البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

في ثقافة الراية الوطنية

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7157


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


العلم التونسي هو أحد رموز السيادة و الوحدة الوطنيتين و قد أنشئ على يد حسين باي الثاني باي تونس سنة 1827 ثم تم إعتماده رسميا سنة 1831 من قبل أحمد باي الأول و رغم سقوط الدولة التونسية تحت الإستعمار الفرنسي فإن الراية الوطنية ظلت صامدة نتيجة لنضالات أجيال عديدة دافعت و أستبسلت في إعلائها إذ كانت تمثل الشيفرة السرية أو الخيط الرفيع الذي يربط بين جميع التونسيين و يوحدهم خصوصا في الاوقات العصيبة التي مرت بها البلاد و قد واصلت هذه الراية الحفاظ على شكلها الحالي بعد الإستقلال متربعة بذلك على جبين هذا الوطن ليتم إعتمادها بصفة نهائية كراية واحدة موحدة لدولة الإستقلال غير أن هذه الدولة الوليدة و إن رسخت في بداية تشكلها معاني حب الراية الوطنية و التفاني في خدمتها لدى عامة الشعب فإنها و للأسف الشديد فشلت فشلا ذريعا في ذلك خصوصا في العشريتين الأخريتين حيث أن هذه المعاني بدأت في التراجع شيئا فشيئا خصوصا مع تولي المخلوع للحكم فقد عمل جاهدا رفقة من وضع له البرامج التعليمية للقضاء على كل نفس أو حس وطنيين لدى الناشئة و ذلك بتمييع كل فعل من شأنه ان ينمي الشعور بالإنتماء للمجموعة التي تمثلها هذه الراية بمعنى أن يصبح الفرد عوض أن يعيش من أجل المجموعة تصبح المجموعة ( الشعب ) تعيش من أجل الفرد ( رئيس الدولة) و قد نجحت هذه السياسة إلى حد ما فكنا قبل الثورة و لازلنا بعدها نشاهد العديد من السلوكيات من بعض الأفراد تدل بشكل واضح و جلي على نجاح هذه السياسة و من بين هذه الأفعال ما أقدم عليه أحد الأشخاص بإنزال راية الوطن من على مبنى حكومي ( كلية الأداب بمنوبة ) فهذه الفعلة المرفوضة و المدانة لا يمكن إلا تنزيلها في هذا الإطار فأن يقوم مواطن بإنزال علم بلاده لا يمكن تفسيره إلا بالجهل المركب في لاوعي هذا الشخص الذي إذا ما أفترضنا جدلا أنه ينتمي لتيار فكري معين فهو قد يكون أسعد الناس بهذه الفعلة خصوصا إذا دققنا في العلم الذي رفع بدل العلم الذي أنزل و هنا أطرح سؤال هل بقطعة قماش نزيلها و نضع مكانها أخرى سننتصر لأفكارنا و قضايانا؟ فكثيرة هي الدول التي ترفع مثل تلك الأعلام لكن في حقيقة الأمر هي أبعد ما يكون عن محتواها فهذه دول لها باع و ذراع في القمع و الإرهاب والدكتاتورية إذن هنا نطرح سؤال أخر هل حقا من قام بهذا العمل ينتمي لهذا التيار الفكري المتهم؟ ربما نعم و ربما لا لنترك الجواب للسلطات المختصة.

و بالرجوع لتحليل هذه الحادثة أعتقد أنها مثال واضح على ماسبق ذكره فهذا الفعل يعبر عن إنتماء مهزوز غير واضح المعالم تجاه هذا الوطن فالشخص الذي أقدم على إنزال العلم إنما في حقيقة الأمر هو نموذج من جيل أو أكثر من الشباب التونسي الذي عاش في ظل الدكتاتورية التي قمعته و سجنته و و عذبته بإسم الحفاظ أو الدفاع عن هذه الراية التي كانت حكرا على النظام و أعوانه إذن فهذه نتيجة طبيعية لعدة أسباب و هنا لا أبرر ما قام به هذا الشخص و إنما أحلل في هذا الفعل من وجة نظري.أعود لأقول لمن قام بهذا الفعل أنه على إفتراض إنتمائه لتيار فكري معين يؤمن بوحدة الامة الإسلامية فالوحدة لا تمنع من أن تكون لي خصوصيتي فنحن كلنا تونسيون نعيش في وطن واحد لكن لكل منا خصوصيته و قياسا عليه فالأمة الإسلامية واحدة لكن لكل شعب خصوصيته فالإسلام عندما ظهر و بايعت قبائل العرب محمد صلى الله عليه و سلم لم ينكر عليها عند خروجها للجهاد أن ترفع كل قبيلة رايتها الخاصة بها و لم يكن ذلك من باب الفرقة بل من باب التميز في خدمة دين الله عز و جل أضف إلى ذلك أنه مع قيام الدولة الإسلامية و مع توسعها و إمتدادها على مناطق شاسعة كانت لكل بلاد راية رغم أن جميعها تدين بالولاء لسلطة مركزية واحدة و كتب التاريخ حافلة بالعديد من الشواهد. لذلك أعتقد أن هذه التصرفات ليست بالبريئة خصوصا إذا ما رأينا أنها جاءت في وقت بدأت فيه الأمور تسير نحو الهدوء على جميع الأصعدة لتعيدنا من جديد نحو دائرة الإصطفاف الإيديولوجي و التخندق الفكري و أكاد أجزم أن شئ ما يجمع بين هذه و تلك فمرة يبادر أقصى اليسار إن صح القول ليقوم بإثارة مشكل ما للتشويش على الحكومة و مرة يبادر أقصى اليمين إن صح القول أيضا بتقمص هذا الدور و الشواهد على ذلك كثيرة.

و خلاصة االكلام أقول لكل المتباكين و النائحات على تدنيس الراية الوطنية اليوم أين كنتم حينما أهينت بالإمس يوم قام مجموعة من المواطنين بالتوجه نحو الحدود الجزائرية و رفع العلم الجزائري بدل العلم التونسي يومها قدم هذا الفعل على أساس أنه فعل بطولي و أين كنتم حين هدد أحد النقابيين و دعا للإنصال عن الوطن ألا يستحق ذلك عقابا أيضا أم هذا من فعل البطولة أن تستأسد على وطنك كما أقول لهذا الذي أنزل راية الوطن يقول النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا مكة " و الله إنك لخير أرض الله و أحب أرض الله إلى الله و لو لا أني أخرجت منك ما خرجت" أخرجه أحمد و النسائي وابن ماجه و بالتالي فحب الوطن و الإنتماء إليه لا يتعارض البتة مع الإنتماء للأمة.

و مها يكن من أمر هؤلاء أو هؤلاء فنحن تونسيون مسلمون متوحدون ضد من يهدد و حدتنا و ثورتنا وكفى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الراية التونسية، إنزال العلم، كلية الأداب بمنوبة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهادي المثلوثي، سلام الشماع، رافع القارصي، صباح الموسوي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، الهيثم زعفان، أبو سمية، إيمى الأشقر، سامح لطف الله، د. أحمد محمد سليمان، عراق المطيري، محمد الطرابلسي، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله الفقير، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، رضا الدبّابي، مصطفى منيغ، د- جابر قميحة، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، العادل السمعلي، طلال قسومي، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، صالح النعامي ، محمود سلطان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حميدة الطيلوش، نادية سعد، د - عادل رضا، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، عمار غيلوفي، إياد محمود حسين ، يحيي البوليني، صفاء العربي، سلوى المغربي، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، محمد العيادي، خالد الجاف ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، مجدى داود، صفاء العراقي، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، علي الكاش، عبد الغني مزوز، محمد الياسين، عواطف منصور، د. مصطفى يوسف اللداوي، أنس الشابي، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، محمود فاروق سيد شعبان، رمضان حينوني، فتحي العابد، د. عبد الآله المالكي، د. صلاح عودة الله ، أحمد النعيمي، حسن عثمان، د- محمد رحال، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، كريم فارق، حاتم الصولي، تونسي، سعود السبعاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم السليتي، وائل بنجدو، د. عادل محمد عايش الأسطل، د.محمد فتحي عبد العال، يزيد بن الحسين، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، فتحي الزغل، سيد السباعي، محمد يحي، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء