البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحركات النسوية العربية ومعاداة الحجاب

كاتب المقال د . ليلى بيومي   
 المشاهدات: 8918



تسود حياتنا الثقافية ـ منذ فترة ليست بالقصيرة، وبتأثير وتوجيه أجهزة الإعلام العربية الرسمية ذات الصبغة العلمانية، ومعها غالبية مؤسسات الثقافة العربية الرسمية أيضًا ذات الاتجاه المعادي للإسلام ـ، فكرة تؤكد أن حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار في العالم العربي إنما هي حركات علمانية، لم يكن التوجه الإسلامي حاضرًا فيها، وبالتالي لم يكن للمرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب الإسلامي أي دور في هذه الحركات.

وأصبح هناك تأفف في الجناح النسائي لحركات التحرر العربية من الحجاب، ومن النساء اللواتي يرتدين الحجاب، على أرضية أنهن رجعيات متخلفات جامدات، يعتنقن ثقافة متخلفة تحتقر المرأة وتريد أن تعزلها عن واقعها، وبالتالي فلا يحق للحجاب أن يكون رمزًا لمعركة التحرر والانعتاق من الاستعمار ومن التخلف.

ونحن نؤكد أن الملاحظ تاريخيًا أن الحركة الإسلامية هي التي قادت وتقود النضال الوطني وحركة التحرر الوطني في بلادنا، وتفعل كل شيء، فهي تقدم الثقافة، وتصيغ الهوية والوجدان، وتعبئ الشارع، ولكنها تعجز في النهاية عن قطف الثمرة، حيث يقطفها العلمانيون بمساعدة الغرب الصليبي.

لقد شهدت الساحة الفلسطينية ـ على سبيل المثال ـ سيطرة للفكر القومي واليساري والوطني على حركتها الوطنية المعاصرة حتى بدء الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987)، حيث تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية التي قادت مسيرة التحرر الوطني من فصائل قومية ويسارية ووطنية علمانية، إلا أن هذه الساحة سرعان ما شهدت عودة الصحوة الإسلامية على المستوى السياسي والحزبي في منتصف السبعينيات وخلال الثمانينيات على غرار ما حدث في الأردن ومصر والجزائر وتونس وسوريا والسودان.

ومنذ أن عرف النضال الفلسطيني مشاركة الفصائل الفلسطينية فيه، أخذ دفعة قوية في مستوى التصدي للمشروع الصهيوني، ورأينا عطاءً بلا حدود من المرأة الفلسطينية التي ترتدي الحجاب، لدرجة أن الكثيرات من نساء فلسطين المحجبات جادوا بأنفسهن ونفذن عمليات استشهادية أدهشت العالم.
فكيف سيتم تقييم هذه التجارب من النضال الوطني من جانب الحركة النسائية العربية العلمانية، أليس هذا منتهى النضال؟

وعلى صعيد الحركة النسائية المصرية، فقد كانت مشاركة المرأة المصرية حاضرة في ثورة 1919، وكانت كل النساء ترتدين الحجاب، ولم يكن هناك متبرجة واحدة. فكيف بعد ذلك تدعي الحركة النسائية العربية أنه لم تكن هناك مشاركة نسائية إسلامية في حركة التحرر المصرية؟

ثم هل يستطيع أحد أن ينكر الدور الذي لعبته المناضلة زينب الغزالي في الحركة الوطنية المصرية، سواء في جمعيتها الخاصة قبل انضمامها للإخوان المسلمين، أو في قسم الأخوات المسلمات بعد التقائها بالشيخ حسن البنا وانضمامها للإخوان المسلمين؟

ثم ماذا تقول الحركة النسوية العربية العلمانية عن الصحوة الإسلامية التي عمَّت العالم العربي والإسلامي ابتداءً من النصف الثاني من سبعينات القرن العشرين، والتي كانت المرأة والفتاة حاضرتين فيها بكثافة عمت المدارس والجامعات والمصالح الحكومية والشوارع والمنازل، ولدرجة أنها انتقلت إلى مذيعات التليفزيون، بل وإلى أعداد كبيرة من الفنانات؟

ماذا تقول هذه الحركة النسائية العلمانية في الفعاليات التي قادتها واشتركت فيها المحجبات مطالبات بالتصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية على بلادنا، والتصدي لمخططات تجزئة الأمة وتفتيتها، ورفض ما يحدث من مؤامرات في البلاد العربية والإسلامية؟ وماذا تقول هذه الحركة في الإسهامات الثقافية والإعلامية للمرأة داخل تيارات الصحوة الإسلامية؟ أليس ذلك كله نضالاً وطنيًا؟ أم أن النضال الوطني في نظرهن هو التبرج ومهاجمة الإسلام والانبطاح أمام إفرازات الإعلام الغربي والثقافة الغربية والفكر الغربي عمومًا؟ من إذًا أحق بريادة النضال الوطني النسائي العربي: المرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب، والتي تتصدى لموجة العولمة الغربية؟ أم المرأة العربية المتبرجة والمنبطحة أمام هذه الموجة؟

إن أبرز ملامح الخطاب النسوي المعاصر هي ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم الشريعة، فيرى أن تعدد الزوجات ونصيب المرأة من الميراث وعدة المطلقة أمور تكشف عن انحياز الإسلام للرجل وانتقاصه من حقوق المرأة وفي أحسن الأحوال فإنها أمور لم تعد تتمشى مع عصرنا الحالي.

وفي الوقت الذي يحمل فيه الخطاب النسوي على الحجاب باعتباره رمزًا للستر والعفاف نجده لا يألو جهدًا في الترويج لأطروحات المنظمات النسوية الغربية المتعلقة بالحرية الجنسية للمرأة ومشروعية ممارستها للجنس بدون زواج إلى غير ذلك من الأفكار الخارجة عن السياق الديني والقيمي والخلقي لعالمنا العربي والإسلامي.

وما الحرب التي خاضتها النسويات المصريات العلمانيات مؤخرًا حول ضرورة تدريس الثقافة الجنسية بالمدارس إلا خطوة أولى في سبيل تعميم مثل هذه الأفكار.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-08-2008   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، يزيد بن الحسين، د - الضاوي خوالدية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد محمد سليمان، الهادي المثلوثي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أبو سمية، د- هاني ابوالفتوح، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، عواطف منصور، عبد الله زيدان، حسن عثمان، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، سعود السبعاني، سلوى المغربي، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، فهمي شراب، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، مجدى داود، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، عبد الله الفقير، نادية سعد، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، فتحي العابد، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، د - صالح المازقي، عراق المطيري، طلال قسومي، محمد الياسين، خالد الجاف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، كريم فارق، رافد العزاوي، محرر "بوابتي"، سليمان أحمد أبو ستة، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، د- محمد رحال، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، صالح النعامي ، محمود سلطان، جاسم الرصيف، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، محمد شمام ، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد بشير، سامح لطف الله، صلاح الحريري، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، وائل بنجدو، يحيي البوليني، تونسي، كريم السليتي، صفاء العراقي، محمد أحمد عزوز، عبد الرزاق قيراط ، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، منجي باكير، د - محمد بنيعيش، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، سلام الشماع، أحمد ملحم، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة