البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

شروط نجاح الثورة : ما رأيناه و ما لم نره

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7707


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لنجاح أي من الثورات لابد من توفر عامل أساسي و مهم و هو تغيير العقليات السائدة ما قبل الثورة فالإطاحة بالأنظمة السياسية تبين أنه أسهل بكثير من تغيير فكرة واحدة في عقل مواطن واحد تكلست و تحجرت منذ عشرات السنين فكما يقول النبي صلى الله عليه و سلم في حديث رواه البيهقي بسند ضعيف مخاطبا صحابته رضوان الله عليهم جميعا حين عادوا من الجهاد " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " و هذا الحديث رغم ضعف سنده إلا أنه ينطبق تماما على الحالة التي نعيشها هاته الأيام بعد الثورة.

فجهادنا للديكتاتورية ليس إلا الجهاد الأصغر حيث لم نحتج إلا لثماني و عشرين يوما للإطاحة بالنظام الفاسد في حين أننا عجزنا إلى حد اليوم بعد أكثر من سنة و نصف من نعيم الثورة أن نغير و لو سلوكا واحدا من سلوكياتنا المشينة في حق الوطن فاللأسف الشديد بدأت عوراتنا تنكشف تباعا بعد سقوط النظام حيث إكتشفنا أن النظام البائد و زمرته قد أفسدوا كل شيء في تونس حتى الأخلاق و المعاملات و السلوك الفردي و الجماعي قد أفسدوها بل عملوا جاهدين على إفسادها حتى غدا الحق باطلا و الباطل حقا في زمن قل فيه من يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و كثر فيه الداعون للإفساد.

فكم كانت سنوات الديكتاتورية حاجبة للمعادن الحقيقية للكثير من التونسيين فكثيرون هم الذين إعتبرناهم لسنيين طوال رموزا نضالية تواجه الظلم والإستبداد و تتحدث بإسمنا طلبا للحرية تبين لنا بعد الثورة أنهم أقبح من ذاك البائس الذي كانوا يحاربونه فبعد رحيله و حين لم يخترهم الشعب وجهوا فوهات بنادقهم نحو صدور الغلابى و المساكين فراحوا مرة يحرضون على الإعتصام و تعطيل المصالح الإقتصادية للدولة و ربما التورط في أكثر من ذلك بكثير و في مرة أخرى العمل على إعطاء صورة غير حقيقية لتونس في الخارج من خلال تصويرها في صورة البلاد التي تشهد حربا أهلية إنه حقا شعور يدمي القلب حين ترى نخبة بلادك لا تعبر عما في ضميرك بل تعاديه تماما فتكاد تصيبك بجلطة في أحد شرايين الوطنية التي بقيت لديك.

أعود فأقول أن المطلوب منا في هذا الوقت العمل ثم العمل ثم العمل على جميع الواجهات سواء كانت مادية أو معنوية فكل تونسي مطالب بأن يقدم كل ما لديه لوطنه حتى ننهض به و خاصة أن نعمل جاهدين على تغيير في العقول و الإستثمار في الفكر لأنه دون ذلك لن نستطيع أن نتقدم و لو قيد أنملة فألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها منهزمة و ثلاثة أرباعها قد دمر لم تحتج لكثير من الوقت لتعود من جديد لواجهة الأحداث حيث أنها تعتبر اليوم من أكبر القوى الإقتصادية في العالم و ذلك يعود أساسا لعقلية تحكم الفكر الألماني الذي يقدس بلاده و يسعى جاهدا للرقي بها كما أن ماليزيا كانت من أفقر البلدان لكن مع مهاتير محمد تغير شكلها تماما حيث سعى الرجل لتغيير الفكر الماليزي الذي كان شأنه شأن جميع الأسيويين لا يحسن إلا العيش على الأرز فجاء هو و قال لما لا نغير مسارنا قليلا و نتوجه لصناعة سيارة و ربما طائرة و فيما بعد باخرة كان حلم وطن شارك فيه الجميع من العامل إلى الرئيس المدير العام و كل أحس بمسؤوليته في إنجاح الحلم و في حال الفشل فإن من لم يحرص على عمله فهو الذي أفشله و لو كان أصغر عامل في الدولة و لنلقي نظرة على ماليزيا اليوم.

لكن في تونس الأمر معكوس تماما فعوض أن نحافظ على مؤسساتنا و نجتنب تخريبها و هي التي تعاني خرابا أزليا راحت قلة منا تفسد هنا و تخرب هناك و لكم هذا المثال فالمستشفى الجهوي بالكاف تم الإعتداء عليه و العبث بتجهيزاته مرتين في أقل من أسبوعبن من قبل مجموعة من المواطنين الذي يشتكون دائما من غياب التنمية و مهما كان الدافع لفعل ذلك لا أملك إلا أن أقول لهم و لأمثالهم " تبا لكم أيها الحمقى " أما قلة أخرى فقد راحت تتدافع لتطالب بنصيبها من الثورة قبل أن تنضج و هي التي لم تشارك فيها يوما ما لا من قريب و لا من بعيد بل و المضحك المبكي في ذلك أن الثورة في بلدي أنصفت الجميع إلا أبناءها فرأينا ذاك الواشي قد منح ترسيما لم يكن يحلم به حتى في ظل حكم سيده و رأينا ذاك السارق لأموال الشعب يمنح زيادة في مرتبه و هو الذي ملأ جيوبه من أموالنا و رأينا ذاك المسؤول المرتشي يمنح ترقية و هو الذي رائحة عفنه تزكم الأنوف و رأينا تلك الموظفة الجميلة التي تحرص أشد الحرص على الغياب عن عملها منذ سنين تتمتع بشهادة تقدير نتيجة تفانيها في العمل و رأينا... و رأينا... و رأينا عجبا عجاب لاكن ما لم نراه ما ناحت به حناجر الثوار التشغيل و المحاسبة و القصاص.

ربما حجم الظلم الذي عاناه الشعب التونسي جعل الجميع على عجل من أمره بحثا عن الإنصاف لكن الخطوات البطيئة التي يسير بها أصحاب القرار تجعل منا قلقين على مصير ثورتنا فنحن لا نريد المساومة على مطالبنا و لا نبحث عن أنصاف الحلول بل نريد حلولا جذرية لكل المصائب التي خلفها النظام البائد و بأسرع وقت ممكن و هذا لن يكون مسؤولية السلطة لوحدها بل مسؤولية كل غيور على وطنه و كل حامل هم في هذه البلاد فالحفاظ على تونس هي مسؤولية الجميع و الحفاظ على الثورة فرض عين على كل تونسي و تونسية و رغم مشاعر الإحباط التي تنتابني بين الفينة و الأخرى إلا أني أبقى متفائلا كعادتي خصوصا بالمستقبل الذي أراه مشرقا بالنسبة لبلدي خاصة أنه كان الزهرة الأولى التي تفتحت في الربيع العربي و إن كانت هذه ميزته الوحيدة فتكفيني لأفتخر أني تونسي غير مجرى التاريخ و غير أيضا التوازنات الإقليمية و أعاد رسم الخارطة السياسية للعالم ثم أعاد للأمة العربية الإسلامية مكانتها و هيبتها بين أمم العالم قاطبة التي حين أراها تنحي أجلالا لبلدي لا أملك إلا أن أقول كم أنت عظيمة يا تونس.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-07-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، عبد الله الفقير، محمود فاروق سيد شعبان، د- هاني ابوالفتوح، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم السليتي، الهيثم زعفان، ياسين أحمد، ضحى عبد الرحمن، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، صلاح الحريري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مجدى داود، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، د - عادل رضا، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، محمد العيادي، د. أحمد بشير، د. مصطفى يوسف اللداوي، سفيان عبد الكافي، أنس الشابي، د. أحمد محمد سليمان، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح المختار، رافد العزاوي، أحمد بوادي، علي عبد العال، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، أحمد ملحم، منجي باكير، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، سامر أبو رمان ، محمد يحي، العادل السمعلي، محمد الياسين، صفاء العراقي، الهادي المثلوثي، نادية سعد، عبد الله زيدان، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، سامح لطف الله، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، فهمي شراب، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، تونسي، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، صالح النعامي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، فتحي العابد، أحمد الحباسي، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد النعيمي، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، مراد قميزة، رشيد السيد أحمد، رضا الدبّابي، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عواطف منصور، طلال قسومي، د. صلاح عودة الله ، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء