البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2458


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من النادر جدّاً، أن تقوم الولايات المتحدة بالاعتراف صراحةً، بأنها تراجعت عن تنفيذ أو تأييد سياسة ما، أو اضطرّت إلى اتخاذ قرار أو موقفٍ ما، نتيجة ضغوطات خارجية، فهي لم تعترف - على سبيل المثال- بأن تراجع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كان نتيجةً للضغوطات العربية وخاصة الآتية من المملكة الأردنية.

لكنها وفي هذه الأثناء تعترف صراحةً بأن المملكة السعودية، كانت سبباً في قيام الولايات المتحدة بعرقلة مشروع (القدس الكبرى)، وهو المشروع الذي تم التخطيط له من قبل مسؤولين في حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم، والذي تم وصفه بأنه الأخطر منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967، كونه ينص - حسب مراقبين إسرائيليين وفلسطينيين- على أن الهدف الحقيقي منه، هو ضمان أغلبية يهودية في مدينة القدس، خاصةً وأنه سيضم 5 مستوطنات يهودية كبرى إلى المدينة من جهة، وسيفصل أحياء فلسطينية عنها من جهةٍ أخرى، بما يترتب على ذلك، الحيلولة دون إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.

في النظر الأمريكي، تعتبر السعودية وحتى يومنا هذا، هي قائدة الدول السنيّة المعتدلة والموثوق بها، كحليف استراتيجي ولا رديف له داخل المنطقة، حتى برغم الخلافات في بعض القضايا السياسية والاجتماعية، أو المتعلقة بتمادي المملكة باتجاه تنمية علاقاتها مع الدب الروسي وسواء الدبلوماسية أو العسكرية.

الإدارة الأمريكية، والتي اعترفت باستسلامها للضغوطات السعودية، وكأنها تعيش في الزمان الذي تضعف فيه، لم تكن كذلك بالضبط، على أن الحقيقة تدل، على أن المشروع في حد ذاته، لم يرُق لها منذ البداية- في التوقيت على الأقل- باعتباره قطعة كبيرة لا يمكن ابتلاعها دفعة واحدة، وفي الوقت ذاته، سيعمل على تشتيت مساعي أو (صفقة السلام الإقليمي) التي سيقودها "ترامب"، وسواء كان قريباً أو في المستقبل البعيد.

ومن المفيد أن نفهم، بأن تلك الضغوطات، لم تكن لتمرّ على هذا النحو من النجاح، لولا وجود رغبة أمريكية جامحة، وخاصة في ظل سياسة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" المُجددة، في أن تشعر السعودية بالفخر حين إنجازها لشيءٍ ما، والذي تستطيع من تسجيله في تاريخها، وبالقدر الذي يمكّنها من إبراز وتضخيم حجمها داخل المنطقة.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإن الإدارة الأمريكية، ترى بأنها مُلزمة بتقديم (مكافأة محدودة) للمملكة، ولأكثر من مناسبة، وسواء لسياساتها المعتدلة ودبلوماسيتها المتماهية والمتعاونة معها، أو بسبب عزمها بالانخراط في مشروع الحل الإقليمي الخاص بالقضية الفلسطينية، أو تشجيعاً لها، نحو تسيير علاقات شاملة باتجاه إسرائيل، ومن ناحيةٍ ثالثة، فإنه يحق للإدارة الأمريكية أن تسعى جهدها بشأن حفاظها على سلامة الشق المالي، والمتعلق بصفقات السلاح المبرمة مع الجانب السعودي، والتي تُقدّر بمئات المليارات من الدولارات.

وبرغم أن الضغوطات، نجحت في جرّ الإدارة الأمريكية، نحو رفضها للمشروع الإسرائيلي، لكن علينا فهم، أن كل الضغوطات والآتية من أطرافٍ عربية، والتي عادةً ما تُسفر عن موافقات على أمرٍ ما، أو عن تراجعات بشأن أمرٍ ما، إنما تأتي ضمن المسموحات الأمريكية، والمتعلقة فقط بالأمور الثانوية، فهناك الكثير من الضغوطات العربية وخاصةً السعودية، بما فيها المُشكّلة لصدّ (قانون غاستا)، سقطت بمجرد أن لامست آذان ساكني البيت الأبيض.

ويمكننا التذكير، بأن الإدارات الأمريكية عموماً، لم تُلقٍ بالاً لأي ضغوطات، كانت تعرضت لها على مدى المراحل السابقة، فالنشاطات التهويدية المتسارعة لمدينة القدس، والعمليات الاستيطانية المتواصلة والتي تشمل أراضي الضفة الغربية، والعدوانات الإسرائيلية المختلفة ضد الفلسطينيين، برغم ضلوع المملكة في استعمال كل أثقالها باتجاه تلك الإدارات، بغية إجبارها على اتخاذ موقف ضدّها، لكنها لم تُسفر عن شيء يمكن ذكره، وبالمناسبة، فإن (المبادرة السعودية)، بشأن حل القضية الفلسطينية، والموضوعة على الطاولة منذ 15 عاماً، لم تقم تلك الإدارات بتأييدها بوضوح، أو الموافقة عليها.

--
2/11/2017


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أمريكا، التوازن الدولي، سقوط الدول،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-11-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، فتحي الزغل، حاتم الصولي، محمد الياسين، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، د - الضاوي خوالدية، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، د- محمود علي عريقات، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن عثمان، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، سفيان عبد الكافي، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد ملحم، فهمي شراب، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، صلاح المختار، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل، سليمان أحمد أبو ستة، سلوى المغربي، فوزي مسعود ، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، سلام الشماع، مصطفي زهران، تونسي، أحمد النعيمي، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد بشير، أ.د. مصطفى رجب، د. أحمد محمد سليمان، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، محمد العيادي، رمضان حينوني، سعود السبعاني، محمد يحي، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العراقي، رافع القارصي، حميدة الطيلوش، أحمد الحباسي، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، علي الكاش، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، مراد قميزة، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، طلال قسومي، د - شاكر الحوكي ، عبد الغني مزوز، محمد عمر غرس الله، فتحي العابد، سامر أبو رمان ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهادي المثلوثي، مجدى داود، أبو سمية، كريم السليتي، سيد السباعي، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، محمود سلطان، د. طارق عبد الحليم، إسراء أبو رمان، نادية سعد، علي عبد العال، كريم فارق، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، عمر غازي، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، يزيد بن الحسين، أنس الشابي، محمد شمام ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة