البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

أوقفوا الاستفزازات يتوقف الإرهاب

كاتب المقال د. عقيل بن سلامة - ألمانيا/ تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5492


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هذه رسالة مفتوحة إلى كل من له حكمة و تبصر في تونس و رسالة للضمائر الحية و كل مدافع عن حق التونسيين في العيش الكريم بأمن و أمان.

سؤالي هو إلى متى يتواصل نزيف الدماء التونسية سواء من الأمنيين أو العسكريين أو من الشباب المهمش أو المتحمس كي لا نقول المتهور.

أنا لا أريد أن أكون كبقية القطيع أندد بالإرهاب الأعمى و أتغاضى عن ذكر الأسباب و المحرك الرئيسي لها، هذا صوت للتعقل و التبصر و النظر في مصلحة تونس بعيدا عن الشعارات الرنانة المنادية بالانتقام بعد كل حدث إرهابي و التي لم تولد سوى مزيد من القتل و نزيف الدماء و تعاظم مشاعر الكراهية و الحقد و حب الانتقام.

هل الإرهاب موجود نعم، هل يهدد الدولة التونسية نعم، هل هناك استفزازات و مسوغات له من قبل أجهزة الدولة و الإعلام نعم أيضا و هناك سعي من بعض الأطراف لتأجيج المعركة بين الدولة و شبابها، بل هناك من يدفع بالشباب المعتدل المهمش إلى صعود الجبال لقتال الدولة.

قد يتهمني بعض السطحيين بتبيض الإرهاب و ما أسهل قذف كل مخالف لرأي القطيع خاصة في ظل إعلام يتسم بالسطحية المبالغ فيها و بالرأي الواحد الأوحد.

اليوم التونسيون أمام مفترق طرق، إما أن يصححوا المسار و يتصدوا بكل حزم للاستفزازات القوية من أجهزة الدولة لمشاعر عموم التونسيين و خاصة فئة الشباب منهم أو أنهم سينتهوا بما انتهت به الأحداث في الجزائر في عشريتها السوداء و سوريا و العراق و سيناء. و سنجد العشرات بل قل المئات أو الآلاف من شباب تونس المهمش ينضم إلى التنظيمات المقاتلة.

نحن لسنا في معرض تبرير الجرائم الخطيرة التي تستهدف أرواح الأمنيين و العسكريين نحن نحاول إيجاد حل للنزيف الدامي الذي يهدد كيان الدولة من أصله.

إن الاستفزازات المتتالية مثل غلق الروضات القرآنية و الجمعيات الخيرية و بعض الإذاعات و القنوات الاسلامية المعتدلة و منع تعليم مبادئ الإسلام بالمساجد و غيرها، هو من المؤشرات لدى الشباب في تونس على وجود أجندة لمحاربة الإسلام في تونس و تجفيف منابعه و العودة بتونس لعصر القمع و الظلم. إن عمليات التعذيب البشعة التي تمت و تتم تجاه الشباب المتدين و شباب الثورة و شمل حتى بعض الفتيات هو رسالة سلبية للشباب التونسي، إن استفزاز الإعلام التونسي لمشاعر التونسيين بتشويه صورة المتدينين و نشر قيم الرذيلة و تطبيعها في حياة التونسيين من شأنها أن تخلق حاضنة للتنظيمات الجهادية و تبريرا لتدخلها.

نحن كلنا نتحمل المسؤولية عن كل قطرة دم تزهق من هذا المعسكر أو ذاك، و على الحكومة أن تشكل لجنة حكماء يدرسوا أسباب الظاهرة و يتخذوا قرارات قوية لوقف التعذيب البشع الذي لا ينتج إلا مشاعر حب الانتقام من الدولة ، ووقف الاستفزازات المجانية لمشاعر التونسيين و إعطاء حرية دينية و دعوية أكبر للشباب التونسي حتى يجد إطارا و متنفسا يتحرك فيه بحرية تحميه من الاستقطاب نحو التنظيمات المقاتلة.

أما إذا اختار الجميع الصمت و الهروب إلى الأمام و التغاضي عن مسببات الأعمال المسلحة و الدعوة إلى الانتقام من المسلحين و من المتدينين بصفة عامة، فسنرى أن حاضنة "داعش" و "القاعدة " ستكبر و تتسع في البلاد و كل المؤشرات تشير إلى ذلك، و سنرى مزيدا من الدماء التونسية تنزف من هنا و هناك و سنرى مزيدا من" اللا استقرار" و هروبا للسياح و للاستثمارات الأجنبية و مزيدا من البطالة و التهميش.

صوت العقل و الحكمة يقول أوقفوا التعذيب البشع، أوقفوا تجفيف منابع الإسلام، أوقفوا الاستفزازات الإعلامية لمشاعر المسلمين في تونس، أعطوا مزيدا من الحرية الدينية و الدعوية للشباب، أوقفوا الظلم المسلط على الشباب المتدين و عاملوهم على أنهم مواطنون كاملي الحقوق و ليسوا مندسين، لا تعطلوا المشاريع الخيرية أو الإسلامية و ستورون أن الإرهاب سيختفي و لن يجد له حاضنة في تونس.

------------
د. عقيل بن سلامة
أستاذ محاضر في العلوم السياسية
ألمانيا


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإرهاب، الثورة التونسية، الثورة المضادة، بقايا فرنسا، محاربة الإرهاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-02-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. كاظم عبد الحسين عباس ، منجي باكير، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، ضحى عبد الرحمن، عمار غيلوفي، محمد العيادي، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الطرابلسي، إسراء أبو رمان، عبد الغني مزوز، الهادي المثلوثي، صفاء العربي، أحمد بوادي، محمد الياسين، علي الكاش، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، وائل بنجدو، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، إيمى الأشقر، كريم فارق، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله زيدان، يحيي البوليني، طلال قسومي، د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، صالح النعامي ، الناصر الرقيق، علي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مراد قميزة، فتحي الزغل، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، عواطف منصور، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، أبو سمية، مصطفى منيغ، سلام الشماع، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، كريم السليتي، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، فهمي شراب، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، سامح لطف الله، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، محمد شمام ، د. صلاح عودة الله ، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، مجدى داود، عراق المطيري، د. عادل محمد عايش الأسطل، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، العادل السمعلي، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، محمد أحمد عزوز، صفاء العراقي، محمود سلطان، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، محمد اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، رافع القارصي، سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، صلاح المختار، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء