البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

"السبسي" و شرعية القوة في مقابل الحسابات المغلوطة للأحزاب

كاتب المقال كريم فارق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8107


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


شرعية القوة


من المعروف و من البديهي أن حكومة "السبسي" لا تتمتع بأي شرعية شعبية بما أنها جاءت عبر تعيينات خارجية و داخلية مرتبطة أصلا بالخارج. و هذا ما يفسر النرجسية و العنطزة و الحقرة للشعب من طرف سي الباجي لأنه لا يدين بسلطته إلا إلى الخارج. و من هنا فإن شرعية حكومة السبسي هي شرعية القوة، قوة وزارة الإرهاب و قوة رشيد عمار و قوة القوى الخارجية الاستعمارية.
و قد بدا هذا جليا في القمع الشديد الذي سلطته عصا الشر على معتصمي القصبة 3 و انتهاك أعراض البعض منهم بالاغتصاب و ترويع الأهالي في عمق الليل و هم نائمون و القبض على ذويهم، و انتهاك حرمة المساجد و سب الجلالة في بيوت الله و الدوس على كتب القرآن الكريم بأرجل البوليس، و هذا يعني استفزاز مشاعر الشعب التونسي و احتقاره، ثم قلب حقائق الأحداث من طرف الإعلام و أزلام الداخلية و من طرف السبسي نفسه . و كل هذا يعني أن أصحاب القرار الظاهرين و المخفيين قد اتخذوا قرار استعمال لغة القوة و بسط النفوذ بالقوة القمعية و بث الخوف والذعر في نفوس الناس كما فعل الدكتاتور المخلوع

الانقلاب على الثورة


باختصار شديد، لقد بينت لنا الأشهر السابقة أن حكومة "السبسي" و هيئاتها اللقيطة لم تأت إلا للقضاء على الثورة و إجهاضها، بتبني شعاراتها و إفراغها من محتواها. و لقد أخذت الوقت الكافي لإعادة ترتيب دكتاتورية جديدة ، و الآن تبحث عن قناع يمكنها من ضرب القوى الوطنية الثورية في البلاد : قناع مكياج ديمقراطي عبر شرعية انتخابية مزيفة و لكن بتقنيات جديدة ، أو حكومة عسكرية-مدنية تولد من رحم الفوضى الخلاقة، تأتي بمظهر البطل اللذي ينقذ البلاد و العباد من الفوضى العارمة و الانخرام الأمني المخطط له مسبقا

الحسابات المغلوطة للأحزاب الشريفة


لقد دخلت القوى الشريفة لعبة الأحزاب و تصرفت و كأنها في دولة ديمقراطية، فراحت تقيم اللقاءات الجماهيرية، و تركت لأعداء الثورة من الداخل و الخارج كل الوقت للتخطيط و التآمر و التنفيذ دون ردود قوية و حازمة على مؤامرات و مناورات حكومة السبسي و هيئاتها اللقيطة. و لم تطالب -بقوة- الحد الأدنى من التغيير و القطع مع النظام الفاسد وهو استقلال القضاء الذي يبدأ بانتخاب المجلس القضاء الأعلى. و كان في حساباتها أن التغيير سيتم بعد الانتخابات على أساس أنها ستصل إلى الحكم. و هذه الحسابات مبنية على افتراض حسن نية الحكومة و صدقها في عملية الانتقال الديمقراطي النزيه. و هذا ما يكذبه الواقع كل يوم يمر

و الآن، فما هو الحل يا ترى ؟


1- تكوين جبهة قوية من الأحزاب و المنظمات النقابية و المدنية الشريفة، بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة
2- الالتحام بالشعب و بمطالبه و بقواه الثورية الشبابية
3- دراسة و وضع مطالب أساسية و جوهرية تضمن الحد الأدنى للقطع مع النظام الفاسد و الانتقال الديمقراطي النزيه في إطار مواقف موحدة و قوية للأحزاب
4- التهديد بتكوين حكومة إنقاذ وطني إذا لم تستجب حكومة السبسي و القوى الخارجية إلى مطالب الثورة في غضون مهلة محددة
5- في حالة عدم الاستجابة،تكوين حكومة إنقاذ وطني و دعوة الشعب لتأييدها عبر المظاهرات في كامل أنحاء الجمهورية
6- دعوة كل الشرفاء في كل أجهزة الدولة لإعلان تأييدهم لحكومة الإنقاذ الوطني و الإلتحام بصفوف الشعب

و لا يفوتنا أن نذكر أن هذه الحكومة ليس لها أي شرعية، و من هنا ليس لقانون الأحزاب المسلط على الأحزاب كالسيف أي شرعية أيضا. الشرعية الوحيدة هي شرعية الشعب و ثورته المجيدة، و أن حكومة السبسي حكومة هزيلة و ضعيفة تعتمد على قوة واهية لأن في أجهزة الأمن و الدفاع أكثرية ساحقة من الوطنيين ولائهم للشعب و ضد سراق خيرات البلاد و ضد العابثين بمستقبلها، و مع تحقيق حلم كل تونسي في الحرية و العدالة الإجتماعي. أما هيئات هذه الحكومة اللقيطة منها هيئة بن عاشور فقد ماتت و قبرت فلا تحيوها من جديد و لا تعطوها أي نوع من الشرعية. و الشرعية و القوة الحقيقية تكمن في الإلتحام مع الشعب و طلائعه الثورية

و لا ننسى أن القوى الخارجية لا تقيم وزنا للضعفاء و تملي الأوامر على الأتباع و تتنازل مع الأقوياء المتسلحين بقوة الشعب


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، الإعلام الإنتهازي، رموز النظام السابق، السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، محمد يحي، د- جابر قميحة، د - محمد بن موسى الشريف ، فهمي شراب، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، إسراء أبو رمان، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، جاسم الرصيف، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، عبد الله زيدان، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، كريم السليتي، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، نادية سعد، أحمد بوادي، سلام الشماع، د - الضاوي خوالدية، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، الناصر الرقيق، منجي باكير، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، محمد العيادي، مصطفي زهران، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، أ.د. مصطفى رجب، عزيز العرباوي، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، مجدى داود، د - شاكر الحوكي ، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، خبَّاب بن مروان الحمد، عواطف منصور، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، طلال قسومي، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، صالح النعامي ، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، محمد الياسين، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي، أبو سمية، د. أحمد محمد سليمان، حميدة الطيلوش، كريم فارق، مراد قميزة، رمضان حينوني، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، د - عادل رضا، محمود سلطان، عبد الله الفقير، أحمد النعيمي، ياسين أحمد، علي الكاش، سامر أبو رمان ، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، مصطفى منيغ، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، د. عادل محمد عايش الأسطل، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، فتحـي قاره بيبـان، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، د- محمد رحال، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء