البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

التداول حصل بقي القادم.. الاستقرار

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6535


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يمكن القول في جو الانتعاشة بالفائزين الجدد في التشريعية الحالية، أن التداول السلمي على السلطة بالانتخابات حصل، وحصل لأول مرة بعد الاستقلال دون ثورة كما في 14 جانفي 2011، أو خلافة آلية دستورية مسترقة كما في 7 نوفمبر 1987.

وليس ببعيد أن تصنع الطبقة السياسية، التي استطاعت أن تصنع الانتخابات الناجحة للتداول على السلطة، أن تصنع مرحلة الاستقرار السياسي القادمة. ولكن ليس استقرار ديكتاتورية الحزب الواحد أو التعددية المشابهة للحزب الواحد، بل استقرار الديمقراطية الحقيقية التي دشنّا عهدها بعد الثورة، من خلال تجربتين تأسيسية وتشريعية الى حد الآن.

وبينت الأحداث أن الأمن والاستقرار يمكن أن يحدث في ظل نظام قائم على القمع والاستبداد، كما يحدث في ظل نظام قائم على العدل والحرية. وأقرب مثال الينا نظام المخلوع الذي عمر أكثر من عقدين، وربما بشكل أخف النظام الذي قبله.

والظروف، هي التي تحتم أحياناً قيام هذا النظام أو ذاك، وربما تحكُم بشرعيتهما منعاً للفتنة أو للخطر الداهم، ولكن المجتمعات تتطور كما تتطور حياة الانسان، وتتفاعل مع محيطها بين نكسة وانتعاش الى أن تحقق الغلبة والاقتدار على صنع مستقبلها واكتساب المنعة لنفسها.

ونحن مدعوون الى صنع هذا المستقبل، وعدم الاستنامة الى رياح الأقدار من حولنا - التي عناها الشابي في شعره - لكسب معركتنا مع الديمقراطية.

فأمامنا، بعد تحقيق هذا الفوز الساحق في الانتخابات التشريعية للخط الديمقراطي في توجه الشعب التونسي، بناء استقرار سياسي قائم على الأغلبية المطلقة لا على الأغلبية النسبية في النظام الانتخابي.

ولا شيء أمنع من ظلم الحكام من التعاقب على السلطة لغير أصحاب عصبية واحدة في الحكم، بل لأغلبيات من هذا الأفق وأغلبيات من ذاك الأفق، ممثلة لاتجاهات الرأي العام الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع.

فالدول التي تنعم بالاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي والصناعي والعلمي وبالحريات على اختلافها وبالنفوذ في العالم، لا تعرف الاّ ديمقراطية الأغلبية، لا ديمقرطية النسبية المرقعة كجبة الإسكافي.. والنماذج القليلة استثنائية ومحكومة بتطور مجتمعاتها.

وعلى الطبقة السياسية التي سيشكلها المشهد الجديد معالجة هذا الوضع الموروث عن لجنة ابن عاشور لتحقيق أهداف الثورة.. ونظامها الانتخابي السيء التقدير، والذي بصريح صُنّاعه ولّد غير ما كانوا يتوقعونه من فوز حزب أغلبي نفخ - بتقديرهم - من أنفاسه في أحزاب ضعيفة متهافتة واصطنع منها تحالفاً للاستيلاء على السلطة، واستدامة الأمر له بمنطق المشاركة والتوافق.

وما كان لهذا التحول الديمقراطي الذي أفضى الى هذه النتائج الانتخابية التي لم تكن في الحسبان، أن يتجسم لولا لم تقم بعض الإرادات النافذة البصيرة والعزيمة الصلبة لخلق أسبابه مباشرة بعد الانتخابات الماضية لتعديل كفة الأمور بعدما ما شهدته البلاد من انهيارات. فأمكن لأحزاب مثل نداء تونس - وهنا تهنئة لرئيسه وقياداته - وغيرها من الأحزاب الناشئة من تجاوز محنة التداول السلمي بالانتخابات على السلطة كما هو مقرر اليوم، ولكن بتداول حقيقي مغاير لا بتداول من نفسه.

ولذلك فإن كل عودة لفوضى الأحزاب والتكتلات والتحالفات الهشة والصراعات الفارغة في المجلس النيابي القادم يمكن تجاوزها ومنع قيامها من الآن، إذا استمر نسق الاقبال على معالجة الأوضاع من أساسها، أي التركيز العام على منح الانتخابات الرئاسية بعدها الأهم في الانتخابات العامة، لتعديل صورة الدولة بسلطاتها الثلاث المتوازنة في ظل ديمقراطية الأغلبية بين كل انتخابات وأخرى، لضمان السير الحسن لدواليب الدولة واقتصادها وصورة تونس المتميزة باعتدالها عقلانيتها وتأثيرها في ما حولها. والمتوقع أن تتداعى أصوات الحكمة لنداء تونس لمنح الرئاسية ضمانات التعايش السياسي السلمي للمرحلة القادمة، التي لا تقل دقة من المرحلة السابقة إن لم تكن بأصعب منها.

ومهما يكن من أمر هذه الانتخابات والملاحظات التي يمكن أن يسجلها الملاحظ النزيه، فأنها على كل حال خير من "لا انتخابات"، بعد تلك الفوضى والاغتيالات التي شهدناها بألم وحسرة، ولعل شهداءها عند الله يسامحوننا، وبعد ذلك المخاض العسير للفترة الانتقالية التي استدامت بفعل فاعل لكهربة الأجواء لفائدة استقرار السلطة بيد من تمكنوا منها في فجاءة الثورة والانتخابات الأولى بعدها. ولكنها بمقياس المعاير الدولية للانتخابات حققت سبقاً لبلدان الربيع العربي كما اصطلح على تسميته، التي انتكست الثورات فيها أو تُصارع، وربما تكون الصورة في تونس محفزة لها لاستدراك أمرها، والإعانة على شمل جمعها للتغلب على تحديات عالم الإرهاب والاسلام المقاوم الذي تصطرع حروبه في كل مكان، ونعيشه بمرارة ولكن بأمل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات التونسية، الإنتخابات التشريعية، حركة النهضة، حركة نداء تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-10-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمود علي عريقات، كريم السليتي، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، مصطفى منيغ، طلال قسومي، تونسي، رشيد السيد أحمد، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، رضا الدبّابي، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، مراد قميزة، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، فتحي العابد، سلوى المغربي، د- جابر قميحة، أحمد النعيمي، صلاح الحريري، محمود سلطان، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، فتحـي قاره بيبـان، سلام الشماع، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، عبد الله زيدان، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، أنس الشابي، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، رافع القارصي، فهمي شراب، أ.د. مصطفى رجب، ياسين أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، وائل بنجدو، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، حسن عثمان، محمد أحمد عزوز، أحمد بوادي، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، إياد محمود حسين ، علي الكاش، محمد يحي، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ، صفاء العراقي، فتحي الزغل، حميدة الطيلوش، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، صالح النعامي ، أحمد ملحم، رمضان حينوني، محمد العيادي، د - محمد بنيعيش، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، عواطف منصور، أحمد الحباسي، أبو سمية، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - صالح المازقي، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عادل محمد عايش الأسطل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء