البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

عن الانتخابات القادمة في تونس

كاتب المقال أنس الشابي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6833


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد أن تمكن حزب حركة النهضة من الوصول إلى الحكم إثر انتخابات 23 أكتوبر 2011 باشر تنفيذ مشروعه القاضي بأخونة المجتمع والدولة من خلال إلغاء القوانين الموجودة أو تعديلها أو استحداث أخرى تحلّ محلّها، إلا أن قوى المجتمع المدني كبحت جماحه ومنعته من تنفيذ خطته وإن استطاع أن يمرّر منها أشياء، اليوم والبلاد مُقْدِمَة على انتخابات من المتوقّع أن تترشح لها مختلف الأحزاب تتبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة عن حقيقة هذه الانتخابات:
1) هل هي انتخابات بين برامج حزبية تفصيلية أو هي انتخابات للاختيار بين نمطين مجتمعيّين؟.
2) هل هي خيار بين استقلالية القرار الوطني أو تأبيد للتبعية لمشيخة قطر ولمنظمات تموّلها المخابرات الأجنبية؟
3) هل هي تفويض للحكومة القادمة بمقاومة الإرهاب وذيوله من أمن مواز وجمعيات لتبييض الأموال ولجان حماية لثورة موهومة وللأحزاب الداعمة لها أو هي انتخابات التمكين للإرهاب ومنظومته؟
4) هل هي للرفع من شأن النضال والدفاع عن الحريات والإعلاء من شأنهما أو هي وسيلة لقبض التعويضات والمتاجرة بالآلام والدماء؟
5) هل هي لإعادة الهيبة لأجهزة الدولة أو هي للمزيد من تفكيكها وتخريبها؟
6) هل تستهدف السلم أو التدافع الاجتماعي؟
تلك هي الأسئلة التي يطالب المواطن بالجواب عنها عند التصويت الذي سيكون له تأثير كبير لا علينا نحن فقط بل على الأجيال القادمة، لهذا السبب بالذات أدعو كل الذين يئسوا من الطبقة السياسية الحالية ورأوا أن أفضل موقف هو مقاطعة الانتخابات إلى النظر مجدّدا في موقفهم في اتجاه المشاركة الإيجابية على الأقل مساهمة منهم في المحافظة على ما تحقق من مكاسب ليس من الحكمة التفريط فيها بسبب غضب طارئ أو تحليل منفعل لن يتحمل نتائجه الكارثية سوانا وسوى أبناؤنا وأبناؤهم هم كذلك.
الفئة الثانية التي أتوجه إليها بخطابي هذا هي الفئة المنتسبة إلى حزب الحركة وتوابعه الذين أدعوهم إلى خشية الله في هذا الوطن عند الاقتراع بالامتناع عن مساندة من ثبت فشله في التسيير والإدارة ليصل الوطن اليوم إلى حالة تقارب الإفلاس في حين يتمتع النافذون في الحزب المذكور باقتسام المنافع بعد أن تعاملوا مع الدولة بمنطق الغنيمة فخصّوا بها أبناءهم وأصهارهم وأبناء جهتهم وهو ما تواتر خبره لدى الخاص والعام ولوحظت آثار الثراء الفاحش المفاجئ عليهم أنّا اتجه نظرك صوبهم.
أما الفئة الثالثة التي أتجه إليها بخطابي هذا فهي الشريحة العريضة التي تتراوح بين اليمين واليسار وتشترك في جملة من الأهداف كالمحافظة على مدنية الدولة والمكاسب الاجتماعية التي تحققت منذ بدايات القرن الماضي والاتجاه نحو المزيد من الارتباط بقيم العصر وهي أهداف استراتيجية أعتقد أنها مربط الفرس في الانتخابات القادمة غير أن اللافت للنظر أن هذه القوى مشتتة وموزعة بين نحل وملل مختلفة الأمر الذي أدى إلى هزيمتها في انتخابات 23 أكتوبر الماضية هزيمة نكراء فحتى لا نعيد نفس الأخطاء من المتحتم:
1) الفرز بين ما هو استراتيجيا أي أهداف عامة تجمعنا وما هو تكتيك قد نختلف حوله ولكن لا نترك هذا الاختلاف يعرقل مسيرة التجميع.
2) تقديم الأهم على المهم ففي حالتنا الأهم هو تحقيق الهزيمة بحزب الحركة وإخراجه من الحكم أما باقي المسائل كصندوق التعويض وغيره فهي مهمة ولكنها دون الأولى رتبة وأهمية.
3) اختيار التوقيت المناسب لإثارة الخصومات فهل يصحّ اليوم والحال على ما هو عليه أن تثار مسألة رئاسة القائمات في وقت لم تتم فيه بعد الترتيبات اللازمة للفوز من إحصاء وجمع واجتماع بالناخبين وانتقاء للأكثر حظوظا في النجاح على المستوى الجهوي أو الوطني وغيره من لوازم الفوز.
4) الفرز بين ما هو ذاتي يتعلق بالطموحات الشخصية وما هو موضوعي يهمّ بقاء الوطن وديمومته فإن سقط هذا الأخير في أيدي تتار العصر ذهبت الطموحات والطامحين هباء كأن ريحا أطفأت سراجا.
5) من نافلة القول إن بلادنا وإن نشأت فيها الأحزاب منذ بدايات القرن الماضي إلا أن هذه الأحزاب بقيت كسيحة ولم تتحوّل إلى مؤسّسات بل بقيت مرتبطة بالزعيم الذي لعب دورا أساسيا في حياتنا السياسية وقد منّ الله على بلادنا أن قيّض لها زعامات استطاعت أن تؤدّي أدوارا حفظها لها التاريخ كالشيخ عبد العزيز الثعالبي وعلي باش حامبه والحبيب بورقيبة وفرحات حشاد والحبيب عاشور وراضية الحداد وغيرهم ممّن نفخر بهم وبِما قدّموه من جليل الأعمال، اليوم والبلاد في مأزق تاريخي يظهر على الساحة أحد بناة دولة الاستقلال ويتقدم لحماية ما شارك في بنائه ردًّا لغائلة تتار العصر وهُمَّجه ويستطيع بما حباه الله من كفاءة وحضور أن يجمع التونسيين حول شخصه ولأنه كذلك نلحظ أنه تعرّض إلى هجمة جاهلية من طرف خصوم النمط المجتمعي الذي ارتضاه التونسيون جميعا ولأنهم تيقنوا أن الرجل لا يساوم وليس مستعدا للتنازل عن خيارات دولة الاستقلال عملوا كلّ ما في وسعهم على تشويهه مستغلين في ذلك الأحقاد الجهوية والجهل بتاريخ البلاد والتعصّب الإيديولوجي والخفة في التناول والتحليل، إلا أن تآمرهم باء إلى فشل محتّم لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل، ومهما يكن من تقييمات لمسيرة سي الباجي السياسية فإنه اليوم يمثل طوق النجاة لحماية مدنيّة الدولة وكل صوت يذهب لغيره إنما يستفيد منه تتار العصر وهمجه فلا تكونوا كأولئك الذين قال فيهم جل من قائل: "وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئَا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِم إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة التوبة الآية 102).


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
المولدي الفرجاني، منجي باكير، صباح الموسوي ، عزيز العرباوي، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، د. أحمد بشير، مجدى داود، محمود فاروق سيد شعبان، د - عادل رضا، سفيان عبد الكافي، مصطفى منيغ، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، محمد عمر غرس الله، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، د.محمد فتحي عبد العال، عواطف منصور، د- محمد رحال، محمود سلطان، أحمد الحباسي، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، محمد الياسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهادي المثلوثي، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، كريم فارق، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، عراق المطيري، فوزي مسعود ، تونسي، علي الكاش، عمار غيلوفي، د. خالد الطراولي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، ياسين أحمد، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، د - صالح المازقي، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، نادية سعد، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، محمود طرشوبي، رافد العزاوي، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، وائل بنجدو، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، صلاح الحريري، محمد شمام ، حاتم الصولي، أبو سمية، محمد يحي، صلاح المختار، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، محمد العيادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء