البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في عدميّة توظيف عبد الباري عطوان

كاتب المقال أنس الشابي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1372


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في التعليق على نتائج الاستفتاء ظهر عبد الباري عطوان في وسائل الإعلام وأدلى بدلوه في امتداح النتائج وصانعها مقدّما النصائح في ذلك، وعبد الباري هذا هو الضيف الدائم على كل الذين تولّوا رئاسة الجمهورية في تونس منذ زين العابدين بن علي إلى الرئيس الحالي، وفي تقديري أن هذه النوعية من الصحفيين الذين يكون خط تحريرهم والأصحّ سيرهم هو التقرب من أصحاب السلطة وتبرير سياساتهم إنّما تؤشر على خلل ما في النظام السياسي الذي يستعين بهم، في تسعينات القرن الماضي أُسِّست وكالة الاتصال الخارجي التي انحصرت مهمّتها في تلميع صورة رئيس الدولة بكل الوسائل والطرق من ذلك استكتاب الأجانب للدعاية للنظام وقد صُرفت في سبيل ذلك مبالغ مهولة من الأموال التي ذهبت هدرا ولم يستفد منها سوى الكتبة الذين ينتسبون زورا وبهتانا للصحافة الذين لهفوا منها ما لا عدّ له ولا حصر، وأذكر أنني في السنة التي اشتغلت فيها في الوكالة تعرفت على عدد من هؤلاء الذين كانوا يمتدحون الرئيس الأسبق بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، بعضهم اليوم في تركيا يدافع عن حركة الإخوان المسلمين بعد أن كان في تسعينات القرن الماضي في تونس يندّد بحركة النهضة حتى أن أحدهم قبض أموالا من الوكالة لتأليف كتاب في هذا المعنى ولكنه لم يفعل، المهمّ في كلّ ما ذكر أن الأسلوب الذي اعتمدته الوكالة بقي سائدا لدى الرؤساء طوال العشرية الماضية وبقيت أسماء الصحفيين - بتغيير طفيف - هي نفسها قبل وبعد سنة 2011 رغم أن الوكالة حُلّت وتمت تصفيتها، فراشد الغنوشي لم يتوقف عن دعوة الصحفيين الأجانب واستضافتهم تارة تحت مسمّى نشاط حزبي وأخرى تحت غطاء جمعياته المنتشرة في طول البلاد وعرضها وبطبيعة الحال يقف عبد الباري على رأس هؤلاء وكذا فعل معه الباجي قائد السبسي الذي ألف تونسيان بشأنه كتابين وثالث لفرنسية على غرار كتب الوكالة المدفوعة الأجر أما قيس سعيد فهو مختلف عن سابقيه حيث لم يكتب عنه لحدّ الآن أي كتاب واكتفي ببعض المقالات هنا وهناك كما أنه لم يقابل لحد الآن أي صحفي باستثناء عبد الباري عطوان الذي قابله فيما نعلم وفيما نشرت صفحات مقرّبة منه مرتين في المرّة الأولى بعد انتخابه مباشرة سنة 2019 وفي المرة الثانية هذه الأيام ولا نستبعد أن تكون هنالك مقابلات أخرى لم تتسرب أنباؤها، إن الاستعانة بعبد الباري في أي شأن داخلي أمر غير محمود لأي نظام يستعين به ومضرّ بأي رئيس يتوهّم أنه سيكون عونا له لأسباب أجملها فيما يلي:

1) إن استقرار أمر الحكم لأي نظام شرطه الأساسي هو رضا الشعب وبلوغ هذه الغاية ليست بالأمر السهل الذي يمكن أن يوجد بمقال أو بتصريح أو بقصيد.

2) الاستعانة بالأجنبي وحشره في المسائل الداخلية منفّر ولا يُنظر إليه بعين الرضا وتجربتنا مع وسائل الإعلام تؤكّد هذا الذي قلنا فقناة الجزيرة قبل 2011 كانت مصدر الخبر وكان الناس جميعهم يتابعونها ولكن ما أن انفتح الإعلام التونسي على مختلف التيارات وبانت المخططات التي تعمل من أجل تحقيقها حتى هجرها التونسيون بدون رجعة.

3) ليس هنالك من دعاية لأي نظام سوى منجزاته على أرض الواقع التي يتلمّسها المواطن أمّا الهرج والغوغاء والتخليط الذي يصدر عن بعض المأجورين فلا يُعتدّ به، نشرت وكالة الاتصال عن الرئيس السابق حوالي 65 كتابا ألفها تونسيون ومصريون وإيطاليون وأفارقة من مختلف الجنسيات بجانب مئات الآلاف من المقالات المدفوعة الأجر ولكنها جميعها ذهبت إلى مزبلة التاريخ لأنها لا تجد سندا لها في الواقع فهي كغثاء السيل إلى زوال، فهل يعتقد الذين جلبوا عطوان إلى تونس أننا سنصدق فتافيت كلامه وتهيؤاته؟ وهل نسي هؤلاء حملتهم على وكالة الاتصال وأسلوبها في العمل حتى يعودوا اليوم إلى إحيائها من جديد؟.

4) ذاكرة الشعوب ليست قصيرة فهي لا تنسى ولكنها تتناسى في بعض الأحيان لتحقيق مصلحة أكبر، لن ينسى شعبنا أن عبد الباري امتدح ابن علي والغنوشي والباجي والآن قيس سعيد رغم ما بينهم من اختلافات وهو ما يجعلنا لا نثق بكل ما يصدر عنه سواء في موضوع الاستفتاء أو في غيره لأن المصداقية تقتضي أوّلا وقبل كل شيء الموضوعية في التناول وهو أمر مغيّب تماما لدى من يمتدح من ذكروا أعلاه في استغباء للتونسيين جميعا ومن بينهم من استدعوه ليقول لهم ما يشنّف آذانهم.

والمستفاد ممّا ذكر أن هنالك نوعا من الصحفيين ممن تصحّ فيهم هذه التسمية يضيفون بحضورهم مجالس الحكم، وهنالك نوع آخر مجرد ظهورهم في الصورة مسيء لمن سمح لهم بذلك ويكفي أن أذكر علاقة الزعيم بورقيبة ببعض كبار الصحفيين ممّن كانوا أصدقاء فأضافوا إليه بما كتبوا وكانت كتاباتهم عنه صادقة لأنها مبرّأة عن الاستئجار والطمع فجان دانيال الصحفي الشهير بقي وفيا للزعيم إلى آخر يوم في حياته وكذا محمد على الطاهر صاحب جريدة الشورى ومحمود أبو الفتح أوّل نقيب للصحفيين في مصر وصاحب جريدة المصري الوفدية الذي توفي في جنيف ورفض عبد الناصر أن يدفن في بلده فاستجلبه الزعيم إلى تونس حيث دفن وأقام له جنازة عسكرية رسمية، ذاك ما يعلمنا التاريخ عن تصرف الزعماء مع الصحفيين وأصحاب القلم الحرّ غير القابل للإيجار، أفلا يتدبرون القول أم على قلوب أقفالها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

عبد الباري عطوان، قيس سعيد، انقلاب قيس، تونس، الدعاية، الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-08-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تهديدات معلنة ومبطنة لمجلة الأحوال الشخصيّة التونسيّة
  أدعو الدولة إلى تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام رعاية لله في هذا الوطن
  عن منع كتاب وإغلاق جناح في معرض الكتاب أنس الشابي الرّقيب الأسبق للكتاب في وزارتي الثقافة والداخليّة
  القُرعة
  الخلافة مطمح مشترك بين النهضة وقيس سعيد وحزب التحرير...
  في أوجه التشابه بين الرئيسين زين العابدين بن علي وقيس سعيد
  المسكوت عنه في كتاب "دولة الغنيمة" للطيب اليوسفي
  خرق الدستور
  عن أزمة اليسار في تونس
  عن قيس سعيد والزيتونة
  الغنوشي وعائلته من قصور الحكم إلى أروقة المحاكم: الأسباب والمسبّبات
  شيء من تاريخ مصطفى بن جعفر
  الخاسر الأكبر من 25 جويلية هو صانعها
  في دور احميدة النيفر حليف نوفل سعيّد ماضيا وحاضرا ومستقبلا
  ماذا تبقى من قرارات 25 جويلية 2021؟
  أوّل خرق لدستور 2022
  رسالة إلى عناية السيّد رئيس الجمهورية
  حزب النهضة ومجلة الأحوال الشخصية
  قيس سعيد، محمد الشرفي، احميدة النيفر جدلية سياسية تاريخية لفهم الحاضر
  في عدميّة توظيف عبد الباري عطوان
  حصيلة مسيرة الغنوشي
  عن الفصل الخامس مجدّدا
  مصريّون في تونس وتونسيّون في مصر
  عن الدين في دستور قيس سعيد
  خطاب قيس سعيد الإسلامي في ميزان النقد
  تعدّدت الألسنة والخطاب واحد
  حول كتاب الأستاذ نجيب الشابي: "المسيرة والمسار ما جرى وما أرى" مواقف وآراء تحتاج إلى تصويب
  ماذا وراء تهكم واستهزاء الغنوشي بقيس سعيد؟
  الغنوشي يتهم قيس سعيد بالتشيع
  في وجوه الشبه بين قيس سعيد وراشد الغنوشي

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  2-08-2022 / 10:14:42   فوزي
مقال ممتاز

مقال ممتاز
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، رضا الدبّابي، عبد الغني مزوز، د. خالد الطراولي ، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، محرر "بوابتي"، رافع القارصي، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، صلاح المختار، فوزي مسعود ، محمد عمر غرس الله، صلاح الحريري، سعود السبعاني، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، يزيد بن الحسين، د - المنجي الكعبي، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، مصطفي زهران، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العربي، رافد العزاوي، سامح لطف الله، كريم السليتي، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، يحيي البوليني، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، حاتم الصولي، محمود سلطان، سلام الشماع، فهمي شراب، محمد العيادي، سامر أبو رمان ، سلوى المغربي، أحمد ملحم، سليمان أحمد أبو ستة، د. مصطفى يوسف اللداوي، أشرف إبراهيم حجاج، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، الهيثم زعفان، سيد السباعي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، تونسي، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، د - صالح المازقي، محمد يحي، د- جابر قميحة، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمر غازي، مجدى داود، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، ضحى عبد الرحمن، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، كريم فارق، صالح النعامي ، منجي باكير، فتحي العابد، مصطفى منيغ، محمد شمام ، فتحي الزغل، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، د - عادل رضا، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، حسن الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة