(192) تعقيب على خطة بحث دكتوراة بعنوان "العلاقة بين ممارسة خدمة الفرد من المنظور الإسلامى وتعديل الاتجاهات الوالدية السالبة نحو الطفل المعاق ذهنيا

د - أحمد إبراهيم خضر - مصر من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 11057

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

خدمة الفرد أو الخدمة الاجتماعية أو العلوم الاجتماعية بصفة عامة من منظور إسلامى تأثرت باتجاهين فكريين لا يحظيان بموافقة إجماعية من العاملين فى الحقل الاجتماعى، يمثل الاتجاه الأول المعهد العالمى للفكر الإسلامى ويمثل الاتجاه الثانى ما يسمى بالمدخل الروحى فى الخدمة الاجتماعية .

الاتجاه الأول : وهو المعهد العالمى للفكر الإسلامى

أسس هذا المعهد أسس فى عام 1981 ومقره مدينة " هيرندن" بفرجينيا، ويهدف إلى إصلاح الفكر الإسلامى وعلى تحقيق التكامل بين الوحى والعلوم الاجتماعية، وإعادة تشكيل العلوم الحديثة داخل الإطار الإسلامي ومبادئه وغاياته.
ورغم أن المعهد له جهوده المحمودة فى كشف عورات الفكر والنظريات الغربية لكن المآخذ عليه تكاد تكون قاتلة وغير مقبولة .
1- لا يطبق الإسلام على الواقع وانما يجعله اسلاميا بفتاوى ورؤى تستخدم مبادئ المصلحة والتوافق مع ذلك الواقع. ويروج للفتاوى الشاذة بحجة التيسير.
2- يدعو إلى إعادة فهم الكتاب والسنة بعيدا عن فهم الصحابة والتابعين، وكان أحد كبار رموزهم ينكر السنة، وينكر حد الردة، ولهذا اعتبر العلماء هذا المعهد من أخطر المعاهد على السنة النبوية .
2- يدعو إلى تعطيل النصوص الشرعية وهدم دلالتها متسترا وراء مقاصد الشريعة، ويعمل على تفريغ المصطلحات الشرعية من معانيها ويستبدلها بمصطلحات حديثة .( انظر مقالاتنا على موقع بوابتى تونس :

(2) إسلامية المعرفة والخوض فيما لا يفيد
(28) فهم الإسلام عبر الاصطلاحات الغربية
رأي وتعقيب في قضية أسلمة العلوم
(20) العلوم الإجتماعية والدين : تعايش أم تصادم
وجهة نظر حول أسلمة العلوم
(65) نقد الكتابات الإسلامية

كتب "الشيخ الحصين " رسالة إلى مدير المعهد قال له فيها :
"اطلعت على تصريح لكم عن عزمكم على "إغراق المجال الإسلامي" بانتاج فكري "إسلامي" جديد ...أرجو الله أن يجنب الإسلام والمسلمين سوء عاقبته، وعاقبة تعريض شرع الله لفكر قاصر عن علوم الوحي لا تكون إلا سيئة، وخروجًا عن سبيل المؤمنين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان (خاصة في القرون الثلاثة المفضلة).. وقد اصطلى الإسلام والمسلمون بعواقب هذا الانحراف في البداية عندما حدثت لوثة الخلط بين الوحي والفكر الوثني من الهند واليونان، وفي النهاية حيث حدثت لوثة الخلط بين الوحي والفكر الإسلامي (الولد غير الشرعي للثقافة الغربية المعاصرة) بنية حسنة ".

ثانيا : المدخل الروحى للخدمة الاجتماعية

ظهرت بدايات هذا المدخل فى الولايات المتحدة عام 1965على يد "شارلوت تويل "، وتطور فى عام 1990. يرى أصحاب هذا المدخل أن مفهوم العوامل الروحية يجب ألا يكون محددا بالاعتقاد فى الإله وإنما هى بعد تابع للضمير الذى يكافح من أجل إيجاد معنى للكون والاتحاد معه ويمتد إلى القوة الفائقة التى فوقنا .
ويعترف علماء الخدمة الاجتماعية فى الغرب بأن استخدام المدخل الروحى قد أدى إلى تورطات مهنية، ولهذا يرى النقاد أن استخدام المنظور الإسلامى فى الخدمة الاجتماعية عندنا سيؤدى إلى تورطات شرعية بسبب ضعف الخلفية الشرعية عند الباحثين.

من غير المعقول أن نقول أن كلام الله وسنة نبيه يحتاج إلى اثبات فاعليته باستخدام التدخل المهنى والمنهج التجريبى وشبه التجريبى . ولم نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته، ولا التابعين ولا تابعى التابعين كانوا يستخدمون التدخل المهنى ولا المنهج التجريبى ولا شبه التجريبى ...الخ فى اقناع الناس بالصبر على البلاء والاستغفار والتأسى وتفعيل العبادات عندما يبتلون بطفل معاق أو متخلف عقليا .
يشرح الإمام الشاطبى الطريقة التى كان الصحابة والتابعون يسلكونه فى مثل هذه الأحوال فيقول :" كانوا يقصدون أيسر الطرق وأقربها إلى عقول الناس من غير ترتيب متكلف، ولا نظم مؤلف . وكانوا يرمون الكلام على عواهنه، ولا يبالون كيف وقع فى ترتيبه بل كان قريب المأخذ، سهل الملتمس. ولم يكونوا يستخدمون القياسات المركبة وغير المركبة التى ليست بطريق شرعى ".

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

دراسات إجتماعية، دراسات أكاديمية، بحث دكتوراة، التصورالإسلامي،

14-03-2012

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك