البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6493


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في سقطة إعلامية غير مسبوقة القناة الوطنية الأولى تروج للاستعمار الثقافي الفرنسي وتخون ثوابتنا الوطنية؟

هل شاهدت يوما برنامجا باللغة العربية ودون ترجمة على إحدى القنوات الفرنسية المعروفة مثل TF1 أو France 2 أو غيرها من القنوات.

حتما ستستغرب وتتعجب وترميني بالجنون لأن هذا من سابع المستحيلات، حيث تسعى كل قناة للترويج للغتها الرسمية وحتى ان بثت مقاطع بلغة أجنبية فإنها ترفقها حتما بالترجمة الفورية إحتراما للمشاهد.
هذا ليس في فرنسا فقط بل في أغلب دول العالم المتحررة من الإستعمار والواثقة من ثوابتها الوطنية.

لكن عندما يتعلق الأمر بالقنوات التونسية فالأمر مختلف تماما، الأسوء في القصة أن من ارتكب جريمة الترويج للاستعمار الثقافي الفرنسي وإحتقار المشاهد التونسي وخيانة اللغة الرسمية للبلاد هي القناة الرسمية للدولة المملوكة للشعب والتي تمول من دافعي الضرائب التونسيين.

إنها القناة الوطنية الأولى يا سادة، هي من اقترفت هذه الجريمة، لقد بثت مساء اليوم برنامجا مباشرا باللغة الفرنسية يمجد الفرنكفونية السوداء ولا يقدم أي ترجمة مرافقة باللغة العربية في استهزاء واضح واحتقار تام لمشاهدي هذه القناة في تونس والعالم العربي.

أتخيل ذلك المواطن العربي في المشرق أو التونسي البسيط الذي يحاول متابعة مجريات الانتخابات في تونس فيضع قناتنا الوطنية، بوصفها القناة الرسمية ومرآة تونس في الداخل والخارج، فيجد برنامجا باللغة الفرنسية ، فيتثب من شارة القناة فيرى أنها للقناة الوطنية... فيتبادر إلى ذهنه أنه تمت قرصنة القناة الوطنية أو أن الجيش الفرنسي قد إحتل تونس العاصمة وسيطر على وسائل الإعلام الرسمية.

لمصلحة من تقوم قناتنا الوطنية بخدمة الأجندة الفرنسية وما علاقتنا بالفرنكفونية السوداء أصلا؟ وماذا سنستفيد من تنظيم قمة فرنكوفونية في تونس لا تخدم إلا مصالح المستعمر الذي ينهب ثرواتنا ويذل التونسيين أمام القنصليات للحصول على التأشيرة.

ثم أي مستقبل للغة الفرنسية وللفرنكفونية في العالم وقد انحصر استعمالها حتى في فرنسا نفسها خاصة في قطاعات التكنولوجيا والتعليم و المال والأعمال مما حدا بالرئيس الفرنسي الراحل جاك شراك بالقول أنه "يجب المحافظة على لغتنا (الفرنسية) كي لا يتم تهميش شبابنا اقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا"
هل سيأتي اليوم الذي سيتحدث فيه الفرنسي بالإنجليزية و التونسي بالفرنسية؟ . لماذا لدينا أناسا متفرنسين أكثر من الفرنسيين أنفسهم؟

قد لا يستغرب البعض حدوث ذلك بوصف أن رئيس الحكومة التونسية مواطن فرنسي؟ وأن البرامج في مؤسسة التلفزة الوطنية لا تخضع إلى أية مقاييس أو معايير تراعى فيها جوانب السيادة الوطنية. ولا نرى أي أثر ملموس للهايكا لردع خيانة الوطن في وسائل الإعلام التي تخدم أعدائه الذين يفرضون أمرا واقعا على ثرواتنا الوطنية وعلى مناهج تعليمنا وعلى ثقافتنا.

إن من يبث برنامجا مباشرا باللغة الفرنسية دون ترجمة يخدم فيه الأجندة الفرنسية الاستعمارية يتعين أن يخضع للمساءلة القانونية والبرلمانية والشعبية وعقوبات رادعة من الهايكا وذلك لخرقه ثابتا من الثوابت الوطنية وخيانته لدماء الشهداء ونضال جيل كامل ليتحقق استقلال ولو منقوص لبلادنا. هو خيانة أيضا للغتنا الرسمية المنصوص عليها بالدستور وخيانة للمشاهدين التونسيين والعرب.

هل نسيتم عندما اقترحت وزيرة التربية الفرنسية من أصول مغربية إدراج اللغة العربية كلغة اخيارية في التعليم خاصة وأن 10٪ من الفرنسيين أصولهم عربية، كيف قامت عليها القيامة في البرلمان والإعلام واتهموها بالتطرف وخيانة القيم الفرنسية. لماذا نقبل الدنية في لغتنا بينما هم يتشددون في الحفاظ على لغتهم.

متى يستفيق البعض ويدرك أن شمس فرنسا في طريقها للغروب وأن عصر الفرنكفونية السوداء قد ولى بدون رجعة في عصر ال 5G وأن العمالة للمستعمر لا تكرس إلا الذل والهوان والسقوط. وقد كان على القناة الوطنية والقائمين عليها الترويج للغة العربية عوضا عن خيانتها.

----------
كريم السليتي
كاتب وباحث تونسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، فرنسا، التبعية لفرنسا، الإستقلال، التحرر، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-09-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ياسين أحمد، محمود سلطان، عمر غازي، رمضان حينوني، د- محمد رحال، فتحي الزغل، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، أشرف إبراهيم حجاج، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، محمود طرشوبي، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، محمد العيادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، أنس الشابي، تونسي، رضا الدبّابي، رشيد السيد أحمد، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، يحيي البوليني، عراق المطيري، عبد الله زيدان، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، فتحـي قاره بيبـان، رافع القارصي، د - الضاوي خوالدية، إياد محمود حسين ، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - المنجي الكعبي، محمد شمام ، علي عبد العال، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، سامح لطف الله، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، كريم السليتي، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، إيمى الأشقر، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، فتحي العابد، فهمي شراب، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، حسن عثمان، د - محمد بنيعيش، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، أبو سمية، حسن الطرابلسي، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - صالح المازقي، مصطفى منيغ، د - محمد بن موسى الشريف ، سلام الشماع، صلاح المختار، صفاء العربي، مراد قميزة، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، د. أحمد محمد سليمان، د.محمد فتحي عبد العال، وائل بنجدو، د - عادل رضا، سيد السباعي، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، مصطفي زهران، عواطف منصور، منجي باكير، أحمد النعيمي، إسراء أبو رمان، خالد الجاف ، سعود السبعاني، العادل السمعلي، نادية سعد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة