البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

تونس: الوجه الحقيقي للنقابة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5092


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يحكى أن أحد الخلفاء و كان محبّا للعلم، قام بجمع العلماء و الفلاسفة للمناظرة حول الطبع ( العلم ) و التطبّع ( التربية )، لمن تكون الغلبة في شخصيّة بني آدم ؟

أمّا الفلاسفة فقالوا التطبّع يغلب و العلماء قالوا بل الطبع، فقال لهم الخليفة فليأتي كلّ بدليله، فقام الفلاسفة بجلب قطّة مدرّبة على المشي على قدميها الخلفيتين ثم تقوم بتوزيع المشروبات على الحاضرين فدهش الحضور من ذلك غير أن
العلماء طلبوا موعدا آخر للمناظرة و في الثانية قاموا بجلب مجموعة من الفئران و حين بدأت القطّة بتأدية ما طلب منها أطلق العلماء الفئران فلمّا شاهدتهم القطّة أسقطت الكؤوس و أسرعت خلف الفئران و هي تجري على أربع، فغلب الطبع
أخيرا.

كذلك النقابة التونسية التي غلبها طبعها الإستبدادي و علمها به فركست إلى ما كانت عليه أو إلى حقيقتها التي لم تكن أبدا ديمقراطية و هي التي كانت الضلع الثاني للنظام و مشاركة فيه بقوة فأغلب حكومات بورقيبة كان للنقابة حصّة فيها كما كان أمينها العام عضوا بالديوان السياسي قبل أن يحدث الصدام بينها و بين الحزب أما في نظام المخلوع فإنّ النقابة صمتت على إستبداده و ديكتاتوريته مقابل بعض الرشاوي و غضّ النظام الطرف على تجاوزاتها المالية و جميعنا يتذكر المناشدة الشهيرة لأمينها العام عبد السلام جراد للمخلوع للترشح لفترة رئاسية خامسة في وقت كانت فيه المعارضة الحقيقية تتصدى لذلك.

النقابة مثلها مثل التجمّع أو الحزب الدستوري في شكله البورقيبي لم تؤمن أبدا بالحريّة و بالتداول على المسؤولية بل هي فقط تجمّع مصلحي لأشخاص يذودون بكلّ الأشكال حتى الدنيئة منها عن مصالحهم و مصالح الشبكات المرتبطين بها و لعلّكم شاهدتم تلك الصور البائسة للبانديّة و الخلايق بهراواتهم و هم يحرسون مقرّ إنعقاد مؤتمر التمديد للطبوبي، مشهد يذكّر بالطريقة التي كانت تحسم بهاإنتخابات الشُّعَبْ التجمعية فلا مكان حتّى لمجرّد الإحتجاج فإمّا نعم و إمّا نعم و بنسبة تسعينيّة.

إذن إسقاط فكرة القبول بالتنازل السلمي على المسؤولية و التداول عليها يجعل النقابة فاقدة للمصداقية و الأهلية، فكيف لها بعد هذه المهزلة أن تنادي بالديمقراطية و تخوض معركة الحريات و تحول دون تكريسها داخلها، إنّه النفاق النقابجي في أتعس صوره فمن ينادي بالفضيلة عليه أن يكون فاضلا و إلاّ كيف لسكّير أن يتحدث عن مضار الخمر أو كيف لعاهرة أن تحاضر في الشرف و العفّة ؟

كان يكفي الطبوبي و جوقته أن يستحضروا أنّ النقابة نالت جائزة نوبل للسلام حتى يستحوا و يتراجعوا عمّا فعلوا لكن يبدوا أنّ التفرّغ النقابي و ما يغدقه على النقابجيّة من إمتيازات يجعلهم يتمسكون بأيديهم و أرجلهم بكراسيهم داخل النقابة التي لا شكّ أنّ طاحونة الديمقراطية ستمرّ عليها يوما ما و أنّه سيفرض عليها كشف سجلاتها المالية و فرض التداول على المسؤولية داخلها و التخلّص نهائيا من سياسية الهراوات عند وقوع إشكال و فضّه بالصناديق الحقيقية لا صناديق ما فوق التسعين في المائة.

فكما أنّ التسع و التسعين في المائة للمخلوع لم تخدع أو ترعب الشعب الذي كان متعففا عن المشاركة في المسرحية فإنّه بلا شكّ لن ترعبه هذه النسب لهذه الدكتاتوريات الصغيرة النابتة حديثا في تربة ديمقراطية لا مجال فيها إلاّ للتداول السلمي على المسؤولية و القبول بشروط الديمقراطية.

------------
وقع تحوير طفيف للعنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، النقابات، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-08-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، فهمي شراب، كريم فارق، صباح الموسوي ، رافد العزاوي، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، تونسي، رمضان حينوني، حسن عثمان، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، أحمد الحباسي، سامر أبو رمان ، سلوى المغربي، نادية سعد، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد شمام ، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، مجدى داود، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، عراق المطيري، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، د. عبد الآله المالكي، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، العادل السمعلي، أ.د. مصطفى رجب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، محمد العيادي، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، أحمد النعيمي، أبو سمية، الناصر الرقيق، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، سليمان أحمد أبو ستة، الهيثم زعفان، د - عادل رضا، خالد الجاف ، محمد يحي، عواطف منصور، ياسين أحمد، علي الكاش، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، صفاء العراقي، وائل بنجدو، د- محمد رحال، محمد أحمد عزوز، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، طلال قسومي، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الطرابلسي، صالح النعامي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، عمر غازي، أحمد ملحم، مصطفى منيغ، رافع القارصي، د. خالد الطراولي ، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء