البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

في نطاق حملة إعلامية ضدهم بمناسبة الإنتخابات
بث فيلم يخوف من وصول الإسلاميين للسلطة

كاتب المقال نادية الزاير – بناء نيوز - تونس   
 المشاهدات: 8085



في بادرة أخرى من بوادر اللعب على اثارة النعرات الدينية والطائفية، في هذا الظرف الحساس الذي تمر به بلادنا، وفي الوقت الذي تعمل اغلبية ابناء هذا الوطن جاهدة مخلصة، على انجاح عملية الانتقال الديمقارطي، تعمل بعض القنوات التى أنشئت زمن المخلوع، سواء بدعم او ترخيص منه، على محاولة اقصاء اطراف سياسية لمجرد كونها تمثل تيار الهوية العربية الاسلامية في البلاد.

وبعد التسريبات التى نشرت عن اجتماع سوسة الشهير، يبدو ان بعض الفضائيات التى شاركت في ذلك الاجتماع دخلت مرحلة التطبيق الفعلي للقرارات التى تم اتخذت حينها. وكالعادة ... صوبت هذه القنوات فوهات مدفعيتها الثقيلة الى التيارات الاسلامية في محاولة للطعن في مصداقيتها بمختلف الأساليب، والنيل من تاريخها النضالي. وفي هذا السايق تعتزم قناة نسمة، بث فيلم كارتوني ايراني مدبلج إلى اللهجة التونسية الدارجة.

ويقدم الفيلم الجمهورية الاسلامية الايرانية كنموذج للتيارات الاسلامية، بعيدة كليا عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان، حسب ما جاء في الومضة الاشهارية للفيلم الذي بثته قناة نسمة، وهو بعنوان "Persepolis" أو "بلاد فارس" للإيرانية مارجان ساترابي وفنسان بارونو.

الفيلم عرّفته قناة نسمة في الومضة الاشهارية على أنه "الفيلم الحدث الذي غير نظرة المشرق والمغرب إلى التطرف الديني والسياسي" وربما لا يفوتنا التساؤل عن سبب اختيار عرض هذا الفيلم في هذه الفترة بالذات؟ والسبب هنا هو الهدف والهدف يبدو جليا بمجرد مشاهدة الومضة الاشهارية للفيلم.

فالفيلم فيه رسالة واضحة ومباشرة تستهدف ضرب الصورة التى ارتسمت للإسلاميين لدى الرأي العام التونسي، وذلك من خلال التطرق لمسألة الحجاب وتصوير الرجل الملتزم في صورة المتزمت بل والمغتصب كما جاء صراحة في جملة باللهجة التونسية العامية، في مشهد لرجل متدين أوقف امرأة محجبة في الشارع، لم يعجبه حجابها ليأنبها ويهينها ويخبرها بلغة تونسية فجة أنها "من نوع النساء اللاتي لا يصلحن سوى للاغتصاب ثم الرمي"، وهذه صورة نمطية مشوهة في منتهى الخطورة.

وكالمعتاد صوّر الفيلم حجاب المرأة على أنه كبت لحريتها من خلال قصة فتاة في سن الثامن نشأت مع والدين "منفتحين" منحاها كل الحرية إلاّ أنها شعرت بالقمع في ظل الحكم الإسلامي، وهي تروي حكاية طفولتها مع اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 وما تلاها من خيبة أمل قبل أن يرسلها والداها إلى النمسا خوفا من الأجهزة الأمنية وتقول لها والدتها في احد المشاهد باللهجة التونسية "نحبك تخرج من هالبلاد نحبك تكون حرة، متحرره"، وهنا نعود إلى متاهة حرية المرأة التي يحاولون جاهدا أن يجعلوا منها قضية في تونس رغم عدم وجود المشكل من الأساس، كما هو الشأن بالنسبة للتطرف الديني والسياسي.

وكتعليق سريع يمكن القول ردا على كل من يعتقد انه باستطاعته اثارة الفتنة بين التونسيين ان تونس ليست ايران، وان الحركات الاسلامية في تونس لا "تشبه" تلك الموجودة في "بلاد فارس"، لذلك فان محاولات الايحاء من خلال الفيلم بتطابق الصورتين عملية فاشلة، لان التونسي بات اذكى واكثر انتباها لمثل هذه المؤامرات...

ثاينا لا بد من التاكيد على ان الشعب التونسي مهمها اختلف وتنوع فهو يظل شعبا منسجنا رغم اختلافه وموحدا رغم تعدده، وعلى الذين يعتقدون انه بمقدورهم تمزيق النسيج الاجتماعي للتونسيين ان يقرأوا التاريخ جيدا وينظروا الى هذه الوحدة العجيبة للتونسيين دينا (الاسلام) ومذهبا (سنة)، فقها (الامام مالك) وعقيدة (الاشعري) وتصوفا (الجنيد السالك).

ان ضمان حرية التعبير .. من اوكد مطالب الثورة ولكن هذه الحرية لا يجب ان تستغل لبث الفتنة بين ابناء الوطن الواحد خدمة لاجندات غير وطنية او انتصارا لتيار او توجه او فكر دون اخر، لان تونس الان بحاجة لكل ابنائها وليست في حاجة الى "صناع الفتن".

-----------
وقع تحوير العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، النخب الفكرية، النخب المثقة، تغريب، تبعية، أفلام أجنبية، قناة نسمة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-10-2011   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه www.binaanews.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، د. خالد الطراولي ، د. أحمد محمد سليمان، عمر غازي، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د.محمد فتحي عبد العال، ياسين أحمد، صلاح الحريري، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، د. طارق عبد الحليم، محرر "بوابتي"، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، كريم السليتي، سلام الشماع، منجي باكير، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، فهمي شراب، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، محمد يحي، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العربي، صفاء العراقي، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، محمود سلطان، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ماهر عدنان قنديل، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، د - محمد بن موسى الشريف ، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، محمد الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، د. أحمد بشير، محمد العيادي، محمود طرشوبي، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، وائل بنجدو، فتحي الزغل، عبد الله الفقير، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، تونسي، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، علي الكاش، صلاح المختار، سليمان أحمد أبو ستة، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، نادية سعد، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، رشيد السيد أحمد، د - الضاوي خوالدية، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، حسن عثمان، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، رافع القارصي، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، أحمد ملحم، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، يحيي البوليني، علي عبد العال، د - عادل رضا،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء