البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

القيم الإنتخابية في منظومة الحوكمة المفتوحة

كاتب المقال سفيان عبد الكافي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6635


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


طوال مرحلة كتابة الدستور التونسي حاولنا ان نقدم افكارا في باب الحوكمة الرقمية التشاركية ومنظومة الحكم الكونية الجديدة، علهم يأخذون بها، فاخذ ما اخذ، ولكن للأسف اهمل اكثره واهمه، ونحن اذ نواصل هذا التمشي لبلورة مفاهيم وشكل هذه المنظومة بغض النظر عن مدى التفاعل معها، فنحن نواصل بكل جد توضيح وتفصيل هذه المقترحات بالتوازي مع مرحلة تنفيذ خارطة الطريق المعدة من طرف الرباعي، حيث تتجه الجهود حثيثة لاعداد الإنتخابات البرلمانية والمجلة الإنتخابية خاصة بعد استكمال تشكيل الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات والمصادقة على الدستور.

وعلى نفس المنوال نواصل طرح النظرة التصورية لمبادئ الحوكمة المفتوحة التشاركية داخل قاعدة البيانات الرقمية المتاحة، وكيفية تشكل البرلمان والمجالس المحلية والجهوية بما يؤسس لشفافية وتكافئ الفرص لأخذ مقاعد وتمثيل التونسيين تحت نفس الحظوظ بين كل التونسيين المترشحين مهما كانت مواقعهم الحزبية او المستقلة، مراعين مبدأ دعم وصول الفئة الشابة والمتعلمة والتكنوقراطية آملين في خلق تناسل سياسي وايجاد جيل قيادي وسياسي دائم له من الخبرة ما يجعله يقود البلاد بسلاسة وامان في مستقبل الزمان.

لقد اتي هذا الدستور بنظام غير واضح في منظومة الحكم وابرز ما يعاب عليه هو غياب التعادلية في السلطة التنفيذية وقبوله للتأويل والتأويل المضاد، ولكن الركائز العامة الأساسية فيه تقول انه نظام برلماني، بحكم ان الحكومة تنبثق من القوى المشكلة للبرلمان، وينفي عنه الصبغة الرئاسية باعتبار ان الرئيس لا يشكل الحكومة.

وعلى هذا الأساس فان العناية بتشكيل هذا البرلمان سينعكس على المنظومة التنموية باعتبار ان الحكومة مكلفة بالعمل التنموي من خلال امتلاكها الصلاحيات الترتيبية، وقد تحدثنا عن هذه المعاني في مقال سابق باعتبار اننا ننظر إلى البرلمان كصناعة.

اننا ننظر إلى الفعل النيابي أنه تكليف وليس تشريف، وعليه ان يتأسس ويتكون لصالح تماسك الحكم وفعاليته وليس لصالح الفيئات السياسية او الشخصية داخل الأحزاب والجمعيات إلخ...

من يصل للبرلمان أو الحكومة يكسب الشهرة والسلطة والخبرة ويتحول إلى مشروع قيادي، وقد اثبت التاريخ في وطننا ان الشخصيات التي تتموقع في السلطة عادة ما تلتصق بها ولا تخرج الا بالطرد أو بملك الموت، مما جعل نفس الوجوه تتكر وتفرض نفسها وتتبادل المراكز القيادية في دائرة مغلقة، وتفرض نفسها من خلال هذه المنظومة البالية في كل انتخابات برلمانية ومجالس محلية وتكوين الحكومات رغم افلاسها السياسي واخفاقها في قيادة البلاد، وبالتالي لا تُحلُّ الأزمات التي تحدث باعتبار ان العودة لشرعية جديدة عبر انتخابات جديدة او سابقة لأوانها لا تغير الوجوه وتنتج نفس النواب ونفس الوزراء، فالمواطن هنا خارج اللعبة وتصبح الإنتخابات تشريعا قانونيا للدكتاتورية وفساد شرعي مقنع، بحكم سيطرة هؤولاء القادة على الأحزاب والمنظمات فاصبحوا فوق الدولة وفوق القانون والمؤسسات.

فلا يمكن ان نطالب بتداول سلمي على قيادة الدولة ما لم يكن هناك تداول سلمي على قيادات الهياكل السياسية الحزبية والمنظماتية لمكونات المجتمع، ولا يكون هذا إلا عندما تكون حظوظ المرشحين داخل القائمات سواء كان ترتيبة الأول او في ذيل القائمة، والمتذيل للقائمة وله امكانية الفوز والوصول جنبا إلى جنب مع متصدر القائمة، بل قد يفوز المتذيل بالمقعد ويفقده المتصدر للقائمة، هذا هو العدل والأمل للجميع، فالتصنيم والشخصنة وامثولة المنقذ الوحيد والفاعل تُصنع في هذه الهياكل السياسية بفرض هذه الإحتكارية الترتيبية في منظومة القوائم قبل ان تُصنع في هياكل الدولة.

تحرص منظومة الحوكمة التشاركية بقاعدة بياناتها المفتوحة على حسن صياغة آليات فعالة وعادلة ومتكافئة لكل مواطن يدخل هذا السباق السياسي لدفة الحكم، وتجعله مكلفا وليس مشرفا، وتُبقى على اللجام بيد المواطن الذي يكون فاعلا بتموقعه في منظومة الرقابة الدائمة بما يمكنه من السيطرة على النائب فلا ينقلب على تعهداته.

فالقانون الإنتخابي الذي يعكفون على صياغته سيؤثر بكل تأكيد على مستقبل تونس وعلى استقرارها سواء ببناء ديمقراطية او بعودة الظلم والإستبداد والديماغوجيا، في ألفية تشهد اضمحلال المفهوم الحزبي التقليدي لصالح المواطنة والمعلوماتية، فالثورة التي تصبغ الإنسانية اليوم هي الثورة المعلوماتية بعد ان مرت الإنسانية بثورات مختلفة من الفلاحة إلى الصناعة.

الطريقة التي ستعتمد في تشكيل المجلس النيابي والحكومة ستنعكس آليا على استقرار الدولة امنيا وعلى فاعلية الحكومة والبناء التنموي، واذ نرى ان هناك دعوات تتشبث باعتماد القائمة وأخرى تدعو إلى اعتماد الإنتخابات على الأفراد، فاغلب هذه الرؤى بعيدة عن الموضوعية اذ تحتكم لمصالح ذاتية ضيقة وحسابات لوبية سياسية، انها لا تراعي فلسفة ولا علمية ولا مصلحة تونس، إذ ان همها منحصر في تهيئة اكبر قدر ممكن من فرص الفوز والسيطرة اكثر تحت لواء احد المسارات الذي يرونه يخدم مصالحهم ويعطيهم اصواتا اكثر.

ونحن في مجموعة الحوكمة نظرتنا لا تنبع من الذاتي والعاطفي، انما تنبع من دراسة وتقييم وتفاعل ومتماشي مع المستحدث الإنساني الذي يصبغ العالم في هذه القرية او البيت الصغير العالمي، ونحرص على ارساء مبدا التعادلية الكونية الذي تقوم عليه الفطرة الإنسانية والخلقية لتضمن الإستقرار والإستمرار تحت لواء تكافئ الفرص للجميع وتكريس سيادة حقيقية للشعب، ولا يتحقق هذا إلا بامتلاك المواطن للمعلومة الصحية والعبور السهل لها في كل وقت وحيث ما كان، ليقوم المواطن بفعل التقييم العلمي العقلاني الصحيح وليس التكهن والتنجيم، ويتوه ما بين الحقيقة والكذب، والحق والباطل، وتعصف الإشاعة به ويصبح المواطن في ظل هذا التواهان اهل للشحن والدمغجة واثارة النعرة بما يهدد السلم الإجتماعي ويهد البناء التنموي العام.

اننا لا نعطي تايدنا لأي طريقة من الطرق سواء القائمة او الأنتخاب للأفراد حتى ندرس ميزات كل الطريقتين ومنه نبحث على المسلك السليم والمتماشي مع المحداثات في ميدان الثقافة والتقنية والمعرفة الإنسانية والتوجهات العالمية العامة، ومنه ينبع تأيدنا سواء باعتماد القائمة أو اعتماد الأشخاص او الجمع بينهما، مع تقديم طرق تنفيذية واضحة نقدمها من خلال بحثنا ودراساتنا لكل هذه الأشكال من الإنتخاب والإقتراع وتوزيع المقاعد وتشكيل الحكومات وهذا نبينه في ورقاتنا القادمة تباعا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الحوكمة، الدستور، الإنتخابات، القيم الإنتخابية، الحوكمة المفتوحة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-02-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - صالح المازقي، محمد اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، سلوى المغربي، محمد العيادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي عبد العال، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، ماهر عدنان قنديل، يزيد بن الحسين، محمد الطرابلسي، مجدى داود، أبو سمية، رافد العزاوي، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، محمد أحمد عزوز، أ.د. مصطفى رجب، د- جابر قميحة، خالد الجاف ، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، د- محمد رحال، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - الضاوي خوالدية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد محمد سليمان، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، د- هاني ابوالفتوح، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله الفقير، أحمد الحباسي، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، العادل السمعلي، محمود سلطان، رافع القارصي، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، علي الكاش، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، حسن الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، صفاء العربي، إياد محمود حسين ، أحمد بوادي، د - عادل رضا، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، عمار غيلوفي، سليمان أحمد أبو ستة، كريم فارق، أنس الشابي، طلال قسومي، وائل بنجدو، د - المنجي الكعبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد يحي، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، نادية سعد، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، فهمي شراب، سلام الشماع، عراق المطيري، د. عادل محمد عايش الأسطل، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، تونسي، سيد السباعي، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد ملحم، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، سامح لطف الله، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء