البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

سقوط مصر... نهاية الأمة

كاتب المقال د - صالح المازقي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5950


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يفترض بي أن أسأل نفسي ما يمكن أن يطرحه أي قارئ، لماذا كل هذا الاهتمام بما يجري في مصر بعد الثورة؟ جوابي على هذا السؤال يتلخص في خوفي على الأمة العربية الإسلامية التي في اعتقادي المتواضع، أنّ وجودها في اللحظة التاريخية الرّاهنة، رهين وجود مصر دولة وشعبا وجيشا، قوية، متعافية كي تكون دائما وأبدا، درعا لهذه الأمة المتهرئة، المتداعية والمتخلفة.

لهذا السبب كنت أتابع باهتمام بالغ تطور مسار الثورة المصرية في مقاربة نقدية ومقارنة لم مسار الثورة التونسية. الثورة هنا وهناك تسيران خطوة بخطوة وللأسف الشديد، نحو مستقبل قريب أسوء/أسود...
وفي كلمات مختصرة، لا يسعني إلا التّدخل وإبداء رأيي المتواضع كي تتجاوز مصر حالة الانفجار الشعبي الذي نشاهده على القنوات المصرية والعربية والأجنبية بكل أسى ولوعة. مضت سنتان كلمح البصر على خلع الرئيس محمد حسني مبارك، فهللت الجماهير وانبرى مثقفون ومحلّلون وكل من هبّ ودبّ، بعد أن كان صمتهم من صمت القبور... ويستثى من هؤلاء ثلّة من المناضلين بالفكر والقلم (وهذا ليس موضوع المقال)...

أعود إلى جوهر الموضوع الذي يحزّ في نفسي، ألا وهو تأزم الأوضاع المصرية في كليتها التي أثبتت بما لا يدعو إلى الشّك، أنّ الدولة بقيادة الإخوان المسلمين، سواء في السّر أو في العلن، قد فشلت بتقدير (مشرف جدّا)؛ كما سقطت المعرضة بزعامة جبهة الإنقاذ في إدارة فشلها الانتخابي في الرئاسية والبرلمانية، إضافة إلى فشلها بامتياز في التّحكم والسيطرة غضب الشارع.

المؤسف أنّ الطرفين لم يقّر بعد بفشله، وراح يكابر ويعاند كل من موقعه في الساحة السياسية، يكيل الاتهامات للطرف الآخر ليخفي نواياه الحقيقة، المكشوفة ممثلة إما في التمسك السلطة واحتكارها والعمل على إقصاء المنهزم الذي لم يقبل بهزيمته السياسية (حتى لو كانت هزيمة مشكوك فيها) وسعى لتغيير الأوضاع من خلال (شرعية الشارع) دون أن ينتبه أن هذه الشرعية لن تتكرر مرّة أخرى إن لم يعمل الفكر ويستنبط طريقة جديدة لتغيير الحكم.

مصر تعيش حالة من تناطح الكباش و/أو مصارعة الثيران في إصرار محموم وبعقول أعمتها الأنانية. كشّر الطرفان المتصارعان على أنيابهما ليمزق أحدهما الآخر... لكن... غرست أنياب "المستأذبين" في جسد البلد، لتمزقه (لا قدّر الله) شرّ ممزق.
الآن والحال على ما عليه من سوء وصراع سيأتي على الأخضر واليابس، ماذا يجب فعله للخروج من المأزق؟ لن أقول تحاوروا ولن أقول كوّنوا لجان للحكماء. في هذا السياق يقول مثل فرنسي ما معناه: "إذا أردت أن تغرق السمكة، كوّن لجنة"؛ ولكنني أقول بكل صراحة وجرأة: لم يبق أمام مصر مجال للتفكير ولا للحوار ولا للتشالى الجيش المصري أن يعيد تاريخ أمجاده، ويتصرف تصرف الضباط الأحرار الذين أنقذوا البلاد من الفساد وخلعوا الملك "فاروق" وانطلقوا في الإصلاح والتنمية، فأثبتوا وجودهم وأعادوا لمصر هيبتها ومكانتها وأدوارها بين الدول. لم يكن انقلابهم على الفساد في مصر بل انعكس فعلهم التاريخي على الأمة العربية بأسرها...

هذا رأيي أقوله بصراحة وبكل إخلاص وجدّية (رغم أنّي لست عسكريا ولست من مناصري الانقلابات العسكرية). لكن على رأي العرب "آخر الطّب الكّي"، فكلما تأخر الجيش المصري عن التّحرك، كلما ارتفع منسوب الخطر الخارجي على مصر وعلى الشرق الأوسط والمغرب العربي، خاصة وأن الجناح الأيمن للأمة العربية (سوريا) في حالة احتضار؛ كل هذه الأزمات تهدف بدون مواربة لتعطيل الاستفاقة العربية وإعاقة ثوراتها.

لم يمض وقت طويل حتى حصلت على إجابة فعلية على سؤال كنت طرحته في كتابي: نظرية التّبعية بين القرآن الكريم وعلم الاجتماع، 2012 عن الدار المتوسطية للنشر، لماذا وافقت أمريكا على صعود التيارات الإسلامية للحكم في بلدان الربيع العربي؟ الجواب ماثل أمام أعيننا جميعا، تنفيذ نظرية الفوضى الخلاّقة/الهدّامة للسيدة "كوندليزا رايس" وزيرة خارجية أمريكا السابقة في عهد "ورج بوش الإبن"، لتأمين إسرائيل ضمن خريطة جديدة لدوليات عربية بملوك طوائف جدد، ومن يعتقد أن التاريخ لا يعيد نفسه، أقول علينا الانتباه ونحن نخرب بيوتنا بأيدينا...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإضطرابات في مصر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-02-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صباح الخير يا جاري !!!
  متطلبات التّنشيط الثّقافي بمدينة حمام الأنف (1)
  نحن في الهمّ واحد
  روسيا تمتص رحيق الرّبيع العربي
  الشّعب والمشيــــــــــــــر
  التّوازي التّاريخي
  في سقيفة "الرّباعي- الرّاعي"
  الأصل والبديل
  المواطنة في أقطار المغرب العربي... أسطـــورة لا بد منها
  أسئلـــة تنتظــــــــــــــــر...
  إصرار "أوباما"... لماذا؟
  في معنى الخزي
  الحمق داء ما له دواء
  تونس في قلب الجيل الرّابع من الحروب
  إلى متى نبكي أبناءنا؟
  إنّه لقول فصل وما هو بالهزل
  مصر... انتفاضة داخل ثورة
  ما ضاع حق وراءه طالب
  مثلث برمودا Triangle des Bermudes
  عالم الشياطيــــــــن
  بلا عنــــــوان !!!
  إنّها النّكبة يا سادة !
  نخرب بيوتنا بأيدنا
  تطبيق أحكام الشريعة في تونس، فرصة مهدورة !
  فرنسا تحتفل بعيد استقلال تونس !
  "شومقراطية" الحكم في بلدان الربيع العربي
  حكومة السير على الشريطة Un gouvernement funambule
  ما خفى كان أعظم !
  خروج مشرّف أم خطة محكمة؟
  الصراع السياسي في تونس من الميكرو إلى الماكرو
  زلـــــــــزال اسمه "مبادرة الجبــــــــالي"
  دورتــــــــــــوس Dortus
  إغتيال شكري بلعيد...إغتيال الثورة التونسية !
  سقوط مصر... نهاية الأمة
  الدين النّصيحــــــــــــة
  سكت ألفا... ونطق عنفا
  المساحيق
  الثورة التونسية، العوائق والحلول الممكنة
  نحن والدساتير... والفوضى
  انحباس الفكر السياسي العربي الرّاهن
  سمك السلمون (*)
  الديمقراطية على المقصلة
  المغرب العربي، الحاضر الغائب (*)
  الإسلاميون على المحك
  خطورة الخلط بين المناهج
  غضب أم قلّة أدب
  لماذا... متى... أين... وكيف؟
  الثورات العربية إلى أين؟
  عبقرية الإنسان العربي
  قد نندم حين لا ينفع النّدم
  مصر... و"بانت الفولة"(*)
  إلى سيادة رئيس الجمهورية التونسية الدكتور: المنصف المرزوقي
  منهجية قراءة الثورات العربية: تونس مثالا تطبيقيا
  واللّبيب من الإشارة يفهــــــــم
  القعباجي (*) ... يا الدّغباجي(**)
  زوبعة في فنجان
  إنّ الله لا يستحيي من الحق
  ما أكثر يعاقيب تونس اليوم (1)
  حــــوار فـــي الثقافـــة التونسية
  حــــــوار في عربة قطــــار
  البطالة المقنّعة في تونس تطال الوزراء
  على الدّرب الصحيح...
  الجامعة التونسية توشك أن تلتهب...
  تونس تبنــــــي...
  قراءة سوسيولوجية في نتائج الانتخابات التونسية
  عظيم أنت أيها الشّعب...
  هل من مدّكــــر...؟
  رجـــــل بألـــــــــــف...
  أحلام الساسة أم أحلام العصافير؟
  تركيا في بلدان الربيع العربي
  في معنـى التّشغيليـــة
  الفرصة التاريخية المهدورة
  موقف الجيش التونسي من الثورة
  آراء ومواقف التوانسة في وضع البلاد بعد الثورة
  وطنية… لا عروشية: قراءة سوسيولوجية لأحداث المتلوي
  التوانسة" من وصاية الدولة إلى وصاية "المثقف"
   المثقف التونسي والثورة

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، د - شاكر الحوكي ، سعود السبعاني، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، د - مصطفى فهمي، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، فتحي العابد، علي الكاش، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رمضان حينوني، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، رافد العزاوي، فتحي الزغل، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، عواطف منصور، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد يحي، كريم السليتي، محمود سلطان، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، محمد الياسين، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، صلاح المختار، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، مجدى داود، صالح النعامي ، عمر غازي، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، مراد قميزة، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، علي عبد العال، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، سيد السباعي، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، إياد محمود حسين ، تونسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد ملحم، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، د- محمد رحال، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، محمد الطرابلسي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء