ الذات الالاهية
  تونس الثورة : بين دكتاتورية الأقلية "الالحادية" و سلبية الأغلبية "المسلمة"
  هل كان حنبعل "تقدميا" أم "رجعيا" ؟
  الحداثة و التقدمية و التحرر: قصة المصطلحات المختطفة في تونس
  لماذا أصبح التونسيون يرفضون كل ماهو فرنسي
  كيف تحصل على وظيفة بآلاف الدولارات
  حينما تصبح الثورة 'شماعة' للأخطاء

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
وائل بنجدو، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود فاروق سيد شعبان، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، رافد العزاوي، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، د- جابر قميحة، صلاح الحريري، صلاح المختار، عبد الله الفقير، عواطف منصور، محمد الياسين، سعود السبعاني، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، ماهر عدنان قنديل، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، محمد شمام ، د- محمد رحال، سلام الشماع، رافع القارصي، عزيز العرباوي، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، محمد عمر غرس الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. أحمد محمد سليمان، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، كريم فارق، سفيان عبد الكافي، جاسم الرصيف، الهيثم زعفان، أحمد الحباسي، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن عثمان، ياسين أحمد، مجدى داود، سامح لطف الله، د- محمود علي عريقات، منجي باكير، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، فتحي العابد، أنس الشابي، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، يحيي البوليني، أحمد ملحم، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، د. خالد الطراولي ، عمر غازي، حسن الطرابلسي، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، فتحي الزغل، صفاء العربي، د - صالح المازقي، محمد الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، محمد يحي، فوزي مسعود ، فهمي شراب، عبد الله زيدان، علي عبد العال، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، خالد الجاف ، أحمد النعيمي، عراق المطيري، تونسي، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، خبَّاب بن مروان الحمد، يزيد بن الحسين، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء