البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

التبعية بصيغة إسلامية: الغنوشي مجدد مفهوم التبعية للغرب

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9264


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تبدو عمليات الالتفاف على الثورة بتونس تسير كالتالي:

- الغرب لا يريد خسارة تونس كقاعدة خلفية لمصالحه، مصالحه الثقافية خاصة بالنسبة لفرنسا، ومصالحه الاقتصادية والسياسية بالنسبة لبعض الدول الأخرى (كون تونس كانت تمثل رمزا للاستكانة أو الاعتدال كما يزين، ذلك يمثل كسبا للغرب لا يحب تضييعه، كما إنها كانت تمثل نموذجا للدولة المنبتة عن تربتها والملحقة بالغرب، يجب من رأيهم المحافظة عليها لكونها نموذجا بذلك المعنى).

- الدول الغربية تخوفت من أن تخسر مصالحها بفعل الثورة، كما تخوفت من نشوء نواة لمنظومة فكرية وعقدية مغالبة للمنظومة العالمية التي في مجملها مبنية على المفاهيم الغربية بمكوناتها المسيحية والعلمانية، وهذه المنظومة المنافسة لن تكون إلا من خلال الإسلام الأصيل (وليس الإسلام الوظيفي كالإسلام الوسطي أو إسلام بني أمية / آل سعود ).

- جماعة حركة "النهضة"، بحكم تطاول تجاربهم مع الهزائم والانكسارات، وسابقيتهم في التملص من المبادئ والتقرب من الغالب المتحكم في الواقع - تلك السلوكيات التي يفاخرون بها ويسمونها دهاء سياسيا -، أولئك زعموا أن الثورة لن تنجح إن تم المضي في منهج الثورات.

- انطلقوا من افتراضهم ذلك، ومضوا سراعا لتطبيق منهجهم، وهو التقرب من المتحكم في الواقع وإقناعه أنهم سيؤمنون مصالحه إن هو وافق على وجودهم.

- الغرب أعطى إشارات الموافقة في انتظار تطور الأحداث والحكم تبعا لذلك.

- كبير "النهضة"، مضى فورا في استغلال الأحداث ليثبت للغرب كفاءته في تأمين مصالحه وانه لن يخذلهم.

- كانت مجمل عمليات الالتفاف على الثورة قرابين للغرب لتأكد "النهضة" – المختطفة من طرف الغنوشي وزمرته – من خلالها، أنها لا تمثل خطرا على الغرب وأنها هي البديل عن الحركات العلمانية التي يتجه نجمها للأفول بعد الثورات.

- تحولت "النهضة" المختطفة، الممثل الجديد لعمليات الإلحاق بالغرب، تحولت لحزب وظيفي دوره أن يكون أداة خدمة للغرب وتأبيد للتبعية وتبريرها بأشكال مستحدثة.

- أي أن الغنوشي، يعتبر المنشئ لمفهوم تبعية التنظيمات الإسلامية للغرب، وهم بذلك المعنى المجدد لمفهوم التبعية، حيث تطور المفهوم من كونه كان حكرا على التنظيمات العلمانية، فإذا بالإلحاق بالغرب والتبعية له وخدمة فكره، يصبح محور نشاط تنظيمات تزعم الانتصار للهوية والعمل للإسلام.

- تم اختطاف الثورة التونسية إذن من طرف "النهضة" – المختزلة للأسف في كبيرها- التي خانت منتسبيها، لمجرد إرضاء الغرب.

- أكملت "النهضة" خططها الانقلابية، من خلال الالتفاف على باقي هياكل وأدوات الثورة والاختبار الشعبي، فبعد انجاز دستور منبت غير أصيل لم يكن ليحلم به حتى سيئ الذكر، وبعد الانقلاب على إرادة التونسيين والانخراط في المسار الانقلابي المسمى حوارا وطنيا، فلقد اقترحت ما يسمى رئيسا توافقيا إشفاقا من أن تؤول الانتخابات بالتونسيين لرئيس يخرج تونس لطريق التحرر من متحكمي الداخل والخارج، أي يهدد تعهدات الغنوشي للغرب.

- ثم استكمالا للعمليات الانقلابية، ها إن حكومة التكنوقراط تقوم بما يشبه انقلاب عسكري، بالتواطؤ مع "النهضة" التي مثل سكوتها عن الأحداث ما يعني موافقة ضمنية، حيث رغم مساعي الانقلاب على الثورة والخطى الحثيثة لإرجاع المنظومة القديمة من طرف حكومة "جمعة"، حدا طالت المؤسسة العسكرية، فان لا قادة "النهضة" ولا كتلتها بالتأسيسي تحركت فسائلت أو هددت وزيرا أو مسؤولا رغم التجاوزات الخطيرة وتلغيم هياكل الدولة بآلاف التعيينات من أنصار "بن علي" واليساريين عموما، التي تعتبر إجهازا على الثورة.

- تؤشر المعطيات أنه قد تنتهي الأحداث بما يخلق مناخا يجعل انتخاب رئيس صعبا، مما قد يضطر معه لاختيار رئيس توافقي يتم تعيينه من طرف السفارات الأجنبية ويقع تمريره من طرف قطيع "النهضة" كالعادة.

- تبا للخونة، وخاصة الخونة المنافقين، الخونة لابسي زي التقوى، الخونة خائني الأمانة، الخونة زاعمي خدمة الهوية وهم أشد أعدائها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، العملية الإرهابية، حركة النهضة، الغنوشي، الثورة المضادة، بقايا فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
وائل بنجدو، علي الكاش، إيمى الأشقر، إياد محمود حسين ، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، سيد السباعي، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ، منجي باكير، د - عادل رضا، صالح النعامي ، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، علي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، سلوى المغربي، صفاء العراقي، خالد الجاف ، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، محمد الياسين، د - صالح المازقي، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، حميدة الطيلوش، عمر غازي، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهيثم زعفان، سلام الشماع، عبد الله الفقير، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، كريم فارق، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، أشرف إبراهيم حجاج، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، د- محمود علي عريقات، د. مصطفى يوسف اللداوي، مجدى داود، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، محمد يحي، ماهر عدنان قنديل، أنس الشابي، عواطف منصور، تونسي، أبو سمية، محمد شمام ، يزيد بن الحسين، إسراء أبو رمان، عبد الغني مزوز، فتحي الزغل، صلاح الحريري، نادية سعد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، الهادي المثلوثي، طلال قسومي، فتحي العابد، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، الناصر الرقيق، محمد العيادي، محمود سلطان، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفى منيغ، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، رافع القارصي، سليمان أحمد أبو ستة، خبَّاب بن مروان الحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، حاتم الصولي، عراق المطيري، أحمد ملحم،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء