البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

هل تعيين الصيد كمستشار أمني ضرورة لابد منها؟ و هل هو قرار حكيم أم خطأ فادح؟

كاتب المقال كريم فارق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8658


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من المعروف أن الثورات الشعبية الناجحة التي أسقطت الأنظمة بانهيار أجهزتها المحورية كالدفاع و الداخلية، يتخللها للأسف كثير من الانتقام و الدماء المهدورة، و يعاد فيها بناء جميع أجهزة النظام البائد . لكن ثورتنا هي ثورة منقوصة لأنها أسقطت الدكتاتور و لم تسقط النظام و مازالت أجهزته و أزلامه موجودين في المواقع النافذة . فالواقع الموجود إذن يفرض علينا شئنا أو لم نشأ إصلاحا مدروسا لا تصفيات جذرية آنية تدخل البلاد في ما لا يحمد عقباه . فالتركة ثقيلة و دقيقة و خطيرة و تستلزم دراسة ضافية و معمقة و متأنية لكل جوانب المسألة و وضع استراتيجيات و سيناريوات و دراسة لعواقب كل خطة. و بعد ذلك نضع الموازين و المعايير التي نختار من خلالها الإستراتيجية . ومن هنا أعتقد أن في الحياة كلها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية المعيار الذي نقيس به ليس إما أسود أو أبيض فهذا المعيار هو بمثابة القطع مع الطرف الآخر و الدخول في المواجهة ثم الفشل . لذلك وجب علينا معالجة ملف الداخلية الشائك جدا والخطير جدا بكل حكمة و رصانة و لابد أن يكون المعيار و المقياس هو المصلحة العليا للبلاد. فإذا كان التطهير العاجل للداخلية سيدخل البلاد في نفق العنف عاقبته الفوضى الأمنية التي يتبعها الانهيار الأمني والاقتصادي للمواطن و للدولة فهذا اختيار سيء جدا و خطأ فادح جدا و ينم على عدم مسؤولية و نضج سياسي بل هو خيانة عظمى للوطن بدون قصد .

من ناحية أخرى لابد لنا أن نعي أن في السياسة ليس هناك إما أبيض أو أسود، و تاريخنا الإسلامي يشهد أن القادة العسكريين و السياسيين على غاية كبيرة جدا من الذكاء و الحنكة و المناورة مع الأعداء. فعلى سبيل المثال كان سيدنا عثمان معروفا بإتقانه لفن التفاوض و حادثة اقتسام البئر مع اليهودي شاهدة على ذلك.
إذن فالسياسة تعني الحكمة في أخذ القرار المدروس و فن التفاوض و فن المناورة و الوصول إلى تحقيق الأهداف بأقل الأثمان و دراسة ميزان القوى و السعي لتغييره لصالح الوطن.

و من هنا لا يخفى على أحد أن الداخلية هي القوة الضاربة في البلاد و المتشعبة و الفاسدة من ''ساسها لراسها''، منها الأجهزة المعروفة وأخرى خفية وهي بالنسبة لأي وزير جديد صندوق أسود مغلق لا يعرف كيف يدخله و لا يعرف أسراره و لا كيف يبدأ و لا من أين يبدأ خصوصا إذا كان كل المتنفذين في المواقع العليا فاسدين و بيدهم السلاح. و تذكروا جيدا ما حدث لفرحات الراجحي و رسالة التهديد للسبسي و الانفلاتات الأمنية المتكررة لذلك وجب أخذ هذه المعطيات بكل جدية لأن القط (و هذا أقلهم خطرا ) إذا حاصرته في الزاوية فأنتظر أن ينقض عليك. و من هنا لابد من إستراتيجية من ضمنها إختيار شخصية نظيفة تتوفر فيها الدراية العميقة بتشعبات وزارة الداخلية و تتمتع بثقل كبير في هذه الوزارة و بكلمة مسموعة خصوصا عند القيادات العليا. فإن كانت تلك الشخصية النظيفة بهذه الشروط غير متوفرة، فلا مناص من اختيار شخصية بهذه المواصفات تكون أقل فسادا و عندها رغبة في التكفير عن صفحتها الماضية و ذلك باستعدادها لخدمة الوطن، و تكون بمثابة مفتاح الذي يفتح به الصندوق الأسود ليكشف عن أسراره. فالمسألة إذن لا تتعلق بشخصية الصيد وإنما في البحث عن شخصية تتوفر فيها مواصفات و شروط معينة ضمن إستراتيجية مدروسة .

ما هي رسالة الحكومة إلى الداخلية و إلى الشعب
1- إن عملية اختيار شخصية من الداخلية كمستشار أمني للحكومة تمثل في حد ذاتها رسالة إلى كل أعوان الداخلية و إلى الشعب تقول أن الحكومة و وزير الداخلية الجديد لم يأتيا للانتقام والتشفي و إنما جئنا لإصلاح الداخلية حتى تصبح في خدمة المواطن و تساهم في بناء تونس الجديدة، تونس الكرامة و الحرية و العدالة
2- كل من أقترف جرما سيحاسبه القضاء و ليست الحكومة لإرساء عقلية جديدة تتمثل في علوية القضاء والعدالة
3- الأولوية التي تحكم القرارات هي مصلحة تونس العليا و توفير الأسباب الضرورية من استقرار و إشاعة الأمن لبناء تونس الجديدة و معالجة الملفات العاجلة : علاج الجرحى و حل ملف الشهداء، توفير الخبز و العيش للمعدومين، الضغط على الأسعار لمساعدة المحرومين وتوفير الشغل للبطالين و تنظيف القضاء حتى يأخذ مجراه و يقوم بدوره بالمحاسبة

الخاتمة
تونس في مرحلة دقيقة جدا من تاريخها و اقتصادها في خطر وهي في حاجة عاجلة إلى الاستقرار والأمن و إلى الكد و العمل بكل جدية لإنقاذ البلاد من الأخطار التي تتهددها و اقتصادها لا يتحمل أي قرار خاطئ يضع البلاد في مهب الريح والفوضى . لذلك المطلوب الآن أن تكون المصلحة العليا للبلاد هي المعيار الأوحد و هي الأولوية الأولى لأخذ قرارات حكيمة و مدروسة و بعيدة عن العاطفة مع توخي المنهج التدريجي في الإصلاح


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات، المجلس التأسيسي، وزارة الداخلية، الحبيب الصيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-12-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، د. عبد الآله المالكي، محمود طرشوبي، د. أحمد بشير، الناصر الرقيق، وائل بنجدو، حسن عثمان، أحمد النعيمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، عمر غازي، صلاح الحريري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سليمان أحمد أبو ستة، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، ماهر عدنان قنديل، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، أحمد ملحم، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، محمود سلطان، طلال قسومي، ضحى عبد الرحمن، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - شاكر الحوكي ، علي الكاش، د- جابر قميحة، سلوى المغربي، د- محمد رحال، أنس الشابي، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، سامح لطف الله، مراد قميزة، سيد السباعي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، العادل السمعلي، صالح النعامي ، د - محمد بن موسى الشريف ، أبو سمية، محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، صفاء العراقي، مجدى داود، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، فتحي العابد، محمد الياسين، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، د - الضاوي خوالدية، محمد شمام ، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، عواطف منصور، علي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، د - صالح المازقي، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، ياسين أحمد، مصطفي زهران، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، جاسم الرصيف، كريم فارق، مصطفى منيغ، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، رمضان حينوني، صلاح المختار، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء