البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الدين وباطل السياسة

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8291


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كنت بصدد كتابة مقال بهذا العنوان عندما عصفت بأفكاري خبريّة اغتيال المناضل شكري بلعيد فتوقفت. والآن أستخدم العنوان فقط لطرح أفكار في ملف قضية اغتياله التي بدأت خيوط عنكبوتها تنسج.

وتصوري على ما أحدثه الاغتيال من انقلابِ حكومة، كان يراهن على انقلابها شكري بلعيد، ويغَلّظ القول بأنها سوف لن يكون تحوير بها.. الى ما تابعناه بعد ذلك من تهاوٍ بها، وأزمة سياسية انتهت باستقالتها، لم أتصور أن رئيس الحكومة المكلف بتشكيل جديد لوزرائها سوف يخرج في أول ظهور إعلامي له بعد تكليفه ليدلي بتصريح في قضية تقدم البحث عن الجناة في قضية الاغتيال، بدل ما كان منتظراً، وهو أن يدلي بتوفّقه الى إعلان تشكيلته التي سيتقدم بها الى الرأي العام والمؤسسة التشريعية لنيل الثقة.

لم أتصور أن يتولى بنفسه، باعتباره وزير الداخلية المكلف بتصريف الأعمال، الإدلاء وطرح حقائق ربما بدت هزيلة في ملف هذه القضية. لماذا فضل أن يقوم هو بهذا التبليغ للرأي العام عن متهمين ثلاثة أو أربعة تم التعرف عليهم وإيقاف بعضهم؟ هل لم يكن له خيار إلا أن يتولى، وهو في هذه الوضعية التي هو بها، مباشرة الملف من هذه الزاوية بنفسه إلا لأنه يحرص على أن يقول إنه يزن ألفاظه ليقول أمام الصحافة إن القاتلين ينتمون الى تيار ديني متشدد.

هذه الوصفة هل تأتي في التحقيق لتؤكد أن الاغتيال ديني في جانب المتهمين، أم قطع السبيل على الجهة أو على ألسنة السوء التي تستهدف بالتهمة الحزب الحاكم، باعتباره حزباً دينياً في اعتبارات خصومه، يقع في دائرة التهمة لصفته الدينية الغالبة على مرجعياته، وباعتبار المغتال كانت مشكلته الأساسية التطرف الديني في هذا الحزب بالذات، الذي لم يكن ينزهه أو لم يكن يماهيه بغير التيار الديني المتشدد أو التيارات الدينية المتشددة التي تحيطه من يمين ومن شمال.

فتقديم متهمين بقضية قتل سياسي، قد يكون الأوْلى فيها التعرّف على آلة الجريمة والأيدي التي مسكت بها وأطوار الخطة التي تمت بها، قبل الوصول الى صغائر القائمين بها، أو حتى المعرفة الدقيقة ببياناتهم الشخصية المدنية دون غيرها، بانتظار أن تقف العدالة على انتماء لهم بالانخراط أو بالنشاط في أي توجه فكري أو ايديولوجي، أو غيره من نشاط حزبي أو سياسي معين.

فالدين براء ويجب أن يبقى براء من كل تهمة بالتشدد أو سواه، وإنما السياسية وباطلها في أوقات هي مشكلة الدين. ولمتشددٌ في الدين أكثر استقامة من رقيق الدين ضعيف على الظلم.
فبما قاومت النهضة في تونس وغيرها التهاون بالدين إلا بالتشدد؟ وما اعتدلت الكفة بالسياسيين وأهل التقوى والخشوع لله إلا لوقت قليل بعد الاستقلال، أو على هذا العهد بعد الثورة عندما انفرج الدين.
.. فالصفة فيهم بالمتشددين أو بالمتطرفين أو بالعنف في سلوكهم تكفي .. والمتطرف يقتل المتطرف إلا المظلوم.
---------
تونس في 27 فيفري 2013


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، إغتيال شكري بلعيد، اليسار التونسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-02-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، سعود السبعاني، منجي باكير، صلاح المختار، ياسين أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسن عثمان، د - صالح المازقي، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، خبَّاب بن مروان الحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، سامح لطف الله، صلاح الحريري، خالد الجاف ، د. أحمد محمد سليمان، د. خالد الطراولي ، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، فهمي شراب، طلال قسومي، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، مصطفي زهران، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، د- جابر قميحة، رشيد السيد أحمد، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، محمد يحي، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، صفاء العربي، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي الفرجاني، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، تونسي، د - عادل رضا، محرر "بوابتي"، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، أنس الشابي، أحمد الحباسي، د - الضاوي خوالدية، محمد عمر غرس الله، عمر غازي، رافد العزاوي، حاتم الصولي، العادل السمعلي، مصطفى منيغ، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، رضا الدبّابي، محمود سلطان، د. طارق عبد الحليم، كريم السليتي، نادية سعد، جاسم الرصيف، د - مصطفى فهمي، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، صباح الموسوي ، عراق المطيري، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، صفاء العراقي، محمد العيادي، عبد الله زيدان، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء