البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7307


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في الوقت الذي تسعى فيه مختلف دول العالم إلى تحقيق برامجها في الصحة و التعليم و التكنولوجيا و تطوير البنى التحتية و تتناقش نخبها في أفضل السبل للإصلاح وتحقيق القوة و الرخاء و الرفاه للمواطن و تحصين الاقتصاد و المجتمعات. نجد في تونس أن ثقافة التفاهة و الميوعة والانحلال بصدد التمدد حتى أنها إكتسحت عالم السياسة و صارت مثار النقاشات في الاعلام و المجالس و المنتديات و اللقاءات.

لقد تم إختطاف الرأي العام التونسي بعيدا عن أهدافه الحقيقية والتحديات التي تجب أن يواجهها. شغلوه بفتاة تبيع الهوى في آخر الليل و وزير صرف ألفي دينار في نزل في نزل و نائبة لا تتقن لغة المستعمر، شغلوه برقصة الفوضويين في الغرب و بجمعيات الصدور العارية و المثلية.
و الغريب في الأمر أن في كل هذه المواضيع التافهة التي من المفترض أن لا يهتم بها حتى المراهقين، أن تجد انقساما حاد في المجتمع بين التونسيين بين مشجع و مُدين.

يقول ابن خلدون "إن المغلوب مولع بتقليد الغالب"، لكن الملاحظ أن بعض التونسيين لم يقلدوا الغرب إلا في الشذوذ و التفاهات و الفوضى، أما في مسائل العلم و العمل و احترام الآخر و احترام الوقت فإنهم يرفضون تقليدهم. الغريب أنهم يجدون في كل مرة مبررات لذلك التقليد الأعمى الذي ينم عن جهل و تفاهة و استسلام للعجز و الكسل و غياب تام للابداع و التجديد.

العالم المتحضر جعل من الفن متسعا للترفيه بعد عناء طول و جد العمل أما نحن فجعلناه هو لب الموضوع و تركنا العمل. و ياليته كان فنا، بل لا يقع مثقفونا إلى على المبتذل منه، في السينما لم يختاروا سوى المبتذل، من المسرح لم يختاروا سوى المبتذل، من النحت و الرسم لم يختاروا سوى المبتذل، من الشعر و الرواية و النثر لم يختاروا سوى المبتذل، من الرقص لم يختاروا سوى المبتذل وحتى من الإعلام لم يختاروا سوى المبتذل. فهل قدرنا مع هؤلاء "الفنانين" سوى الابتذال، إلا ما رحم ربي.

تونس لم تعد تونس أبو القاسم الشابي و الزيتونة و الثورة، تونس صارت يوما للتقبيل العلني، و بيع البقدونس و الهارلم شايك أو هكذا يصورها الاعلام في الشرق و الغرب. تونس أصبحت مثار السخرية و التندر و في كل يوم مصيبة جديدة و قطعة من سمعة وطننا يسقط وجزء من احترام الآخرين لها و لشعبها ينقص.

أتساءل إلى أين يأخذنا تيار الغباء الذي يقوده التافهون من الاعلاميين المتصابين وبعض مرتزقة السياسة. إلى متى يتم إختطاف مواضيع الرأي العام من قبل هواة "تشليك" المجتمع و تمييعه.



التافهون مجرد نسخ من آخرين يقلدون دون علم بالنوايا و الخلفيات، فقط مجرد أشباه، لا شخصية و لا هوية و لا أصل لهم، بيادق تتقاذفها أيادي المبرمجين، فقط مجرد توابع بدون عقل و لا علم ولا حكمة و لا تبصر، موجة تأخذهم و أخرى تعيدهم وهم دون أهداف و لا مراجع.



نحن في تونس و إن كان بيننا كثير من هؤلاء فإننا على يقين أنهم لن يقدموا شيئا للوطن، و أنه على الراشدين أصحاب العقول و أصحاب العلم أن يفتكوا الرأي العام من هؤلاء و توجيهه نحو القضايا المصيرة. و إذا كنا مقتنعين بأننا في أزمة فبالعلم و العمل فقط يمكن أن نخرج منها لا بالتفاهة والتهكم.

التونسيون لن يأكلوا الحرية و لن يشربوا القيم الكونية وسياراتنا لا تعمل بحقوق الإنسان و الأمراض لا تشفى بإستقلالية الصحافة البنية التحتية لا يبنيها الدستور و الإزدهار الإقتصادي لا يصنعه الفن المبتذل. علينا أن نعي ذلك جيدا ، وأن نفرق بين العالم المادي و بين مسائل الحقوق و الحريات و الفن. و بأن لا يطغى موضوع ما على على الآخر، فيصبح هو اهتمام الإعلام و الساسة الدولة و نترك الأهم. علينا أن نتعلم كيف نوجه الرأي العام نحو العمل و الجد و حب العلم و التطور و التجديد عوض أن يتم إلهاؤه طوال الوقت بالتفاهات التي لا تقدم و تؤخر.

------------------
كريم السليتي: كاتب و محلل سياسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليساريون، وسائل الغعلام، الغزو الفكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-03-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، محمد اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، المولدي الفرجاني، منجي باكير، د- محمد رحال، محمد العيادي، حاتم الصولي، علي عبد العال، جاسم الرصيف، سفيان عبد الكافي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، ياسين أحمد، صلاح الحريري، د. أحمد محمد سليمان، عزيز العرباوي، الناصر الرقيق، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، كريم فارق، علي الكاش، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله زيدان، مجدى داود، د. أحمد بشير، عواطف منصور، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، د - الضاوي خوالدية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب، محمد يحي، أنس الشابي، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، عمر غازي، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بوادي، أحمد ملحم، محمود فاروق سيد شعبان، رمضان حينوني، د- جابر قميحة، خالد الجاف ، أشرف إبراهيم حجاج، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، حسن عثمان، سلام الشماع، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، فتحي العابد، محمد شمام ، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، عمار غيلوفي، تونسي، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، محمد الياسين، صلاح المختار، محمد الطرابلسي، مراد قميزة، محمود سلطان، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، أبو سمية، أحمد النعيمي، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، صفاء العربي، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، صباح الموسوي ، طلال قسومي، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء