البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الشريعة...من يجيبني؟

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8089


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حقيقة يعجز الإنسان عن فهم بعض المواقف، خاصة إذا ما كان أصحابها يقولون الشيء و يفعلون نقيضه و من ذلك دعوات بعض السلفيين و حزب التحرير و تعبئتهم الشارع في إتجاه الضغط على حركة النهضة لحملها على تضمين الشريعة كمصدر أساسي و وحيد للتشريع في الدستور المرتقب.

غير أن جميع هذه التيارات لم تحدد مفهومها للشريعة التي يجب اعتمادها، و هل أنها و غيرها من ألوان الطيف الإسلامي متفقة حول معنى واحد لها؟

فهل مثلا نعتمد مفهوم الشريعة لدى الصوفية أم لدى جماعة الدعوة و التبليغ أم لدى التيار السلفي و تفرعاته أم لدى حزب التحرير، فكل جماعة من هذه الجماعات لديها مفهوم للشريعة و هي فيما أعلم لا تتفق على مفهوم واحد و لكل منها إجتهاداته الخاصة بطرق تنزيل الشريعة على الواقع المعيش.

ثم بأي حق يأتي هؤلاء و يحتجوا على حركة النهضة و يحاسبوها أليسوا هم من قاطعوا بالأمس الانتخابات، و قالوا بحرمتها بل وصل بهم الامر إلى حد اعتبارها كفرا.

ثم لما يحتجون على شيء لا يعترفون به أصلا فكلا التيارين ( بعض السلفيين و حزب التحرير ) يرون أن هذا الدستور القادم إنما هو دستور علماني مغلف بمسحة إسلامية خفيفة و معدلة على هوى القوى العظمى العالمية " إسلام لايت ".

إنه تناقض صريح بين القول و الفعل فمادام هذا الدستور لا يعنيكم من قريب أو بعيد و لا تعترفون به كما تقولون فلماذا تحتجون ؟

فلو كان من جرم الإنتخابات و من إعتبرها كفرا أكثر إيجابية و نظر بواقعية إلى الأشياء لكان أجدى و أنفع للناس و للوطن ألم يكن بإمكان من يحتج اليوم أن يشارك في الإنتخابات سواء ناخبا أو منتخبا و هكذا سيضمن إيصال وجهة نظره أما أن تكون عازفا عن الفعل و جامدا في مكانك ثم تأتي و تقول لماذا لم يأتني ما أرجوه هنا قد ينطبق عليك المثل الشعبي القائل " يحبها سباقة و جراية و ما تاكلشي شعير " ثم ما العلاقة بين الشريعة الإسلامية و بين أن يتسلق أحدهم ساعة شارع بورقيبة و يضع فوقها قطعة قماش؟ ثم ما علاقة الشريعة بإفساد تظاهرة للأخرين" تظاهرة الشعب يريد مسرح "؟ ثم ما علاقة الشريعة بالهتافات المنادية بقتل اليهود و إبادتهم؟ فهل هذا من الشريعة في شيء و هل بمثل هذه الأفعال و الأقوال يمكن أن ننتصر للإسلام؟

ليتصور مثلا كلا من السلفيين و حزب التحرير الذين يخونون حركة النهضة و يعتبرون أنها تخلت عن الإسلام و باعته بمتاع الدنيا الرخيص ألا هو كرسي الحكم، لتصوروا أنهم الأن في نفس المكان الذي وجدت النهضة نفسها فيه فكيف كانوا سيتصرفون؟ و أي القرارات التي سيتبنون؟ فمن جهة الخارج كله انتظار لما قد يصدر عن الحركة الحاكمة في تونس و ما قد ينجر على ذلك من تأثر لعلاقات البلد الخارجية و من جهة أخرى معارضة داخلية تتربص بكل زلة قد تأتيها النهضة فتكون خير هدية يمكن أن تقدم لهم فينقضون عليها علهم يطيحون بها حتما سيجيبك هؤلاء بإحدى جوابين إما أن يقولوا لك أنت عقيدتك فاسدة لأن توكلك على الله ضعيف و مهزوز و إما أن يقولوا لك الحل في الخلافة كيف ذلك الله أعلم.

إلى الواقفين على الربوة و لا يحترفون إلا فن الإحتجاج و المزايدة عليكم بمراجعة حساباتكم فلستم بأحرص من غيركم على الإسلام فمن كان منكم يريد خيرا لهذه البلاد عليه أن يقدم بضاعته لشعبها دون ضجيج و يترك الحكم له ثم لتعرفوا أنه ليس من يقف متفرجا كمن يسابق الزمن لإصلاح ما فسد.

لم أقصد بهذا الكلام الدفاع عن حركة النهضة فهي ليست بحاجة لأمثالي للدفاع عنها فالكل له تاريخه و ماضيه الذي يكون حجة إما له أو عليه فقط هي بعض التساؤلات التي تجول في خاطري و لم أجد لها أجوبة مقنعة و هي محاولة بسيطة
للفهم في زمن تعدد فيه الأبطال دون بطولة تذكر و كثر فيه المتحدثون و المتكلمون عن الحق دون وجه حق.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، السلفيون، حزب التحرير، اعتماد الشريعة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، محمد يحي، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، مجدى داود، طلال قسومي، تونسي، سلوى المغربي، عمر غازي، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، جاسم الرصيف، أحمد بوادي، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، سيد السباعي، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، د- محمود علي عريقات، د- هاني ابوالفتوح، حسن الطرابلسي، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، محمود سلطان، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، خالد الجاف ، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، صباح الموسوي ، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، عمار غيلوفي، د. صلاح عودة الله ، عبد الغني مزوز، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد ملحم، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، علي الكاش، أبو سمية، وائل بنجدو، العادل السمعلي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، سلام الشماع، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، د. أحمد بشير، عبد الله زيدان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، كريم السليتي، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، أحمد الحباسي، د. عبد الآله المالكي، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، رافع القارصي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد عمر غرس الله، عواطف منصور، رمضان حينوني، رافد العزاوي، د - عادل رضا، فتحـي قاره بيبـان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء