البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

بين الحكم والإصلاح

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6969


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد الثورة دخلنا مباشرة منطقة التنافس على الرئاسة والحكم، لأنها كانت محظورة ومقصورة على شخص دون آخر وجهة دون آخرى أو تكاد وعائلة سياسية دون أخرى على التحقيق.

والحكم والإصلاح كل منهما وجهة. وليست وجهة كل رجل سياسي الإصلاح ولكن كل مصلح قد تكون وجهته الحكم فإذا أخذه أخفق في إصلاحه إن لم تكن له عصبية للحكم أو تخفى وراء حاكم سديد. والحاكم رهين بعصبيته أكثر من صاحب أفكاره ونصحه.

وقد رأينا من أول الثورة كيف استبد بقايا النظام السابق بكراسيهم بكل الأعذار والمبررات والفتاوى القانونية والدستورية، وأحياناً الظروف القاهرة ودعوى رغبة الجماهير والرأي العام والخارج والداخل، وكيف تخلى غيرهم من أمثالهم لحين إفشال ريح الثورة وذهاب رهبة القائمين بها عليهم فيكون لهم الظهور مجدداً في انتخابات ونحوها وثوبهم كالمنقى بماء الثلج والبرَد.

فكم من إصلاحات كانت قائمة في لوائح مؤتمرات الأحزاب والمنظمات قبل الإستقلال وبقيت على الورق لأن ظروف الحكم والضغوطات الخارجية حرّفت كل مسار وأجهضت كل إصلاح جذري، ولم تكن السياسات غير أوهام وبرامج انتخابية ونفْخ في جبة الحاكم بأسْفَه المدائح والأذكار.

وإذا الأمن والاستقرار يمكن أن يعمّر تحت الحاكم الجائر كما يعمر تحت الحاكم العادل، لأن الجامع بينهما هو الأمن والاستقرار، وفاتهم أن الأمن والاستقرار يكون بالمطرقة والسندان على الرقاب، للعجب. فأخذنا ثلث قرن تقريباً تحت حكم نوعي ديكتاتوري ولا يكاد ينبس أحد ببت شفة إلا في السجون والمعتقلات إذا وجد للنبس شفة، وربع قرن بعده تحت حكم نوعي ديكاتوري من طينة أخرى ظاهره العلماء الأفذاذ في الاجتماع والقانون والحريات وباطنه زبانية التعذيب والملاحقات والتضليل والإعتام على الرشوة والغش والفساد.

حتى إذا قامت الثورة ظن الناس أن زمن المعاناة انقضى وأن الأتعاب والمتاعب من الانفلاتات والمجاذبات ستكون لبعض الوقت، لكن الأيام كذبت الظن وإذا الأمور لا تستقيم تماماً لمبادئ الثورة ولا لأصحابها. ودخلنا منطقة الصراع من أجل السلطة بكل الوسائل وكأن لا انتخابات فارقة خضناها ولا شرعية قائمة ساندناها ولا ورع لانتهاك أعراض أو افتعال أحداث ونمنمات انخرطنا فيه.

فرأينا بعد ثلاث حكومات - منها هذه - للنهضة وحلفائها والرباعي وطاقمه من الأحزاب والشخصيات كيف أن كل عدوان على الشرعية وعلى القانون وعلى المواضعات مسموح بتجاوزه والقفز عليه من أجل أن يقال إننا نتقدم ولا نتأخر في تحقيق أهداف الثورة.

فهل يكون الجميع قد غفل عن كل إصلاح جذري في سبيل حفنة من سلطة ناجزة ولو لأسابيع أو بالمناقصة ولسان حاله الثورة تكون أو لا تكون.

وهل تأخذ تونس سيرتها كما في الأنظمة السابقة في أول إمساكها بالسلطة لتتحول عبر الأيام الى حكم عضوض وديمقراطة وحرية وحقوق إنسان وانتخابات في الجوْق؟

ذلك ما ستسفر عنه أو تكذبه حكومة السيد المهدي جمعة التي أرادتها أحزاب التأسيسي ورباعي المنظمات ومباركات من هنا وهناك على خلفيات قروض وزيارات ورشًى معنوية وابتزازات وصيد موفور لأصحاب المصالح والاعتبارات، إذا لم تحزم أمرها لتكون عند الانتظارات.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، حكومات مابعد الثورة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-02-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، خالد الجاف ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، محمود فاروق سيد شعبان، سامر أبو رمان ، طارق خفاجي، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، رافد العزاوي، المولدي اليوسفي، د. عبد الآله المالكي، محمد اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد عمر غرس الله، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، الناصر الرقيق، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، محمد شمام ، د- محمد رحال، عبد الله الفقير، إسراء أبو رمان، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، د.محمد فتحي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، سامح لطف الله، محمد العيادي، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، بيلسان قيصر، صلاح المختار، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، سلام الشماع، تونسي، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، رمضان حينوني، سيد السباعي، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، د- محمود علي عريقات، د - عادل رضا، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، د. أحمد بشير، كريم السليتي، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، محمد علي العقربي، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، علي عبد العال، عبد الله زيدان، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، رشيد السيد أحمد، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، أحمد الحباسي، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الرزاق قيراط ، مراد قميزة، موسى عزوق، عبد العزيز كحيل، محمد يحي، علي الكاش، نادية سعد، فتحي العابد، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، مجدى داود، ياسين أحمد، حاتم الصولي، د. خالد الطراولي ، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، أنس الشابي، عزيز العرباوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء