البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

السّبسي... كش مات!

كاتب المقال وائل بنجدو - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8469


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


- لماذا عينتم وزيرا للدّاخلية عمل مع "بن علي"؟
- لماذا ترهنون البلاد في الديون؟ (بالرغم من كونكم تترأسون حكومة مؤقتة).
- لماذا عينتم رئيس المكتب التونسي في تل أبيب : خميّس الجهيناوي في وزارة الشؤون الخارجية ؟
- لماذا لم يحاسب رموز النظام السابق ؟

من المؤكد أنّ هذه الأسئلة التي طرحت على رئيس حكومة بلاد من المفترض أنها شهدت "ثورة" هي إحدى تجليّات الثورة المضادّة . و من البديهي أن توجد الثورة المضادّة نتيجة المسار الثوري الذي تعيشه تونس. لكن ما يثير الدهشة و الغضب هو جواب قائد ثورتنا المفدى "الباجي قائد السبسي" على هاته التساؤلات قائلا باللهجة الدّارجة "أنا نحكم وحدي و ما يدبّر عليّ حد".

مثل هذا الجواب المتعجرف يؤكد أن الثورة المضادّة ابتلعت الثورة و هي تعاقب الثوّار على مطالبتهم بالحرّية .فبعد ما كنّا نتابع في نشرات الأخبار تقدّم الثورة و انتكاساتها أصبحنا لا نسمع إلاّ حديثا عن انتصارات "الثورة المضادّة" التي تسابق نفسها. لعلّ الرئيس المخلوع نفسه لم يتجرّأ على التفوّه بهذا الكلام .

يبدو أن الغباء من سمات الأنظمة السلطوية: أوّلا لأنّ قادته لديهم تصوّر أبدي للسلطة و يعتقدون أنهم باقون إلى ما لا نهاية و ثانيا لأنهم لا يتعظون من تجارب التاريخ فكم من طاغية كنسه شعبه.
لكنّ ما يثير الاستغراب هو أن لا يتعلّم المرء الدرس بالرغم من مرور أقل من سبعة أشهر على طرد "بن علي" و رفيق دربه "محمد الغنوشي" فكأنّ السيد الباجي قائد السبسي لم يتابع (بالتأكيد لا نتحدث عن المشاركة) إصرار الثوّار على كنس كلّ من يقف عقبة أمام إتمام مهّام الثورة، أو ربّما لم يتمكن من سماع الشعارات المرفوعة أثناء الإنتفاضة نتيجة تقدمه في السنّ .

إنّ محاولة التأكيد المتكرّرة من رموز نظام "بن علي" على أنّ الثورة ثورة شباب هي حق يراد به باطل لأنهم مدركون جيّدا أن الشباب دون مستوى التنظيم الكافي لاستلام السلطة و إدارة شؤون البلاد، بمعنى أنهم يرمون الكرة في ملعب الشباب الذين لا خوف منهم على السلطة.

و لعلّ من الأمور المهمّة التي تغافل عنها الشباب هي أنّهم لم ينظموا أنفسهم أو يفرزوا قيادات متحدّثة بأسمائهم منذ اعتصام القصبة 2 حتّى لا يسهل مجدّدا تشويههم كما حصل في محاولة القصبة 3 حين وصفهم الباجي قائد السبسي"بالشرذمة الضّالّة" مذكّرا إيّانا بتوصيفات "بن علي" السطحية حين يهاجم خصومه.

كلّما أطلّ علينا رئيس الحكومة بمزحاته الثقيلة إلاّ و قرب أجل حكومته، فمنذ خطاب رئيس الجمهورية المؤقت (لعلّكم تتذكرون اسمه أكثر منّي) والذي أعلن فيه عن حلّ البرلمان و مجلس المستشارين و التوجّه نحو انتخابات المجلس التأسيس – تحت ضغط اعتصام القصبة 2– لم تقدّم الحكومة الظاهرة شيئا للثورة بل كانت الخادم المطيع بيد الثورة المضادّة و حكومة الظّل و حلفائها من القوى الرّجعية العربية و الدّولية.

بينما كان الرئيس المصري المخلوع "حسني مبارك" يدخل قفص الاتهام في إحدى أهم المحاكمات في التاريخ المعاصر، كان رموز الفساد و وزراء الرئيس الهارب يغادرون السجن و البلاد بكل سلام . و كانت آخر المهازل تبرئة "علي السرياطي" في قضية المطار.

و بكلّ وقاحة يخرج علينا الناطقون الرسميون باسم الحكومة من الوجوه الإعلامية المملّة و المعارضة – التي أصبحت مفضوحة للرأي العام منذ 13 جانفي– و يتحدثون عن المصالحة و يضربون لنا مثال جنوب أفريقيا متناسين أنّ المصالحة التي قام بها نيلسون مانديلا كانت بعد استيلاء الثوار على الحكم . بمعنى أن المصالحة يجب أن تتم على قاعدة "العفو عند المقدرة"و ليس قبلها. و كما يقول أبو يعرب المرزوقي :" ما علمت في التاريخ مصالحة يجريها بقايا النظام وحلفاؤه الذين وقعت عليهم الثورة إلا إذا كان المقصود بالمصالحة عكسها أعني أن الثوار يصبحون كالمتسولين العفو من أعداء الثورة لئلا يعاقبوهم على ما اقترفوه عند الثورة عليهم " . كل حديث عن المصالحة قبل انتصار الثورة هو تشجيع للمجرمين في حق الشعب على مواصلة الإجرام .

كان سقف توقعات الناس بعد 14 جانفي مرتفعا في حين كانت منجزات حكومة الباجي قائد السبسي معدومة على أرض الواقع و هو ما سيدفعهم للمطالبة بإسقاطها.
كلّما اتسعت المسافة بين خطّ الآمال و التوقعات و خطّ المكتسبات الملموسة إلاّ و اقترب موعد اللجوء الآلي للاحتجاج في الشوارع.
من هنا يصبح تشكيل جبهة تضّم القوى للثورية و الديمقراطية و الشباب للإعداد و الاستعداد لهذه اللحظة ضرورة ملحة حتّى لا تصاب بالحيرة و الارتباك التي عاشتهما إبان هروب المخلوع نتيجة عدم مطابقة الثورة التونسية لما قرؤوه في الكتب.
ليس صمت الشعب خوفا أو لا مبالاة بل هو قراءة للواقع و استجماع لعناصر الحركة وليتذكر "الباجي قائد السبسي" – الجاهل بالتاريخ – أن " الشعب هو إلي يحكم وحدو و ما يدبر عليه حد ".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، الثورة التونسية، الباجي قايدالسبسي، محاكمة السرياطي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، محمد العيادي، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، مجدى داود، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، عراق المطيري، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، سيد السباعي، د - عادل رضا، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، د- جابر قميحة، حسن عثمان، عواطف منصور، د - صالح المازقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، أنس الشابي، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العربي، العادل السمعلي، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أبو سمية، د - المنجي الكعبي، د. طارق عبد الحليم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، فوزي مسعود ، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، حميدة الطيلوش، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، نادية سعد، حسن الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، صالح النعامي ، فهمي شراب، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، أحمد النعيمي، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح الحريري، محمد يحي، عبد الله زيدان، محمد اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، تونسي، حاتم الصولي، منجي باكير، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، سلام الشماع، سفيان عبد الكافي، صفاء العراقي، محمد الطرابلسي، يزيد بن الحسين، ياسين أحمد، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، وائل بنجدو، أ.د. مصطفى رجب، الهادي المثلوثي، خالد الجاف ، مراد قميزة، مصطفي زهران، عمر غازي، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، محمود سلطان، أحمد ملحم، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، علي عبد العال، رمضان حينوني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء