البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحركات النسوية العربية ومعاداة الحجاب

كاتب المقال د . ليلى بيومي   
 المشاهدات: 9575



تسود حياتنا الثقافية ـ منذ فترة ليست بالقصيرة، وبتأثير وتوجيه أجهزة الإعلام العربية الرسمية ذات الصبغة العلمانية، ومعها غالبية مؤسسات الثقافة العربية الرسمية أيضًا ذات الاتجاه المعادي للإسلام ـ، فكرة تؤكد أن حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار في العالم العربي إنما هي حركات علمانية، لم يكن التوجه الإسلامي حاضرًا فيها، وبالتالي لم يكن للمرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب الإسلامي أي دور في هذه الحركات.

وأصبح هناك تأفف في الجناح النسائي لحركات التحرر العربية من الحجاب، ومن النساء اللواتي يرتدين الحجاب، على أرضية أنهن رجعيات متخلفات جامدات، يعتنقن ثقافة متخلفة تحتقر المرأة وتريد أن تعزلها عن واقعها، وبالتالي فلا يحق للحجاب أن يكون رمزًا لمعركة التحرر والانعتاق من الاستعمار ومن التخلف.

ونحن نؤكد أن الملاحظ تاريخيًا أن الحركة الإسلامية هي التي قادت وتقود النضال الوطني وحركة التحرر الوطني في بلادنا، وتفعل كل شيء، فهي تقدم الثقافة، وتصيغ الهوية والوجدان، وتعبئ الشارع، ولكنها تعجز في النهاية عن قطف الثمرة، حيث يقطفها العلمانيون بمساعدة الغرب الصليبي.

لقد شهدت الساحة الفلسطينية ـ على سبيل المثال ـ سيطرة للفكر القومي واليساري والوطني على حركتها الوطنية المعاصرة حتى بدء الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987)، حيث تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية التي قادت مسيرة التحرر الوطني من فصائل قومية ويسارية ووطنية علمانية، إلا أن هذه الساحة سرعان ما شهدت عودة الصحوة الإسلامية على المستوى السياسي والحزبي في منتصف السبعينيات وخلال الثمانينيات على غرار ما حدث في الأردن ومصر والجزائر وتونس وسوريا والسودان.

ومنذ أن عرف النضال الفلسطيني مشاركة الفصائل الفلسطينية فيه، أخذ دفعة قوية في مستوى التصدي للمشروع الصهيوني، ورأينا عطاءً بلا حدود من المرأة الفلسطينية التي ترتدي الحجاب، لدرجة أن الكثيرات من نساء فلسطين المحجبات جادوا بأنفسهن ونفذن عمليات استشهادية أدهشت العالم.
فكيف سيتم تقييم هذه التجارب من النضال الوطني من جانب الحركة النسائية العربية العلمانية، أليس هذا منتهى النضال؟

وعلى صعيد الحركة النسائية المصرية، فقد كانت مشاركة المرأة المصرية حاضرة في ثورة 1919، وكانت كل النساء ترتدين الحجاب، ولم يكن هناك متبرجة واحدة. فكيف بعد ذلك تدعي الحركة النسائية العربية أنه لم تكن هناك مشاركة نسائية إسلامية في حركة التحرر المصرية؟

ثم هل يستطيع أحد أن ينكر الدور الذي لعبته المناضلة زينب الغزالي في الحركة الوطنية المصرية، سواء في جمعيتها الخاصة قبل انضمامها للإخوان المسلمين، أو في قسم الأخوات المسلمات بعد التقائها بالشيخ حسن البنا وانضمامها للإخوان المسلمين؟

ثم ماذا تقول الحركة النسوية العربية العلمانية عن الصحوة الإسلامية التي عمَّت العالم العربي والإسلامي ابتداءً من النصف الثاني من سبعينات القرن العشرين، والتي كانت المرأة والفتاة حاضرتين فيها بكثافة عمت المدارس والجامعات والمصالح الحكومية والشوارع والمنازل، ولدرجة أنها انتقلت إلى مذيعات التليفزيون، بل وإلى أعداد كبيرة من الفنانات؟

ماذا تقول هذه الحركة النسائية العلمانية في الفعاليات التي قادتها واشتركت فيها المحجبات مطالبات بالتصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية على بلادنا، والتصدي لمخططات تجزئة الأمة وتفتيتها، ورفض ما يحدث من مؤامرات في البلاد العربية والإسلامية؟ وماذا تقول هذه الحركة في الإسهامات الثقافية والإعلامية للمرأة داخل تيارات الصحوة الإسلامية؟ أليس ذلك كله نضالاً وطنيًا؟ أم أن النضال الوطني في نظرهن هو التبرج ومهاجمة الإسلام والانبطاح أمام إفرازات الإعلام الغربي والثقافة الغربية والفكر الغربي عمومًا؟ من إذًا أحق بريادة النضال الوطني النسائي العربي: المرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب، والتي تتصدى لموجة العولمة الغربية؟ أم المرأة العربية المتبرجة والمنبطحة أمام هذه الموجة؟

إن أبرز ملامح الخطاب النسوي المعاصر هي ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم الشريعة، فيرى أن تعدد الزوجات ونصيب المرأة من الميراث وعدة المطلقة أمور تكشف عن انحياز الإسلام للرجل وانتقاصه من حقوق المرأة وفي أحسن الأحوال فإنها أمور لم تعد تتمشى مع عصرنا الحالي.

وفي الوقت الذي يحمل فيه الخطاب النسوي على الحجاب باعتباره رمزًا للستر والعفاف نجده لا يألو جهدًا في الترويج لأطروحات المنظمات النسوية الغربية المتعلقة بالحرية الجنسية للمرأة ومشروعية ممارستها للجنس بدون زواج إلى غير ذلك من الأفكار الخارجة عن السياق الديني والقيمي والخلقي لعالمنا العربي والإسلامي.

وما الحرب التي خاضتها النسويات المصريات العلمانيات مؤخرًا حول ضرورة تدريس الثقافة الجنسية بالمدارس إلا خطوة أولى في سبيل تعميم مثل هذه الأفكار.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-08-2008   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، محمد علي العقربي، محمد يحي، عراق المطيري، موسى عزوق، فتحـي قاره بيبـان، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، د.محمد فتحي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، طلال قسومي، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، نادية سعد، عبد الغني مزوز، د - المنجي الكعبي، خالد الجاف ، رافع القارصي، تونسي، الهادي المثلوثي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، أ.د. مصطفى رجب، د. أحمد بشير، د. خالد الطراولي ، صلاح الحريري، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله، علي الكاش، مجدى داود، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، فهمي شراب، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، محمد الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، كريم السليتي، عمار غيلوفي، سيد السباعي، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، د - محمد بنيعيش، بيلسان قيصر، يزيد بن الحسين، طارق خفاجي، المولدي اليوسفي، صفاء العربي، حاتم الصولي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، حميدة الطيلوش، عواطف منصور، فوزي مسعود ، علي عبد العال، مصطفى منيغ، محمود سلطان، سلوى المغربي، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، عبد العزيز كحيل، سلام الشماع، رافد العزاوي، إيمى الأشقر، حسن الطرابلسي، فتحي العابد، أحمد النعيمي، رضا الدبّابي، د- محمد رحال، ياسين أحمد، محمد شمام ، أبو سمية، محمد العيادي، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، د- هاني ابوالفتوح، سعود السبعاني، أحمد ملحم، صفاء العراقي، أنس الشابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، د - محمد بن موسى الشريف ، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، منجي باكير، صباح الموسوي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز