(91) اليسار:عدو خطر يدعو إلى تدمير الزواج والأسرة والدين والثقافة (قراءة في وثيقة أمريكية)
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
أمامَنا وثيقة أمريكيَّة، وهي عبارة عن شهادة سجَّلها "بيل وود" في جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي في السابعَ عشَرَ من يوليو عام 2003.

تكْشِف هذه الوثيقة عن الدَّوْر الذي قام به اليَساريُّون الأمريكيون الذين تبنَّوا الفلسفة الماركسية "الغرامشية"؛ نِسبةً إلى المفكِّر الإيطالي "أنطونيو غرامشي"، في تدمير المجتمع الأمريكي.

وتبدو أهمية هذه الوثيقة بالنسبة لنا في أن اليساريِّين العرب يتبنَّوْن هذه الفلسفة أيضًا، ويؤكِّد ذلك أحَدُ اليساريِّين العرب بقوله: "قلَّما تُصادف يساريًّا إلا وتجده يعتقد في نفسه بأنه المفكِّر الإيطالي"، "أنطونيو غرامشي".

وتكشف هذه الوثيقة كيف أن هؤلاء اليساريِّين قد رَوَّجوا بالفعل لفلسفة "غرامشي" في المواقع التي كانوا يَشغلونها كأساتذةِ جامعات، أو صحفيِّين، أو معلِّمين في المدارس، أو محامِين أو قُضاة، أو اجتماعيِّين، أو إعلاميين، أو ككُتَّاب للسينما أو التلفاز... إلخ، وتركَتْ هذه الفلسفةُ بصماتِها الواضحةَ سلْبًا على المجتمع الأمريكي.

وتكشف هذه الوثيقة أيضًا ارتباط الحركة النسوية بالفلسفة الماركسيَّة، وتبيِّن كيف تأثَّر قانون الأُسْرة الأمريكي بهذه الفلسفة.

تبيِّن هذه الوثيقة كذلك أنَّه لم يترتَّبْ على الإجهاز على رأس الأفْعى الماركسية - التي كان يمثِّلها رسميًّا الاتحادُ السوفياتي السابق - القضاءُ على أذنابها، التي بقيَتْ حيَّةً تنفث سُمومها.

وهذه الأذناب تُحاول أن تمارِس في بلادنا - على غير استحياء - نفْسَ الدور الذي يمارسه أذناب الماركسية في الولايات المتحدة تحت شِعار "الهَيْمنة المضادَّة والثَّورة الثقافية".

وها هم الأمريكيون يكشفون اليومَ عن الآثار المدمِّرة لهذه الفلسفة على ثقافتهم ومجتمعهم، وهو ما علينا أن نتوقَّعه بعد أن غزَا المثقَّفون الماركسيُّون العديد من المواقع ذات التأثير في البلاد.

يقول "بيل وود" في شهادته أمام الكونجرس: "على ...