د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 234
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الإسلاموية (l'islamisme) من شعاراتهم في فرنسا هذه الأيام التي يتصاعد فيها الصراع بين اليسار واليمين، محوره عند البعض التباغض الديني مقابل التوادد الديني أو المودة بعبارة القرآن الكريم.
فاليسار الاشتراكي المتهم بالإسلاموية من طرف اليمين المتطرف الذي هو بعكسه يحرّض على التكاره الديني والتناكر العرقي والحمل على التباغض بين المتساكنين بكل أساليبه إلى حد الطرد والتهجير .
وأكثر العقلاء من الرسميين الفرنسيين على أشد الحذر من الوقوع في كره السامية أو كره الإسلام.
وكلاهما نار يمكن أن تلتهب بها فرنسا إذا أغمضت عينها عن الحق في أي جانب لكي لا تغمط أصحابه.
والحق في هذه الحرب في غزة وفلسطين هو قطعا في جانب واحد وإلا لما قامت الحرب. ولن تتوقف الحرب بوقف إطلاق النار. لأن وقف إطلاق النار معناه استئناف الحرب بعد حين. أي خمودها للاشتعال من جديد .
لا تتوقف الحرب إلا بالصلح أو الهدنة. لأن الحرب من حتمياتها ظهور الحق على الباطل بعد انكشاف الباطل لجميع العيون بسبب الحرب نفسها. ولذلك لا يكون مآل الحرب إذا قامت ومهما تطاولت بها المدة إلا ولا يحسمها إلا الصلح أو الهدنة. لأن أمدها يعيد الظالم إلى رشده غصبا عنه ويقِفه على ما جنت يداه. ليس أكثر، كالتفكير في إزالته أو القضاء عليه. وهو ما ترتهنه إسرائيل بقتل قادة المقاومة (حماس) في غزة أو حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن أو أنصار الله الأوفياء في العراق أو عموم الشعب العربي والأمة الإسلامية المؤيدة لفلسطين وسائر أحرار العالم الذين أذاق الاستعمار أو العنصرية أو الاحتلال دولهم الأمرين. والإعلام الصهيوني المتفشي في وسائل الاتصال بفرنسا يردد على الأسماع ليل نهار أن إسرائيل هي الحصن الوحيد ضد انتشار الإسلام أي إقبال الناس أكثر فأكثر على اعتناق الدين الحنيف.
ومن لا يعرف تاريخ الإسلام يخطئ في تقدير أن حربه للإسلام سببٌ في نشره لا في صدّه، ومهما تقوى الحصون لمنعه من التقدم تُشيّد الرباطات للدفاع عنه وتوسع فتوحاته. ولذلك زيّنت جدران المساجد في إسبانيا بجِبْسيات "لا غالب إلا الله" الى الآن.
تونس في ٥ ربيع الثاني ١٤٤٦ ه / ٩ أكتوبر ٢٠٢٤م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: