صلاح الحريري - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2874
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ماذا يريد الله [ل] العرب؟! قلنا بأنه يريد للعرب كل خير، وذلك راجع لكونه جلّ في علاه، هو خير محض، وبالتالي لا يصدر عنه إلا كل خير محض، ولا يريد إلا كل خير محض.
وبالتالي الشرور الموجودة حالياً، وجودها مرحلي، وسوف تنتهي حينما يصل العرب إلى الرشد.
فكما قلنا، هناك مرحلتين في سيرورة التاريخ الإنساني، بالنسبة للفرد وبالنسبة للمجتمع الإنساني. هاتين المرحلتين، كما أشار إليهما الفيلسوف الهندي شري أوروبيندو هما 1- مرحلة السقوط أو الإنكماش [ Involution ]، ثم، 2- مرحلة الصعود أو التطور أو التقدم [ Evolution ].
هاتين المرحلتين، يتم حدوثهم بنفس التتابع في كل دورة خلقية.
قلنا بأن البشر على سطح كوكبنا الأرضي، نسبة كبيرة منهم هم [ زومبيات فلسفية ]، وأن نسبة الحقيقة عالية في العرب، حيث يوجد عرب كثيرين هم بالفعل [ أشخاص حقيقيين ] وليسوا زومبيات فلسفية، قليل من الدول حول الوطن العربي تحوي نسبة كبيرة من الحقائق[ الحقائق=البشر الحقيقيين ]، أظن إيران نسبة الحقيقة فيها عالية، الأكراد، تركيا، نسبة الحقيقة فيهما عالية.
كما قلتُ الدولة الواحدة قد تحوي أجزاء غير حقيقية كثيرة بجانب الأجزاء الحقيقية. حتى المدينة الواحدة قد يختلط بها البشر الحقيقيين الذين هم تحت التجربة بالزومبيات الفلسفية، بل حتى القرية الواحدة.
فنقول مثلاً، في مصر:
سيناء 99% وهم، 1% حقيقة
مطروح 90% وهم، 10% حقيقة
الإسكندرية 80% وهم، 20% حقيقة
وهكذا في سائر المحافظات المصرية.
والحقائق متداخلة مع الأوهام بحيث يصعب الفصل بينهما،إلا بالتأمل الهادئ.
إلى هنا انتهى [ماذا يريد الله{ل}العرب؟! ]
في الفقرات التالية نناقش، ونتحاور في:
ماذا يريد الله [من] البشر، ومن بينهم العرب؟!
ماذا يريد الله من العرب؟
في مقال جيد منشور على الأهرام الإليكتروني، لكاتب اسمه..عبد الرحمن سعد..بعنوان {ماذا يريد الله منا أن نكون؟}، تكلم كاتب المقال عن ما يريد الله أن نكونه، من القرآن، حيث تتبع الفعلين [كونوا]،[كن]، فعلا الأمر، فوجد لهما سبع آيات في كتاب الله العزيز، تُبين ما يريد الله أن نكونه، نحن المخاطبين بالقرآن. وهذه الآيات السبع هي:خمس آيات مع فعل الأمر[كونوا]، وآيتان مع فعل الأمر[كن]،وهي بالترتيب كالتالي:
18-في ضيق مما يمكرون.......................النمل-127
انتهى.
إذاً هذا ما يريد الله أن نكونه، وما يريد الله ألا نكونه.
لفهم هذه الآيات نحتاج لشهور من التأمل الهادئ، لنفهم مراد الله على ما هو عليه. بالطبع يوجد ملاحظات مبدئية عل الآيات. لكني أُفَضل تأجيل ما يتعلق بالآيات إلى مقالات أخرى.
لكن أهم ملاحظة الآن، هي أن أول ما أرادنا الله أن نكونه هو:
كونوا ربانيين
ما هي الربانية؟
ما هي ملامحها؟
من هو العالم الرباني؟
من هو أعظم رباني أنجبه التاريخ؟
هل هو بهجة روحي ونور عيني يسوع الناصري، النجار، ابن مريم؟!
وهل أنجبت بطن أعظم منه، ابن مريم، أول حُرّ في التاريخ. وهل ولدت أنثى أكرم منه، الصادق الأمين، أول عزيز في ديوان البشر.
أم هل الرَّبّاني هو ابن فَزِعة، الصلعمي ابن بدوي، النبي الأعرابي الصادق الأمين.
من سينحر من؟ عند باب لد عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق وفي الأعماق؟
من هو الحر ومن هو العبد؟
من هو العزيز ومن هو الذليل؟
من هو الكريم ومن هو اللئيم؟
من هو الصِّدِّيق ومن هو الزنديق؟
من هو ابن مريم ومن هو الدجال؟
بالطبع النبوءات الواردة في شأن الدجال وابن مريم هي قصص رمزية،لا تؤخذ حرفياً!!.
المهم، سنعرف معاً من هو الرباني، ولماذا هو أول ما أرادنا الله أن نكونه، بل وآخر ما أرادنا الله أن نكونه.
ما يريده الله من العرب، بمنتهى البساطة، هو.............الرشد.
وما يريده الله إنما هو للعرب وليس له، جل في علاه، سيستفيد منه العرب، أما هو فهو غني عنا.
بمنتهى البساطة يريد الله من العرب أن يصيروا..........رجالاً.
ولا تحسبن الرشد والرجولة بالأمر الهين.
موسى عليه السلام صار نبياً، يوحى إليه، ليس هذا فحسب، بل معه فتى يتبعه، ومع ذلك خاض البحر اللجي، لكي يتعلم الرشد.
نبي ومع ذلك فهو غير راشد، أو لنكن أكثر دقة [لم يصل إلى تمام الرشد].
يقول الحق [وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حُقُباً..........................فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمنه من لدنا علماً . قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما عُلِّمتَ رشداً................................]الكهف-60-82
موسى خاض لجج البحر ليتعلم أمرين، أحدهما هو فطري في العبد الصالح، وهو صفة [الرحمة]، والثاني تعلمه العبد الصالح من الله وهو [الرشد]، والرشد بمنتهى البساطة هو جِماع صفات الكمال والتحرر من صفات النقص.
لا أدري إن كان موسى متمكناً من صفة الرحمة وذهب ليتعلم الرشد، أم ذهب ليتحلى بصفة الرحمة ويتعلم الرشد.
غاية القول، الله يريد من العرب أن يتعلموا الرشد. والرشد، بعد أن يحوزه العرب هو إنما هو للعرب لا لله، فالله غني عن العالمين.
قول الحق:[إنك لأنت الحليم الرشيد]
وقول الحق:[أليس منكم رجل رشيد]......رجل...رجل...رجل...رشيد.
يقولون سن الرشد هي 16 سنة، أو 21 سنة............تخاريف
هناك من يولدون راشدين، من لحظة الميلاد، يولدون راشدين، وهناك من يحتاج ل 50 سنة حتى يصل إلى الرشد. فكما قلنا في مقال اللاوعي والسفسطة، هناك أشخاص وهناك أفراد، الأفراد هم راشدون بالضرورة، أما الأشخاص فيحتاجون لتعلم الرشد.
الجميل في الأمر هو:[ الكل سيصل إلى الرشد بإذن الله تعالى]
أرجو ألا أكون قد أطلت.......وشكراً.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: