البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6145


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد أكثر من سنة ونصف من مطالبة المعارضة التونسية بحل لجان حماية الثورة، وبعد فشل كل المحاولات والضغوطات السابقة لحل هذه الرابطات، و بعد التشويه الإعلامي و السياسي لدورها. إهتدى البعض إلى خطة جديدة، تثبت أن للمعارضة بعض الذكاء الذي صرت أحترمها من أجله.

هذه الخطة تتمثل في خلق رابطات أخرى موازية (على غرار المجلس التأسيسي الموازي) تجمع ذوي السوابق العدلية و المجرمين، و تتبنى العنف علنا، ومن الطبيعي أن تلقى هذه الروابط الدعم الإعلامي و الإشهار المجاني لها في ظل إعلامنا المتعفن. ومن هنا ينتقد الشعب هذه الروابط، و يبدي قلقه منها و من أنشطتها، فيخرج علينا "حكماء" تونس من نقابات وجمعيات "المجتمع المدني" للمناداة بحل جميع أنواع الرابطات ( رابطات حماية الثورة و رابطات السوابق العدلية).

و يجب الإعتراف بأن الخطة الجديدة ناجحة لحد كبير، و على ما يبدو فإن الحكومة التي كانت تقول بأن حل الربطات لن تتم إلا عن طريق القضاء، ستجد نفسها مجبرة في الأخير لحل جميع الرابطات (الثورية و الفلولية)تفاديا لمزيد وجع الرأس، و في إطار مسلسل التنازلات التوافقية التي لا تنتهي.

لكن ما أستغربه هو هذا الحرص الشديد على حل روابط حماية الثورة من قبل المتضررين من الثورة التونسية، لأن هذه الروابط لا تمثل شيئا أما جحافل شباب بل رجال الأحياء الشعبية في مختلف مناطق الجمهورية. و هؤلاء هم من يُعترف لهم أولا و أخيرا بالجميل في الإطاحة بنظام بن علي. و لا أتصور أن هناك قوة في تونس تستطيع السيطرة على هؤلاء الشباب إذا ما قرروا الانتقام لحالة التهميش و الإقصاء التي يعانون منها. لذلك فروابط حماية الثورة لا تعدو أن تكون ممثلا رمزيا لهذه الفئة من التونسيين الذين أثبتوا أن لا الإعلام و لا الأحزاب و لا الأموال الفاسدة و لا القمع يمكن أن يغير ثوابتهم أو قناعاتهم.

لا يختلف اثنان في تونس أن الدولة لا تقوم الا بالحد الأدنى من دورها و أنها قد استقالت تماما من بعض المهام،وصارت كالرجل المريض الذي يُنتهك عرضه فلا يقدر الا على الاستنكار علنا أوفي قلبه دون الذود عنه (اللهم ضد السلفيين فتصبح أسدا مغوارا).

و قد يرى من ينوي شرا بتونس خاصة من الذين امتلأت جيوبهم و خزائنهم بالمال العام و بالمال الحرام خلال الحقب المظلمة الماضية أنهم بإمكانهم الانقضاض على الدولة و مؤسساتها أو على الحكم، لكن لا يغرنهم صبر هذه الشعب الحليم، فالوعي الشعبي في تونس راق ومتجذر، لكنه لا يقبل الوصاية أو الخديعة ("تخديم المخ عليه "). و ليعلم من يظن أن الشعب التونسي سيعود تحت "الصباط" كما كان زمن بن علي، أن ذلك الزمن لن يعود بإذن الله و أن أي مُبيت لإستبداد جديد لن يهنأ بالحكم الرغيد.

تونس متنوعة و مختلفة، وهي لكل أبنائها و بناتها، و من يحاول استعباد فئة و اذلالهم لتدينهم أو لفقرهم أو لجهتهم المحرومة فهو لم يقرأ التاريخ جيدا، و لم يحسب جيدا عواقب الأمور.

-------------
كريم السليتي: كاتب ومحلل سياسي



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، رابطات حمائة الثورة، نداء تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-07-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، وائل بنجدو، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ، إيمى الأشقر، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، عبد الرزاق قيراط ، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، فتحي العابد، حسن عثمان، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، جاسم الرصيف، كريم السليتي، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، تونسي، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، سيد السباعي، علي الكاش، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، أحمد النعيمي، أنس الشابي، أبو سمية، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، رشيد السيد أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، صفاء العربي، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، سعود السبعاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، محمود سلطان، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد ملحم، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، عمر غازي، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، نادية سعد، سامح لطف الله، صلاح المختار، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، منجي باكير، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلوى المغربي، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان، مراد قميزة، صفاء العراقي، د- محمد رحال، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، الناصر الرقيق، فهمي شراب، مجدى داود، ياسين أحمد، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة