د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 114
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قتل السنوار ليس ككل قتل، لأنه لم يجئ متقدما ولا متأخرا عن موعد رحيله إلى ربه مكرما معززا بعدما أدى ما أدى من تضحيات وسجون وعذاب وتعذيب ورأى بعيني رأسه نصر 7 أكتوبر، الذي ككل الانتصارات قبله التي حققتها حماس والجهاد الإسلامي وكل الفصائل الفلسطينية المقاومة سيتبعه نصر قادم إن شاء الله ويؤرخ له بأنه المتمم لما قبله الذي صنعه السنوار وأجراه إلى أن بلغ أوجه واستشهد في أثنائه.
والأخوان هنية والسنوار ليسا هما كل الحرب على إسرائيل هما قادة عظام من قادة المقاومة الفلسطينية، وفقدهما صعب في اللحظات الحاسمة ولكن قتلهما كقتل سابقيهما من القادة هو الذي أذكى روح المقاومة على مدى الأيام وقتلهما في ساحة القتال خير من أن تكون المنية وافت أحدهما أو الآخر وهو على مستلق على الفراش. فكم قتَل الكفار من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته.
ولم يتخلف من حمل لواء المعركة بعد مقتل حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب رضي عنهما وغيرهما. فسيف القدس لن يغمد في معركة طوفان الأقصى هذه التي نعيش بداية سنتها الثانية المباركة رغم آلامها وقساوتها، وتضحيات لابد منها، ونحن المؤمنون أولى بها.
ويخطئ قادة إسرائيل بقتل قادة حماس لأن المشكل باق وهو احتلال فلسطين الذي يجب أن ينتهي. والحل العسكري الذي تنتهجه إسرائيل للبقاء في الشرق الأوسط بل للتوسع فيه، أصبح مرفوضا حتى من قِبل بعض حلفائها خصوصا فرنسا وبريطانيا، ومن قطاع واسع من شعوب العالم وحكوماته. فماذا ستفعل بعد قطع رؤوس القادة فهل تذهب إلى قطع رؤوس الأطفال لأنهم سيثأرون لأجدادهم بأمضى من السلاح الذي كان بأيدهم لمحاربة إسرائيل وانتزاع أرضهم المقدسة من دنس الصهاينة.
فما خسرته إسرائيل إلى تاريخ هذا اليوم من بداية طوفان الأقصى لم تخسره في ثلاثة أرباع القرن الماضي لأن النضال الفلسطيني يأخذً لكل مرحلة لبوسها والزمن كفيل بتحقيق الأهداف مهما تطاولت المسافة بين المبدأ والمنتهى.
تونس في ١٤ ربيع الثاني ١٤٤٦ ه / ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: