البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تجديد العهد مع غزة الصامدة

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 317


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أليست غزة آية من آيات الله؟ من كان يصدق أنها تصمد كل هذا الوقت أمام أعتى جيش في المنطقة تساعده الأنظمة العربية؟ يكمن السر في مرجعية حماس الإسلامية الواضحة الراسخة، التي علمت الناس الإعداد الجيد والاستعداد الرفيع والتوكل على الله، لذلك ما زالت المقاومة بخير رغم حرب الإبادة...لكن من أخطر ما نخشاه على الجهاد في غزة أن يطول الأمد فتنسى الأذهان وتقسو القلوب ويقلّ المدد، كل هذا لا يتهدد المقاومة بل يتهدد الخيّرين في الأمة الذين يسندون غزة بكل ما يستطيعون، من الاصطفاف بالقلب واللسان والقلم إلى المدد الفعلي، فالحرب على أشدها، والإبادة الجماعية مستمرة، والمجاهدون في حاجة ماسة إلى كل ما يقوي السواعد ويثبت الأقدام لأن في غزة بشرا لديهم حاجات البشر، بالإضافة إلى حاجة المقاومة إلى الإسناد القوي والمدد المستمر.

ومن البشائر التي تزيدنا إقبالا على الإسناد بكل ما نملك أنْ ليس مجاهدو القسام وحدهم من يعيشون في الأنفاق، فمئات الآلاف من اليهود في تل أبيب ومدن شمال فلسطين المحتلة يعيشون في الملاجئ خوفا من الصواريخ التي تستهدفهم بالليل والنهار من لبنان واليمن والعراق ومن غزة ذاتها، وهذه الملاجئ أنفاق، الفرق الوحيد هو أن أبناء حماس فرحون بإحدى الحسنيين بينما يصارع اليهود الأمراض النفسية والانهيارات العصبية، يسكنهم الرعب الدائم من موت في أرض يعلمون أنها ليست أرضهم، وصورهم في الملاجئ وفي حالة الهلع وهم يهرعون إليها أوهم يغادرون عبر المطارات مشاهد تستحق أن تباع في الصيدليات وتصلح أن تكون أدوية لكثير من أمراضنا وآلامنا، قال تعالى "ويشف صدور قوم مؤمنين"...فالصورة ليس فيها الدمار الصهيوني لغزة فحسب بل هذه المشاهد التي تشفي صدور المؤمنين وتغيظ العدو وعملاءه.

ومن البشائر أيضا استمرار محور المقاومة في استهداف العدو وإصابته في العمق، هي بشائر رغم الخلفية الشيعية التي يتوجس منها كثير من أهل السنة، لكن حماس على بينة من أمرها، ونحن كذلك، ما دمنا نسير على هدي القرآن والسنة ونحتكم إلى فقه الواقع، فنحن مع المقاومة، مع غزة، مع كل بقعة في أرض المسلمين، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، يستحيل أن نكون في صف الصهاينة بأي شكل، ولو بعاطفة خفية، ولو لحظة من عمرنا، لسنا أغبياء ولا مغفلين لكننا نفهم الواقع بتعقيداته، نفرق بين ما هو مصلحي وما هو عقدي، نحاول تكثير الأصدقاء لا الأعداء، ولو أن الصف السني نصر القضية ما احتاجت إلى المكوّن الشيعي.

وبعد انقضاء عام على طوفان الأقصى نبقى على العهد، لا نقيل ولا نستقيل، مهما كانت انشغالاتنا تبقى غزة هي الأولوية، هي البوصلة، هي أم القضايا، لأنها ساحة جهاد أصيلة صافية فاقع لونها، لا فيها كذب ولا أوهام ولا تدليس، بل إنجازات عجزت عنها دول كبيرة، هناك في غزة فقط رجال ربانيون محاصرون لا وسائل لهم، إذا خططوا أبدعوا وإذا ضربوا أوجعوا وإذا خطبوا أسمعوا وإذا قرؤوا القرآن خشعوا وفهموا وعملوا، فإن لم نتواجد في القطاع بأجسامنا فقلوبنا هناك، وإذا كانوا هناك يحملون السلاح يواجهون العدو مباشرة فنحن لدينا اللسان والقلم، نحاول إماطة الأذى من طريقهم، ومن أعظم صور إماطة الأذى فضح أعداء الأمة والمنافقين المخذلين المعوقين وشيوخ الضلال وحكام الجور وأعوان الظلمة، فهذا من تعظيم شعائر الله وإقامة الدين ونصرة غزة، وهو من أرقى شُعب الإيمان، ولولا هؤلاء لارْتقت الأمة – بما تملك من موارد علمية ومالية – إلى مصاف الإنجاز ورفع التحدي والتواجد في ساحات العطاء والرقي بدل المراوحة في ميادين اللهو واللعب والتفاهة باسم الثقافة والفن والترفيه، وعلينا أن نتذكر أن الكيان الصهيوني لم يكن يشتغل في العقود الأولى من اغتصابه لفلسطين بالرياضة، لم يفز آنذاك بلقب أو مرتبة أوميدالية في أي نوع من أنواع العبث الرياضي، لأنه كان منكبا على تحصين دولته الغاصبة بالتقدم العلمي التكنولوجي، فخاض بنجاح كبير معارك الجوسسة والاغتيالات والابتكارات العلمية والاستعداد للعدوان في أي لحظة، كما يجب الاعتراف أنّه الكيان الديمقراطي الوحيد في المنطقة، وسط جوار كله دكتاتورية واستبداد وحكم شمولي وأنظمة وراثية حتى ولو كانت جمهوريات، ولا يخفى أن لديه أرقى الجامعات وأحسن مستوى تعليم، في حين انصب اهتمام الأنظمة العربية وشعوبها المدجنة على الرياضة وأنواع اللعب، أي مزيد من وسائل التخدير الجماعي إلى درجة أنه لم يعد عندنا إنجاز نحتفل به
سوى الميداليات الهزيلة التي تنفق في سبيلها أموال طائلة تكفي لإقامة نهضة علمية واقتصادية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى، الأنظمة العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-10-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هذا هو معاوية بن أبي سفيان
  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، الهادي المثلوثي، محمد الياسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ، د. طارق عبد الحليم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد الحباسي، محمد يحي، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد بشير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد شمام ، عبد الله الفقير، محمود طرشوبي، سعود السبعاني، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، ياسين أحمد، سامح لطف الله، محمد علي العقربي، عمر غازي، علي الكاش، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، كريم السليتي، العادل السمعلي، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، حسن عثمان، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، علي عبد العال، الهيثم زعفان، أبو سمية، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، رمضان حينوني، طلال قسومي، المولدي اليوسفي، خبَّاب بن مروان الحمد، طارق خفاجي، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، محمود سلطان، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، رضا الدبّابي، محمد الطرابلسي، عبد العزيز كحيل، د- محمد رحال، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، رافع القارصي، موسى عزوق، بيلسان قيصر، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، صلاح المختار، عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العراقي، د - عادل رضا، مجدى داود، سلوى المغربي، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، د.محمد فتحي عبد العال، حاتم الصولي، عواطف منصور، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، محمد عمر غرس الله، فهمي شراب، مصطفى منيغ، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز