البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

حينما تصبح الثورة 'شماعة' للأخطاء

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7375


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ظاهرة اجتماعية تزداد انتشارا في مجتمعنا من سنة إلى أخرى، و تكرست بصورة واضحة بعد الثورة، قد تكون عادة سلوكية سيئة أو حالة نفسية مرضية تستوجب العلاج، لكن خطورتها تكمن في أنها مُعدية و تهدم و لا تبني، و تنشأ عنها أمراض نفسية أخرى كالحسد و التطرف و اليأس من الحياة.

أتحدث عن ظاهرة رمي الأخطاء على الآخرين و التهرب من تحمل المسؤولية، و محاولة الظهور دائما بمظهر المظلوم أو الضحية. في سنوات التعليم هو على صواب دائماً والمعلم على خطأ . المعلم لا يشرح الدرس بصورة صحيحة، وإذا رسب في الامتحان فليس التقصير منه وإنما المعلم ضده . يكرهه ويبيّت له . في الجامعة الحالة ذاتها، ثم في العمل، و انتقل الأمر حديثا للحياة السياسية في تونس. سيرة المعلم وأستاذ الجامعة تتحول إلى سيرة المدير والمسئول والوزير . الجميع ضده، وهم يبيّتون له النيات، ويحاصرونه بكل الوسائل حتى لا ينجح.

ظاهرة التهرب من المسؤولية و تحميل الأخطاء على الآخرين، هي في الحقيقة نتيجة لتربية مجتمعية عشوائية لم تنبني على أسس أخلاقية. هي أيضا نتاج لثقافة مجتمعية مبنية على الانتهازية و استغلال حالات ضعف الآخرين أو حاجاتهم الملحة.

الثورة كانت فرصة ذهبية للمرضى بحالة التفصي من المسؤولية، تذهب لقضاء خدمة إدارية فتتأخر كثيرا، تعود لتسأل عن سبب التأخير فتكون الإجابة المعهودة بسبب الثورة و عدم استقرار الأوضاع و...و...و....

الأمر لا يتعلق بالإدارة و المؤسسات العمومية فقط بل حتى المؤسسات الخاصة بعد توقيع العقد يتأخر التنفيذ و عندما تسأل عن السبب أو تحاول فسخ العقد يتم التعلل بالثورة. ترتفع الأسعار، يزداد الغش، تحاول أن تستفسر فيقال لك الثورة. الثورة صارت شماعة بالنسبة للفاشلين و المخطئين و الغشاشين و الانتهازيين يبررون بها تصرفاتهم.

الخطر هو عندما يستسلم المجتمع التونسي لهذه الظاهرة و يقبل بها، بل و يتعامل معها على أساس أنها أمر واقع بدعوى شدة انتشارها، ولا يحاول معالجتها و التصدي لها. بل ان التساؤل هو ماهو دور وزارات مثل الشؤون الاجتماعية و الثقافة و الشؤون الدينية والتربية في التعاطي مع ظواهر اجتماعية و سلوكية مرضية مهددة لنجاح وطن بأكمله. و الى متى ستضل هذه الوزارات تسير بروتينية الخمسينات من القرن الماضي كما تركها المستعمر و لا تتخذ المبادرات و تضع البرامج لدراسة الواقع الاجتماعي و الاخلاقي في البلاد.

أينما تسافر شمالا أو شرقا أو غربا في أروبا بقسميها الشرقي و الغربي في أمريكا في الخليج أو في بقية دول شرق آسيا، تلاحظ و تحس بانتشار ثقافة المساءلة و تحس بوجود برامج حكومية فاعلة تعتني بالجوانب الاجتماعية و السلوكية للمواطنين. صحيح أنها ثقافات مبينة على المال و الاعمال و النسق السريع للحياة لكنها مجتمعات تحس فيها بتحمل الأفراد لمسؤولياتهم و باعتزازهم بذلك. وهو حسب رأيي ما يفسر تطور جودة الحياة و مستوى العيش بهذه البلدان مقارنة ببلادنا.

-----------------
وقع تحوير العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي

----------------
كريم السليتي
خبير بمكتب استشارات دولي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، ثورات شعبية، السلوكيات، التحضر، السلوك الحضاري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين
  قدوم المشائخ إلى تونس: موش حتقدر تغمض عينيك
  إلى متى يسير إعلامنا و صحافتنا إلى الخلف؟
  التونسيون لن يسمحوا بأن تتحول تونس إلى كوبا جديدة
  الاستعمار الفرنسي أم الاستعمار الانقليزي:"عند في الهم ما تختار"
  الاعلام و الاعتصامات: أبطال هنا وغرباء هناك... و انتخابات في الافق
  تونس لن تكون أسوأ من زمن بن علي
  ألا يستحق "استنكار السياسيين و الاعلاميين لإعتصام جامعة منوبة" الاستنكار و الشجب؟
  منع تعدد الزوجات مكسب افتراضي في غياب الانجازات الحقيقية
  "الحداثيون" في تونس: دروس مُرّة... بعد انتخابات حُرّة
  كيف يمكن لهوية المجتمع أن تستقر في ظل تعاقب التيارات السياسية على الحكم في تونس؟
   استعمال ألفاظ طائفية لوصف شريحة من المواطنين في أخبار القناة الوطنية
  كيف انتصرت قناة "المستقلة" على قناتي "نسمة" و "حنبعل" بالضربة القاضية
  لماذا رفضت الأقلية النخبوية قبول نتائج الانتخابات
  هل تسترجع تونس هويتها بعد انتخابات المجلس التأسيسي؟
  صحافيو تونس: أنصر أخاك حتى لو سبّ الذات الالاهية
  تونس الثورة : بين دكتاتورية الأقلية "الالحادية" و سلبية الأغلبية "المسلمة"
  هل كان حنبعل "تقدميا" أم "رجعيا" ؟
  الحداثة و التقدمية و التحرر: قصة المصطلحات المختطفة في تونس
  لماذا أصبح التونسيون يرفضون كل ماهو فرنسي
  كيف تحصل على وظيفة بآلاف الدولارات
  حينما تصبح الثورة 'شماعة' للأخطاء

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمد رحال، العادل السمعلي، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، حسن عثمان، خالد الجاف ، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، أبو سمية، عبد الغني مزوز، محمد يحي، عواطف منصور، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الياسين، إياد محمود حسين ، رمضان حينوني، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، كريم فارق، سعود السبعاني، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، صلاح الحريري، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، حميدة الطيلوش، صفاء العراقي، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، فهمي شراب، الناصر الرقيق، سلام الشماع، د. طارق عبد الحليم، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، د - صالح المازقي، الهيثم زعفان، رافد العزاوي، د - عادل رضا، عمر غازي، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامح لطف الله، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، سامر أبو رمان ، مراد قميزة، نادية سعد، الهادي المثلوثي، عراق المطيري، فوزي مسعود ، د - الضاوي خوالدية، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، طلال قسومي، حاتم الصولي، ياسين أحمد، رضا الدبّابي، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، صفاء العربي، صالح النعامي ، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، د. أحمد بشير، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ماهر عدنان قنديل، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، تونسي، يحيي البوليني، مصطفي زهران، أ.د. مصطفى رجب، د.محمد فتحي عبد العال، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء