البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حماس، ما بين التهدئة والمصالحة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2191


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ الأيام الماضية يُعتقد لدينا، أن اتفاقاً قريباً بشأن تحقيق تهدئة (تفاهمات محدودة)بعيدة المدى، سيحدث لا محالة، وهو الخاص بتحديد مستقبل الفترة الآتية بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية المتماهية معها من ناحية، وإسرائيل من ناحيةٍ أخرى، وفي ضوء أن الجانبين يميلان إلى تبني تفاهمات مناسبة له، خاصة وأن حصولها سيكون بفضل وساطة مصرية خالصة، والتي تهدف الوصول إلى أجواء مستقرة بين الطرفين، وإلى تسهيل الطريق نحو المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

لكن وكما يبدو، فإن تفاهمات كهذه، لن يكون مرورها سهلاً، برغم توارد أنباء مختلفة بثبوتها، لا سيما وأن تخوّفات وملحوظات كثيرة، لا تزال تقف حائلاً دون الحصول عليها، وهي منتشرة بكثافة مستقرّة، وسواء داخل حماس أو في العمق الإسرائيلي.

فالطرف الإسرائيلي، يجد غضاضة في إتمامها بحذافيرها، كونها لا تزال ذات مكاسب أقل، ما دامت تلك التفاهمات، لا تُعيد المحتجزين اليهود لدى حماس إلى بيوتهم، ولا يتم نزع سلاحها بما يشمل تجهيزات الأنفاق والأنشطة العسكرية الأخرى، كما يُقدّر من ناحيةٍ أخرى، خوضها سياسة متناقضة، بسبب ادّعائها أن باستطاعتها الاهتمام بأي تفاهمات تقضي بالهدوء مع إسرائيل، وهي في الحقيقة تُعتبر القوة الدافعة، وراء المظاهرات العنيفة، والصدامات المستمرّة على طول الأسلاك المحاذية لقطاع غزة.

وبرغم عدم اهتمامها بطلب وزير الدفاع "أفيغدور ليبرمان" من (الكابنيت) ضرب حماس لا الاتفاق معها، فإن لدى حماس، مخاوف مهمّة بشأن تلك التفاهمات المنتظرة، وتشمل تراجعات إسرائيلية محتملة أو التذرع بسبب ما على الأقل، وهذا يشمل قضايا المعابر ومرور الأموال وغير ذلك من البنود المُدرجة، حتى برغم تخلّيها عن شرطها الكبير، وهو رفع الحصار، مقابل قيامها بتخفيضه إلى صيغة (كسر الحصار)، وتسهيل الحياة للسكان داخل القطاع.

وبحسب الأجواء السائدة، فإن حماس ترى التفاهمات باعتبارها الفرصة الأخيرة، وبدون أي ثمن سياسي، مع استمرار مسيرات العودة، وبقاء جناحها العسكري يتابع تكثيف قدراته العسكرية والصاروخية بخاصة، وفي ضوء شعورها، بأن الرئاسة الفلسطينية غير مستعدةً بعد، كي تقوم بإزالة العقوبات عن القطاع، برغم محو جزء صغير منها، على أثر المفاوضات التي تم التوصل إليها، خلال الفترة القريبة الماضية، إضافةً إلى ما تُقدّره، في أنه إذا أضيفت عقوبات رئاسية أكثر صرامة في غضون أشهر معدودة، فإن من شأنها إضافة مآسٍ أشدّ إلى المآسي السابقة.

من جانبها، فإن السلطة الفلسطينية، عبّرت عن قلق كبير، وبشكل لا يمكنها كتمانه، باتجاه إمكانية البدء في أي تفاهمات، كونها ستنتج اتفاقاً نهاية المطاف، وبالتالي يُعدّ خيانة للقضية الفلسطينية، ومن ثمّ التنازل إلى دولة مسخ، ضمن (صفقة القرن)، التي يسوقها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لذلك فهي تسعى إلى ضمان حصول المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام أولاً.

المسؤولون المصريون، وبرغم علمهم بالمخاوف مجتمعة، إلاّ أنهم بدوا حاسمين مع الكل، من خلال شدّ الحبل على الكل في عملية التفاوض، وبالتأكيد فقد أبلغوا الأطراف، بأن نافذة الفرص لإحراز نتيجة فاعلة، وسواء أمام تفاهمات التهدئة أو المصالحة قد تغلق، إذا لم تكن هناك نوايا صالحة للاستعمال، وفي ضوء عدم وجود وساطات أخرى تملأ فراغهم، كما أنه ليس من المؤكد، أن ينجح أي طرف في الاستمرار على إملاء سياسته وقتا طويلاً.

برغم أن الفجوة لا تزال موجودة بين كل من حماس والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، إلاّ أن حماس تبدو أكثر راحة من أي وقتٍ مضى، وسواء إزاء التسهيلات التي تمت ملاحظتها تمهيداً للتحقيق النهائي للتفاهمات وإدراجها كأمرٍ واقع، أو مقابل سكان القطاع الذين باتت نسبة مهمّة منهم يُلقون باللوم الثقيل على سلوك السلطة الفلسطينية، باعتبارها ضالعة في الكرب الشديد الذين يعيشون تحته.

خانيونس/فلسطين

7/11/2018


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، حماس، إسرائيل، السلطة الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-11-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، د- جابر قميحة، كريم فارق، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، منجي باكير، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، صلاح الحريري، صفاء العراقي، محمود سلطان، سيد السباعي، رمضان حينوني، فتحي العابد، مراد قميزة، محمود طرشوبي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، صفاء العربي، صباح الموسوي ، مجدى داود، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، كريم السليتي، إيمى الأشقر، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، عبد الله زيدان، فهمي شراب، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، سلام الشماع، سلوى المغربي، وائل بنجدو، محمد الياسين، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله الفقير، د. خالد الطراولي ، عمار غيلوفي، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، عراق المطيري، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامر أبو رمان ، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، يحيي البوليني، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، صالح النعامي ، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، سعود السبعاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، تونسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، ضحى عبد الرحمن، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، أبو سمية، محمد أحمد عزوز، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، د. أحمد بشير، أحمد بوادي، العادل السمعلي، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة