البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 333


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فلتكنْ حربا إقليمية أو حتى عالمية، لن نخسر فيها إلا القيود التي تكبّلنا والمخاوف التي تسكننا والأنظمة المتصهينة العميلة التي أنهكت قوانا وجعلتنا نرتكس في التخلف والعجز والهوان...نفرح لِما يصيب العدو ونصفق لمن يضربه مهما اختلفنا معه، وهذا هو قدَرُنا: أمة مغلوبة تتفرج، تحزن، تفرح، تصفق، تبكي...متى نقوم ونفعل ونصيب العدو في العمق؟ حتى المشاعر التي تغمرنا اليوم بعد الهجوم الإيراني سوف تتبدد عند أول مباراة كرة قدم.

نحن أمام سؤال جوهري تتضاءل معه الأسئلة الأخرى: على من سيأتي الدور بعد غزة ولبنان؟ لأنه آت لا محالة كما تدل كل المعطيات...حقا نعيش أياما عصيبة، وحال الأمة لا يحتمل مزيدا من التلاوم وجلد الذات وتعداد مظاهر الضعف والهوان، فكل هذا معروف لدينا جميعا، والتركيز عليه يؤصل روح الانهزامية ويوهم المسلمين أن الأمر قد حسم لصالح العدو، فهذا ليس سوى جزء من الصراع الفكري والحرب النفسية التي يتقنها أعداؤنا، لا ينكر عاقل أننا وصلنا إلى هذا الحد من الهوان لأننا في أوطان أصبحت كل أمجادها في حنجرة مطر ب وخاصرة راقصة وقدم لاعب، أما العلم وعوامل القوة والمنعة فهي آخر الاهتمامات...وأما الاستناد إلى مرجعيتنا الدينية فهو تخلف أو إرهاب...رغم كل هذا نحن مجبرون على البقاء على أقدامنا بشعلة متقدة في قلوبنا لنواصل المعركة ولنحمي أنفسنا، لنبقي قضايانا حية ملتهبة، فهذه حتمية دينية وواقعية، وهذا يقتضي أن نتعامل مع الحقائق كما هي، بعيدا عن التهويل والتهوين، وبعيدا عن لغة الخشب وحسن الظن في غير محله...إن غزة ميزت أهل الحق من أهل الباطل وأعطت كل طرف قيمته الحقيقية، فلا يجوز الانخداع بالوهم الكبير الذي تسوقه الأنظمة المطبعة تحت اسم "الدولة الفلسطينية"، فهذه الدولة المزعومة ليست سوى تسمية جديدة للسلطة الفلسطينية بنفس الصلاحيات، أي حماية الكيان الصهيوني وقمع الشعب الفلسطيني نيابة عن العدو، هذا ما تسعى إليه هذه الأنظمة كتعويض عن خذلانها لغزة ولبنان، تبشر به كأنه مكسب ضخم يدعمه "المجتمع الدولي"، وما هو إلا بيع ثان لقضية فلسطين مقابل بقاء هذه الأنظمة في السلطة تحت رحمة الكيان الصهيوني وأمريكا، لتنشط حينئذ في مطاردة الأحرار تحت غطاء مكافحة الإرهاب، فلا بد أن تبقى ثوابتنا ومنطلقاتنا أننا مع المقاومة، حماس هي القائد، نفرح لفرحها ونحزن لحزنها، يستحيل أن نكون في صف الصهاينة بأي شكل من الأشكال...لسنا أغبياء ولا مغفّلين لكننا نعرف حساسية الظرف ونعمل بفقه الواقع، نكثّر الأصدقاء لا الأعداء، مقياسنا التعامل مع إي طرف يؤيد قضيتنا هو المصالح قبل العقائد كما هو مقرر شرعا، فإيانا أن ننسى غزة...الفرصة سانحة لنساهم في الجهاد ونحن في بيوتنا ، وذلك بالعطاء الكبير والبذل السخي، فقد حيل بيننا وبين الدعم الميداني، وأتيح ذلك للشعب اليمني فدكّ عمق الكيان بشكل غير مسبوق، وها هو شمال فلسطين المحتلة تحت ضربات اللبنانيين الموجعة – وهذا ما عجزت عن فعله الجيوش العربية المدججة بأنواع الأسلحة - فلا أقل من أن نجمع الأموال ونحرك الناس ليستعيد الدعم المالي والإغاثي عنفوانه.

إن خسران معركة لا يعني خسارة الحرب، وان استشهاد قادة لا يعني نهاية القضية، الخطر ليس هنا وإنما في مشهد مرتقب من داخلنا، فبعد هذه الأحداث الكبيرة سيزداد المهرولون نحو التطبيع هرولة، سيزداد المنبطحون انبطاحا، ستزداد الأنظمة غير الشرعية خوفا على عروشها، ستركع للعدو أكثر فأكثر، بل ستتخذه إلهًا لأنه في نظرها لا يُقهر، سيزداد علماء السوء تحريفا للآيات والأحاديث لإضلال أتباعهم...لكن كل هذا سيزيد المؤمنين ثقة بربهم وبأنفسهم: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"...إنه الزمان الذي تنبأ به عبد الوهاب المسيري حين قال: " يأتي زمانٌ يخرجُ فيه قومٌ يـهود؛ وهم في الأصل ليسوا كذلك، إنما مسلمون يلعبون دور اليـهود، يمثِلون إسرائيل خير تمثيل".، فالحذر الحذرمن الزيغ والفتن والأنبياء الكذبة، حتى إنه لينطبق على واقعنا قول الله تعالى "﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾- سورة البقرة 421.

ولتثبيت من زلزلتهم الأحدث نعطي الكلمة للأرقام: في الحرب العالمية الثانية استسلمت لألمانيا دول بجيوشها واقتصدها وترسانتها العسكرية كأنها مجرد أوراق، فاستسلمت الدانمارك في ست ساعات، ولوكسنبوغ في يوم واحد، وهولندا بعد خمسة أيام من غزوها، وفرنسا (وهي قوة كبرى) في غضون ستة وأربعين يوما، وبلجيكا بعد ثمانية عشر يوما، والنرويج بعد اثنين وستين يوما، وبولونيا بعد خمسة وثلاثين يوما...أما غزة فهي تجاهد القوى الغربية كلها منذ عام كامل ولم تستسلم ولن تستسلم بإذن الله تنتصر، ولقد وقد علمتنا غزة العزة أن الحل هو الاستثمار في الإنسان المؤمن القوي المتعلم المتمسك بالحق، الذي يؤثر الجد على اللهو والآخرة على الدنيا.

وفي هذه الأيام التي تغطرس فيها العدو لا بدّ أن نجدد الثقة بالله وبأنفسنا وبالمقاومة، هذه المقاومة التي تتوالى ضرباتها للعدو في العمق في غزة وشمال فلسطين المحتلة وتل أبيب، ولا يخفى أن الكيان الصهيوني يخفي خسائره، ومهما كانت الإكراهات نعلم أن النصر آت بإذن الله.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-10-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هذا هو معاوية بن أبي سفيان
  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، محمد أحمد عزوز، فتحـي قاره بيبـان، موسى عزوق، المولدي اليوسفي، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، مصطفي زهران، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافد العزاوي، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، مراد قميزة، محمد علي العقربي، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، بيلسان قيصر، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، أبو سمية، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافع القارصي، وائل بنجدو، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، الهادي المثلوثي، عبد العزيز كحيل، مصطفى منيغ، محمود سلطان، د- محمد رحال، د. طارق عبد الحليم، سيد السباعي، محمد الياسين، ياسين أحمد، صلاح المختار، فهمي شراب، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، عواطف منصور، طلال قسومي، حاتم الصولي، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، منجي باكير، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، فوزي مسعود ، د. أحمد بشير، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، صباح الموسوي ، عبد الله زيدان، محمد العيادي، د- جابر قميحة، طارق خفاجي، عمر غازي، كريم فارق، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، محمد يحي، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز