البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

حتى يكون إتحاد الشغل: القويّ الأمين !

كاتب المقال  منجي باكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7645


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


طيلة الفترة الاستعمارية كان للمنظّمة الشغّيلة الدور الرّيادي في مسار الحركة الوطنيّة و من بعدها في المحافظة على مكسب الاستقلال و المساهمة في مسيرة البناء و التعمير و قد تمادى هذا الدّور مع قادة الإتحاد العام التونسي للشغل المؤسّسين و من صلُح من سلفهم فكانت المنظّمة على الطريق الصّحيح ، متوافقة مع تطلّعات الشعب ومواكبة للمعايير العالميّة فكان لها وزنا حقيقيّا في المعادلات السياسيّة و الإجتماعيّة فكانت لها الفاعليّة المطلوبة و الهيبة اللاّزمة أمام الحكومات السّابقة و نعني بهذا الفترات الذهبيّة للإتحاد و التي انتهت مع المرحوم الحبيب عاشور .

بعد هذا دخلت هذه المنظّمة في جدليّة تقارب و تباعد مع الحكومات تميّزت في كثير من الأحايين بتصعيدات وصلت إلى مراحل الخطر و تهديد السّلم الإجتماعي.

وأحيانا أخرى انضوت المنظّمة في صورة قياداتها تحت جبّة الحكومات و انتهى الأمر مع عهد المخلوع بأن صار الإتحاد أقرب إلى هيكل توفيقي و توافقي سواء على مستوى النشاط المركزي أو على مستوى نشاط هياكله و وقع في مطبّ المهادنات الرخيصة و احتراف الدعاية مجانية و المناشدة العمياء لتجديد البيعة البنفسجيّة و خدمة أجنداتها فوأد بذلك أهم مبادئه و تنكّر لقواعده .

خلال الثورة كانت المنظمة الشّغيلة حاضرة في الشارع باعتبار أنها هيكل شعبي و لكن هذا الحضور كان على مستوى القواعد بعيدا كل البعد عن التأطير القيادي التدخّل المباشر في اندلاع ولا في مسار الثورة التونسية .

بعد الثورة تراوحت مواقف الإتحاد مع اختلاف في رؤى قادته المباشرين و حصل أن ارتعشت إبرة بوصلته في بعض المواطن و عند بعض هياكله نتيجة التجاذبات السياسية و الإستقطابات الحزبية و البحث عن مركزالقوّة حتّى وصلت أحيانا إلى سياسة ليّ الذراع مع الحكومة لتنفّذها غلطا بعض الهياكل الجهويّة و المحلّية أو الأشخاص إلى قدرِ تعطّلت معه كثيرا من المصالح العامّة وحدثت معه بعض التشويشات التي استغلّها آخرون بتطويرها ومحاولة توظيفها لمصالح مرجعياتهم الحزبية أو استكمالا لمهمّات خالصة الثّمن ....

أخيرا اهتدى الإتحاد إلى ما يجب عليه القيام به بتشخيص أفضل و طرق أحسن، متملّصا من الولاء لأيّ جهة و مراعيا للمرحلة الرّاهنة و مؤسّسا للغة حوارية بعيدة عن الإستعلاء و شخصنة الخطاب .. وهو بذلك يقترب إلى وضعه الطبيعي ويسعى إلى مزيد من التفاف القاعدة الشعبية حوله ، خصوصا إذا واصل نفس التمشّى و اتّخذ لنفسه استراتيجيّة لتطهير نفسه من فلول النّظام السّابق المتلوّنين و المتنكّرين في أثواب التقدّمية و الثوريّة و المزروعين في كثير من المنظّمات و مثلها إتّحاد الشغل ،و أن ينزع عنه الولاءات الحزبيّة الضيّقة مهما كان مصدرها و مهما كان توجّهها ، كذلك يحرص بكلّ حكمة أن يجنّب البلاد الصراعات و الفتن و الجهويّات و العصبيّة و أن يقطع دابر كلّ ما من شأنه أن يثيرها أو ينظّر لها .

وأن ينأى بنفسه عن الرّكون إلى مؤسّسات الدولة و يبقى نظيف الموارد شفّاف المداخيل صريح الخطاب و علمي المنهجيّة مع مراعاة المراحل الدقيقة التي تمرّ بها البلاد مع الإلتزام بمراقبة الحكومة و محاسبتها على قدر المطلوب و المعقول.
ومن واجبه أن يبقى على علاقة طيّبة مع الحكومة و أن يمثّل معها تشاركيّة واضحة الخطوط قوامها المحافظة على استقلالية المنظّمة و حريّة عملها ...

كذلك أن يعمل سويّا مع تشكيلات المجتمع المدني و المنظّمات الوطنيّة و المؤسّسات الحكومية للنّهوض باقتصاد البلاد و السّعي إلى الخروج الحكيم من دائرة إرتباط البلاد بهيمنة الدّول الكبرى و السّياسة المجحفة لصندوق النقد الدولي و من شابهه في طريقة التعاملات المالية و القروض .

هكذا يكون الإتحاد العام التونسي للشغل منظّمة متصالحة مع تاريخها الرّاسخ و ساعية إلى خدمة الوطن لها حضورا مؤثّرا وفاعلا في مراقبة و محاسبة الحكومات ورادعا لكلّ من يفكّر في التعدّى على الوطن أو يمتهن كرامة مواطنيه، و هكذا أيضا يكون الإتّحاد العام قويّا في الحقّ أمينا على تونس العزيزة أمنا ، استقلالا و نموّا و ازدهارا .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، الإتحاد العام التونسي للشغل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، مراد قميزة، جاسم الرصيف، سلام الشماع، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رمضان حينوني، د - محمد بنيعيش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد بوادي، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، رافع القارصي، د - عادل رضا، د- جابر قميحة، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، محمد شمام ، أ.د. مصطفى رجب، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، سعود السبعاني، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، محمود سلطان، إياد محمود حسين ، الهيثم زعفان، حسن عثمان، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح المختار، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، عمر غازي، د- هاني ابوالفتوح، د - الضاوي خوالدية، مجدى داود، أبو سمية، محمد العيادي، محمد يحي، حسني إبراهيم عبد العظيم، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، مصطفي زهران، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، علي الكاش، أحمد الحباسي، رضا الدبّابي، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، كريم السليتي، كريم فارق، عواطف منصور، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الياسين، عراق المطيري، محمود طرشوبي، د - محمد بن موسى الشريف ، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، خالد الجاف ، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، تونسي، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، محمد عمر غرس الله، فهمي شراب، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، سيد السباعي، وائل بنجدو، فوزي مسعود ، طلال قسومي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء