البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

ثورة لا تنصر الله، فالله لن ينصرها

كاتب المقال منجي باكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6219


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لاشكّ أنّ سُنن الله في هذا الكون ماضية وفق مُراد الله منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، و ما البشر في هذا المضيّ إلاّ أدوات من جملة بقيّة الأدوات التي تتفاعل و تساهم في جدليّة حراك الحياة الدّنيا بإذن الله خالقها لتنفيذ مُراده و تقديره بتجسيد مسار هذه الحياة و جميع العناصر المرتبطة بها .

و كلّ بصيرة واعية تدرك تمام الإدراك أنّ كلّ حادثة أو مستجدّ أو تحوّل أو تدافع أو تغيير حتما وراءه قوّة الله سبحانه ، و ما الصّور التي تطفح على مسرح هذه الأحداث إلاّ ترجمة واقعيّة ، محكمة البناء ، منظّمة التسلسل و مضبوطة الغائيّة ...
و في هذا الإطار يتنزّل ما استجدّ مع ثورات الربيع العربي عموما و الثورة التونسيّة خصوصا – إذ جاءت الثورة التونسيّة انتفاضا على الظلم و الجوْر و الطغيان ، طلبا للحقوق المغتصبة و رفضا للقهر و الإستعباد و التسخير ، ثورة أشعلت فتيلها الطبقات المحرومة و المستضعفة في الأرض ، ثورة اندلعت شرارتها بلا تنظيم مسبق و لا تأطير و بلا توقيت مسبّق ، و لا تستند كذلك إلى ( قوّة ضاربة ) و لا تمتلك من الدّفع المادّي ما يكافؤها مقابل آلة البطش و نظام الجنرال البوليسي .

لكن مع كلّ ضعف هذه المعطيات – المطلوبة عقلا و منطقا – انتصرت الثورة التونسيّة و حقّقت أكثر من مرادها و فرّ المخلوع مذموما مدحورا ..

برغم القبضة الحديديّة التي كانت تمسك هذا الشّعب ، و برغم جبروت الجنرال – العسكري –و برغم الحصار المفروض و برغم القوّة الجارفة التي واجهت أولى خطوات الثورة فإنّ النّصر كان حليفها في أيّام معدودات و بنحوِ أذهل جميع المتابعين و باغت أعتى و أذكى المخابرات العالميّة ،،،

طبعا – و بكلّ المعايير و التفاسير – لم يكن ليحدث هذا لو لم تكن تساهيل الأسباب من الله بأن ألقى الرّعب في قلب الدكتاتور و أحاطه بالخوف و الهلع ، و أربك كيد زبانيّته و فكّ خيوط تواصل المنظومة الأمنيّة لتسقط سقطة واحدة ... لتنتهي في بعض السّويعات أسطورة -عقود -بن علي المريرة و يخرّ بناء الفرعنة و الطّغيان
و تتشتّت عصابات السوء خوفا و هربا ،،،،

و لولا هذا الرّعب الذي زلزل ساكني قرطاج و الخوف الذي أنزله الله على قلب الدكتاتور فأعمى بصيرته و شتّت ذهنه و أعدم تفكيره ، لولا هذا لاستجمع بن علي قواه و ركّز عقله ،،، لشنّ حملة بوليسيّة مضادّة و لجعلها مجزرة تجري الدّماء فيها سواقي ، فله من البوليس الموالي ما يكفي لاحتلال أكثر الولايات تمرّدا و لدجّجهم بالسلاح و أغدق عليهم الأموال التي - لا تعوزه – و تسيل لعاب كثير من الفاسدين و المنافقين و ممّن باعوا ضمائرهم ....و بذلك يسهل عليه إخماد الثورة و وأد مسارها تمهيدا لموجة من الإعتقالات و المحاكمات العسكريّة .

لكـن ،،، تمّ مراد الله و نفذ وعده بانتصارالحق وسقوط الباطل – إنّ الباطل كان زهوقا - سقطت أعتى دكتاتوريات العصر الحديث بسلاح دموع الغلابى و دعاء المظلومين و المعذّبين و المشرّدين و الميتّمين ، بدعاء الماسكين بدينهم وسط جمر قوّادة و زبانيّة ذاك النّظام ، سقط نتيجة لتفشّي الظلم و الفساد و الرّبا و الزنا و استحلال المحرّمات و استفحال المعاصي سرّا و جهرا ،،، سقط النظام البنفسجي بتوفيق من عندالله - و ما النّصر إلا من عند الله –

لكــــن بعد هذا النّصر المبين و بعد أن منّ الله على الذين كانوا مستضعفين فمكّنهم قيادة هذا الشّعب و جعلهم الوارثين ، و فكّ الأغلال التي كانت تكبّل نفس هذا الشعب و تحسب عليه أنفاسه ، بعد هذا تجرّدت كل النّصال لتحارب دين الله و انفتحت كل الأفواه المغلقة –الصّدئة - و الأيادي العابثة لزرع الفتن و ترويج الفساد الفكري و المادّي ، بل استعانوا بأعداء الشعب و الأمّة لإقصاء حكم الله و رفض شرعه و ألّبوا البعيد و القريب للتنصّل من مواثيق الله و مواريث الأعراف و إعمال الفتن و الجهر بالمعاصي و التباري في نشر الرّذائل و معاندة الحقّ ،،،
فصار الحال إلى ما أتعس و الوضع إلى ما أنكد و أفسد .

كما انخرط من طوّع الله لهم الأسباب في مسلسلات التنازلات و أدمنوا المقايضات و خانوا العهود حتّى انحسر تواجدهم و فرّطوا في المكاسب ، بل ساهموا بإرادة و بلا إرادة في استقواء قوى الردّة و الشّذوذ الفكري . و تألّبت على البلاد الأمم و تكالبت عليها شركات رأس المال ...

فهل ننتظر مدّا من اللّه و هل ستقوم لنا قائمة ما دمنا على ما نحن عليه ؟ أم أنّ معوّلنا على القوى الخارجيّة و تمويلات البنك الدّولي و صدقات الدول الشّقيقة ستعيضنا عن عون الله و ستجعل من تونس جنّة الأرض ؟؟؟
طبعا لن يكون هذا ما دام الفعل و التحرّك في اتّجاه ما لا يرضي الله ، طبعا : ثورة لا تنصر الله ، فالله لن ينصرها ..!

------------
منجي باكير / كاتب صحفي - تونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-05-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، كريم السليتي، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، صلاح الحريري، عراق المطيري، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مجدى داود، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، محمد العيادي، تونسي، علي الكاش، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، ياسين أحمد، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، ماهر عدنان قنديل، الهيثم زعفان، إسراء أبو رمان، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، محمد يحي، محمود طرشوبي، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، كريم فارق، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، المولدي الفرجاني، سلوى المغربي، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحـي قاره بيبـان، رافع القارصي، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، أحمد بوادي، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، وائل بنجدو، سليمان أحمد أبو ستة، طلال قسومي، د - صالح المازقي، محمد الياسين، محمود سلطان، منجي باكير، سيد السباعي، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، سلام الشماع، أبو سمية، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، أحمد النعيمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، الهادي المثلوثي، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، د - مصطفى فهمي، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء