البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الترويكا ،، الرّجل المريض

كاتب المقال منجي باكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5549


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


"الرّجل المريض" عبارة نسوقها إسقاطا لا قياسا ، عبارة سجّلتها صفحات التاريخ بخصوص وضع الدولة العثمانية وقت عجزها و أفول نجمها و ما حام حولها من تهافت الدّول الغربيّة بُغية الإجهاز عليها و تفتيتها و تقاسمها تشفّيا و غُنْما بعد أن كانت دولة لا تغيب عن أرضها الشّمس ،،،

الترويكا أصبحت الآن أكثر من أيّ وقت مضى في وضع لا تُحسد عليه ، الترويكا وجدت نفسها في زاوية حشرها فيها مكوّنات الصفّ الذي عارضها من أوّل يوم لها و الأجندات الخارجيّة التي لم يسعدها أغلبيّة الإسلاميين فيها و كذلك الظروف و الملابسات التي تكاثرت زمن حكمها من كلّ صوْب و جانب ،

الترويكا و بزعامة النّهضة التي كانت في بعض الأحيان انفراديّة القرار أدمنت منذ مدّة على – التنازلات – التي اشتهرت بها فألّبت عليها طرفا كبيرا من الرأي العامّ فضلا عن بعض أنصارها و محبّيها ، النّهضة و بقيادة شيخها و مؤّسّسها اعتمدت استراتيجيّة كانت إلى حدّ ما ناجحة بحساب المصالح السياسيّة و بذريعة اتّقاء السيناريو الذي حدث في مصر الشّقيقة ، لكنّها ربّما لم تضع في حساباتها و لم تضع كشفا استشرافيّا للآثار التي ستترتّب عن مسلسل التنازلات هذه ، أيضا ربّما لم تقدّر تمام التقدير ما أصبح عليه غرماؤها من دهاء و خبث سياسي مسنود داخليّا بأزلام النّظام القديم و أُطر و سدنة و مموّلي الدّولة العميقة الذين أفلت جلّهم من تطبيق أحكام الثورة عليهم فتحوّلوا إلى كائنات تستأسد بكلّ صفاقة و بجاحة و قلّة حياء بعد أن كانوا أشبه بالقطط المذعورة تبحث عن ملاجيء و فتاوي تبيّض ما ضيهم الأسود..غرماءٌ كذلك مسنودون بحضور خارجيّ و مافيوزي انتهز فرصة الإنفلات و الغوغائيّة ليملأ البلاد تهريبا و سلاحا و مخابراتا و كذلك استثمارا في مصائب البلاد و العباد ليكوّن مركزيّة عمل و قاعات عمليّات تتحكّم في الأحداث و المجريات و تختطف كلّ مسارَ بناءٍ إصلاحي أو توافقي لأنّه حتما سينتهي بهدنة تقطع على هذا الحضورو مرجعيّاته أسباب تغلغله و تجذب البساط من تحت رجليه فتنزع القرار من بين يديه ،،،

دخل هؤلاء الغرماء بأصفار إنتخابيّة و افتقار للسّند الشعبي أثبتته خيباتهم في استقطاب العمق الشعبي في كلّ كرنافالاتهم التي دعوا إليها و إفلاس في كيفيّة التعاطي مع مستجدّات الأحداث و كذلك كثيرا من الرّفض الشعبي لِما أسقطوا فيه البلاد من – تبريك –و غلق المؤسّسات و تعطيل الإنتاج و المصالح و التعليم ، و أصبح لا رصيد لهم إلاّ بروباجندا إعلاميّة موالية و لصيقة لهم تحرّكها – ماكينة – امتهنت التخويف و التهوين و الإشاعة و البلبلة و توتير الأوضاع ..

و برغم كلّ هذا فإنّ هؤلاء الغرماء السياسيين استطاعوا أن يجتازوا إلى مقارعة الحكومة الشرعيّة و أن ينكّلوا بها على أعين الملإ و أن يستهينوا برموزها في تحدّ واضح و جليّ للإرادة الشعبيّة و نقمة لا يخفونها على ثالوث الترويكا حسدا من عند أنفسهم و رغبة جامحة في الحلول مكانهم حكما و تحكّما بعد أن لفظهم الصندوق و بعد أن سفّهتهم ديموقراطيّتهم التي كان يتغنّون بها .
إذًا كان ما كان و وصل هؤلاء –المعارضين- الغرماء بعد حلقات من المزايدات و التنازلات من احتلال طاولة الحوار/ الحمار - طاولة نعتوها بالوطنيّة برغم غياب كثير ممّن يمثّلون شرائح من هذا الشعب – حوار انطلق في تعثّرات و معاندات لا تقيم للوطن قيمة ولا للمواطنين قدْرا ليجعلوا من أنفسهم ندّا ثمّ قوّة ضاربة تفرض إرادتها و تملي رغباتها أمام ثالوث الشرعيّة الإنتخابيّة الذي بدا منهكا سليب المبادرة و خاليا من أحقّيته في حكم و إدارة البلاد ...

تبقى الترويكا هي الرّجل المريض الذي يُعمل فيه أدعياء المعارضة أنصالهم بسبب التهاون الواضح الذي سارت عليه الحكومة وتجاوزها للإرادة الشعبيّة و إقبارها لقانون التحصين و المحاسبة و تغييلها لأرشيفات الفساد و باقي مقدّرات و مستحقّات ثورة الشعب ،، و ما سيكتبه التاريخ و يسجّله من مقايضات و تلاعبات بمصير الثورة سيفصح عنه قادم الأيّام و لن يعفى عنه الزّمن ..!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، النهضة، الترويكا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، مجدى داود، عزيز العرباوي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، ماهر عدنان قنديل، عمار غيلوفي، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أنس الشابي، حاتم الصولي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، صفاء العراقي، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، محمد يحي، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، رحاب اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، سلام الشماع، خالد الجاف ، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، وائل بنجدو، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، العادل السمعلي، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. طارق عبد الحليم، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، نادية سعد، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، سيد السباعي، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي، رضا الدبّابي، فوزي مسعود ، محمد العيادي، حسن عثمان، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رمضان حينوني، د - عادل رضا، أبو سمية، علي الكاش، سامح لطف الله، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، أشرف إبراهيم حجاج، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، كريم فارق، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، منجي باكير، طلال قسومي، صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، د - الضاوي خوالدية، صالح النعامي ، تونسي، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، سامر أبو رمان ، أحمد الحباسي، د- جابر قميحة، محمد الطرابلسي، عمر غازي، فهمي شراب، علي عبد العال، د. أحمد بشير، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، يزيد بن الحسين، مصطفي زهران، عبد الله زيدان، د. عادل محمد عايش الأسطل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء