البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

بنو استفتاء

كاتب المقال د - المنصف المرزوقي - تونس   
 المشاهدات: 7906



بخصوص دعوة البعض لاستفتاء لتحديد مهلة ومهمة المجلس الوطني، بغض النظر عن صعوباته التقنية وتعقيداته الزائدة وتبعاته السياسية على وضع يتزايد احتقانا يوما بعد يوم، فإن ما يهمني هو تحليل نفسية أصحابه من منطلق خلفيتي الطبية: فهم الدوافع الخفية للظواهر قبل الحكم عليها.

أولا بداهة “بنو استفتاء” لا يثقون بتاتا في خيار المجلس التأسيسي بل في المجلس التأسيسي نفسه. فلو كانوا يثقون فيه لقالوا نعم نثق في من سيختارهم الشعب السيّد وقد استرجع سيادته وكرامته بعد أكثر من ستين سنة من الاستبداد … نعم نثق في هؤلاء الرجال والنساء الذين سيعلمون في قرارة أنفسهم أنهم مسؤولون أمام كل من تغرّب ونفي وسجن ومات تحت التعذيب … أنهم واعون بأنهم الآباء والأمهات المؤسسين لتونس جديدة …. أنهم لن يأخذوا من الإجراءات إلا التي يتطلبها الوضع التاريخي والمسؤولية العظمى والشرف الشخصي. كلا “بنو استفتاء” لا يرون في من سيختارهم الشعب إلا أناسا مشبوهين يمكن أن تحلو لهم الكراسي بل ويمكن أن يصبحوا مصدرا لاستبداد جديد. تصوروا ! أول من سينتخبهم الشعب ديمقراطيا متهمون بالاستعداد للاستبداد والحال أن الأمر مستحيل منطقيا بما أن نظام الاقتراع لن يفرز حزبا قائدا، لكن ما علينا فسوء النية ليست الخاصية الوحيدة لبني استفتاء …

ثم من الذي يتهمهم؟ أزلام النظام السابق والذين فوجئوا بسعادة كبيرة بخطاب المخلوع يوم 13 جانفي والذين قالوا دوما أنهم يرفضون مقولة “نظام لا يَصلُح ولا يُصلِح “لما فيها من دونكيشوطية وقفز على الواقع … الخ

إذن فإن انعدام الثقة هو الدافع الأول أما الدافع الثاني فهو الخوف. يا إلهي كم هم خائفون. المساكين … بديهي أن المجلس التأسيسي بالنسبة لهم هو البعبع المخيف الذي يمكن أن يلتفّ على التفافهم وأن يفتح دفتر الحسابات وهذا أمر لا يطيقونه وبيوتهم كلها من البلور القذر.

أخشى ما أخشاه أنه وراء انعدام الثقة والخوف ثمة أيضا حقد لا يفصحون به …حقد على الثورة …حقد على الديمقراطية …حقد على العامة والهوام والرعاع والسوقة الذين ستنتقل لأياديهم سلطة وفرت الثروة والاعتبار وعدم المحاسبة. هم كانوا يريدونها رئاسيات في ظرف ستة اسابيع ليمرروا من يحمي مصالحهم ولو ببعض التنازلات للغوغاء والمثقفين فأفلت الأمر من أيديهم واضطروا مكرهين لقبول فكرة المجلس التأسيسي، لكن حقدهم على الخيار لم يلبث أن ظهر وها هم يفصحون عن المخطط الذي حاولوا إخفائه: مجلس له كل الشرعية لكن بلا سلطة … حكومة بلا شرعية لكن لها كل السلطة سنة أخرى … انتخابات يعدون لها بالمال القذر والتنسيق مع البوليس السياسي في ظل الاستحواذ على الإعلام الخاص والعام. آخر ما يهمهم بالطبع أن تعرف بلادنا المترنحة على قدميها فترة انتقالية ثانية قد تؤدي لانفجار مدمر بفعل غياب الاصلاحات الجذرية وتعطيل عودة الثقة والاستثمار وكلها أمور لا توفرها إلا حكومة وحدة وطنية قوية لها مدة معقولة للعمل وتستند على توافق نواب ونائبات الشعب، يكيدون كيدا ونكيد كيدا.

من نحن:
نحن الواثقون من شرف ومسؤولية من سينتخبهم الشعب، المحبون لشعبنا ولثورتنا السلمية، الذين رفعوا منذ نهاية التسعينات شعار لا خوف بعد اليوم . لم نخف يوما من “بني استبداد”، لن يخيفنا اليوم “بنو استفتاء”.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، الثورة التونسية، الإستفتاء، المجلس التأسيسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-09-2011   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه www.moncefmarzouki.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العراقي، د - صالح المازقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، منجي باكير، ياسين أحمد، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، فوزي مسعود ، عمر غازي، حميدة الطيلوش، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، د. طارق عبد الحليم، مجدى داود، فتحي العابد، سيد السباعي، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، ضحى عبد الرحمن، رافع القارصي، عراق المطيري، أحمد الحباسي، د - عادل رضا، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، جاسم الرصيف، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، فتحـي قاره بيبـان، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، سامح لطف الله، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، د. أحمد بشير، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، أبو سمية، محمد يحي، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، نادية سعد، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، إياد محمود حسين ، عواطف منصور، د - الضاوي خوالدية، فتحي الزغل، د- هاني ابوالفتوح، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، تونسي، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، مصطفي زهران، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، محمود فاروق سيد شعبان، حاتم الصولي، سلوى المغربي، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، صفاء العربي، محمد الياسين، يحيي البوليني، عزيز العرباوي، الناصر الرقيق، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، وائل بنجدو، حسن عثمان، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- جابر قميحة، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء