البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

إرضاء لأمريكا والعلمانيين
"النهضة" تحصد التونسيين بالرصاص

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9819


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حركة "النهضة" التي باركت تقتيل القوات الغربية لليبيين، تواصل الآن تقديم القرابين لأمريكا لتثبت أهليتها لحكم لتونس و أنها قادرة على رعاية المصالح الأمريكية بجدارة، وهاهي الآن تقتل شبان تونسيين لمجرد أنهم حملوا السلاح والحال أن غيرهم الكثير حمل السلاح ولم يقع قتلهم، لا لشيء إلا لان هؤلاء الفتية لهم انتماءات إسلامية على الأرجح ويرفضون الرضوخ لأمريكا وسياساتها، كما أنهم يوصفون لدى أمريكا وأتباعها المحليين من بني علمان بأنهم يمثلون التطرف.

يبدو أن منحدر التنازلات لا يوجد له حدود، وأن مبدأ إرضاء الواقع والتقرب لأطرافه الفاعلة محليا ودوليا يمثل الضابط لتصرفات حركات الإسلام الأمريكي من مشتقات جماعة الإخوان المسلمون ومن ذلك ممثلتهم بتونس حركة "النهضة".

مايعرفه التونسيون أنه لايوجد قانون يقول بوجوب قتل حامل السلاح، ولا يفهم إذن لماذا تم قتل هذين الشابين؟ لا يعرف لماذا لم يقع شل حركتهما بغاز عوض قتلهما؟ أما كان يسع حركة "النهضة" أن تقبض عليهما عوض المسارعة بقتلهما؟ لماذا هذه التسرع لإزهاق روح شابين يعلم الله وحده دافع حملهما السلاح؟

لا يوجد تفسير لعملية القتل هذه إلا احتمالان: إما عجز مهني فظيع لدى القوات الأمنية التونسية المختصة بحيث إنها لا تملك ما يقع به شل حركة الأفراد، أو أنها لا تستطيع إصابة احدهم من بعيد إصابة دقيقة بحيث لاتقتله، وإما أن يكون السبب الثاني -وهو الأرجح- تمشي مقصود من طرف حركة "النهضة" المتحكمة في وزارة الداخلية ومجمل الحكومة، يهدف للبرهنة للعلمانيين محليا وللغرب عموما خارجيا، أن "النهضة" سائرة لامحالة في الركب الأمريكي تتمثل مجمل مفاهيمه وتعتبر الإرهاب ما تعتبره أمريكا إرهابا، تعادي من تعادي أمريكا وتصالح من تصالحه أمريكا، لا تراعي في ذلك ضوابط الإسلام ولا الانتماء الوطني.

تبقى حركة "النهضة" مطالبة بالإجابة عن التساؤلات العديدة لدفع تهمة تهافتها في سعيها المتواصل لارضاء نبت السحت زرع بورقيبة المتحكم في الواقع طيلة خمسة عقود.
بماذا تفسر "النهضة" ومريدوها هذه الشجاعة المفرطة ضد هؤلاء الفتية مقابل رخاوتها مع أهل الباطل بحيث لانعرف أنها اتخذت ضدهم أي إجراء، بل إننا ماعرفناها إلا مدافعة عن المواخير، متقربة من عصابات الإلحاق الثقافي طالبة لرضاهم، منهزمة من أمامهم كلما تعلق الأمر بمواجهة ولو فكرية، متبرئة من خلفيتها التي تصر على أنها إسلامية.

لماذا هذا التسرع بقتل هؤلاء الفتية حينما حملوا السلاح، ألأنهم لا بواكي لهم يقع المسارعة بالتخلص منهم، ألأنهم لايملكون وسائل إعلام تدافع عنهم وتطرح مشاغلهم يقع شطبهم، ألان أمريكا والغرب لايقف معهم يقع نسفهم، ألأن قتلهم يرضي امريكا وقع استنبات هذه الشجاعة من حركة ماعرفها الناس إلا جبانة بحيث يكاد يضرب بها المثل في الخور، وما تاريخها في مواجهة الأنظمة منذ بورقيبة لما بعد الثورة إلا شاهد عن ذلك.

لماذا لم يقع قتل العشرات من الذين وقع القبض عليهم وهم يحملون السلاح بتونس بعد الثورة، إما متاجرين به أو ناقلين له، لماذا لم يقع ذلك وتتم المسارعة بقتلهم؟

لماذا تنطلق طقوس التنديد بحمل السلاح والتهجم على العنف، وتغيب مثل هذه الطقوس إذا ما تعلق الأمر بأصناف أخرى من العنف وضروب أخرى من الأسلحة الموجهة لضرب المجتمع، وهي أسلحة من المضاوة أين منها الأسلحة النارية؟

لماذا لا يقع الضرب على أيدي أصحاب العنف الفكري والثقافي والإعلامي الذي يتعرض له مجتمعنا على أيدي عصابات الإلحاق الثقافي منذ عقود خلت، لماذا لا تقع المسارعة باجتثاث من جعل نفسه أداة لضرب هوية التونسيين وإلحاقهم بالغرب، كما تقع المسارعة باجتثاث من حمل السلاح الناري؟
أحمل السلاح الناري أخطر أم حمل مشعل ضرب هوية البلاد والعمل على إلحاقها تابعا لفرنسا؟

أليس الحل لتجنب عمليات العنف هو اقتلاع أسبابه التي تمثل عوامل تغذيته عوض الاكتفاء بإزالة النتائج؟ أليس وجود نبت الزقوم التي استنبتها بورقيبة بين ظهراني التونسيين وتسليطهم على رقابهم، هي السبب في التوترات المتواصلة بالمجتمع التونسي؟
أليس الحل النهائي لإزالة التوترات هو اجتثاث هذه الطبقة الهجينة؟
لماذا لايقع إظهار الشجاعة لاستئصال أدوات الإلحاق الفكري والثقافي والتعليمي وإبعادها نهائيا عن المسؤوليات، مثلما وقع إظهار الشجاعة في محاربة الفتية حاملي السلاح؟
لماذا لاتقع المسارعة في معالجة الأسباب مثلما وقعت المسارعة في معالجة النتائج؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، المجموعة المسلحة، الإسلام الأمريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، د- هاني ابوالفتوح، أنس الشابي، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، حميدة الطيلوش، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، د. صلاح عودة الله ، فتحي الزغل، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، محمد يحي، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي، صلاح الحريري، أحمد النعيمي، د - مصطفى فهمي، يحيي البوليني، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، محمد الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، رافع القارصي، كريم السليتي، صلاح المختار، عواطف منصور، إيمى الأشقر، د- محمد رحال، محرر "بوابتي"، رمضان حينوني، عمر غازي، الهادي المثلوثي، محمد أحمد عزوز، علي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، تونسي، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، سعود السبعاني، سلام الشماع، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، محمد اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي العابد، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، عمار غيلوفي، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، محمود سلطان، محمد الياسين، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، سلوى المغربي، مراد قميزة، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، أحمد الحباسي، أبو سمية، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، رافد العزاوي، العادل السمعلي، نادية سعد، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، د. أحمد بشير، سيد السباعي، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، محمود طرشوبي، سامح لطف الله، مصطفي زهران، خالد الجاف ، حسن الطرابلسي، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، رضا الدبّابي، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء