البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تهنئة خاصة لعمدة لندن الجديد

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3473


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فوز "صدّيق خان"، المواطن البريطاني المسلم، الباكستاني الأصل، في الانتخابات البلدية البريطانيّة الأخيرة، وتنصيبه رسميّاً عمدة عاصمة الضباب (لندن)، كان بمثابة حدثٍ سعيد بالنسبة للكثيرين من العرب والمسلمين، وسواء كانوا سياسيين ومثقفين أو ممثلي حقوق الإنسان أو مناهضي العنصرية، كونه لديهم، علاوة على اعتباره مؤشراً مُلفتاً إلى الطابع العالمي للمدينة، ويُظهر وجهها المتسامح لكافة الأقليات داخلها، فإنه دليل كبير آخر على حجم التغيرات، التي طرأت على بُنية المجتمعات الأوروبية، باتجاه الإيمان بالتعددية والمساواة، وعدم التمييز واحترام القدرة والكفاءة. وذلك بعد أن كانت غارقة- على حد قولهم- في أفكار وأيديولوجيات عنصرية وطبقية، وفوضويّة دينية.

ربّما يحِق لأولئك، بأن يسعدوا، وأن يشقّوا صدورهم من فرط السّعادة، بسبب أنهم ينظرون، للحدث على أنه تطوّر نحو كل ما ورد ذكره سابقاً، ولكن لا يحق لهم بأن يسعدوا على حساب قضاياهم العربيّة والفلسطينيّة بشكلٍ خاص، وفي ضوء أنه أفاض في اهتماماته السياسية والمصيرية بإسرائيل وبقضايا اليهود بشكلٍ عام، في مقابل لم تكن له أي نشاطات بشأن قضايا عربيّة وإسلاميّة أو فلسطينيّة تستأهل الذكر.

خاصةً وأنهم، لم يُبرزوا ولا بحرفٍ واحدٍ، يؤدّي إلى أن العمدة الجديد، كان قام بتقديم أي نصرةً من أجل العرب والمسلمين، أو أنه قد يشرع مستقبلاً، بالاهتمام بمشكلاتهم وبمساندة قضاياهم المصيرية، الأمر الذي جعلنا نشعر بالأسف أمام أنفسنا وأمام الغير سواء بسواء، باعتبار الحدث أنساهم ما يُعانونه من إجحاف لهم ولقضايا منذ الأزل وحتى الآن.
لقد بيّت اللنديّون النيّة، لمسألة اختيارهم له وترحيبهم به، باعتباره مسلماً مٌجرّباً باتجاه ولائه للغرب وللمسيحيين على نحوٍ خاص، وبسبب أنه أقل اعتداداً بالديانة الإسلامية التي يعتنقها، فهو ليس بإمام مسجد ولا داعية ولا يؤدي الفرائض المكتوبة بحذافيرها، كما أنه لم يُحِط عِلماً، بأنه سيسعَ لتمثيل المسلمين الأوروبيين بأي حال، ولا أي شيء من ذلك، ومن ناحيةٍ أخرى، لانفتاحه الكبير باتجاه الحريات المختلفة، وخاصة بعد تصويته في وقتٍ سابق، لصالح زواج مثليي الجنس، كونه لديه، من حقوق الإنسان الطبيعية.

لم يُخفِ السيد "خان"، ميلهُ العميق نحو الصهيونية وإسرائيل، والذي بدا أن اختياره لم يتم، إلاّ بعد تاريخ طويل قضاه في الالتصاق بهما والتقرّب منهما، وعلى مدار وظائفه الحكوميّة والوزاريّة التي شغلها خلال أوقات سابقة، حيث أثبت من خلالها، جدارةً خاصة لهذا المنصب، وربما طمعاً – فيما بعد- لاحتواء مناصب أخرى، كرئاسة الحزب العمالي الذي ينتمي إليه، ومن ثم إلى سدة الحكم البريطاني، وفي ضوء التزامه بسياسات الحزب، أملاً في إعادة تجربة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي حصل كـ (أوّل أسود) على حكم الولايات المتحدة.

وبأي حال، فإنه يعتبر قد فاق أسلافه ومن سبقوه في العمادة، كـ "بوريس جونسون "، الذي كان يُكن ودّاً غير عادياً للصهيونية ولإسرائيل، وكان أعلن بأنه صهيوني متحمّس، ودعا البريطانيين إلى توثيق علاقات تجاريّة واسعة معها، باعتبارها دولة حرّة وديمقراطية.

كانت أول خطوة رسميّة للسيّد "خان"، هي قيامه بزيارة مراسيم إحياء ذكرى المحرقة اليهودية، التي عادةً ما يقوم اليهود البريطانيون بتنظيمها، إضافةً إلى حرصه على لقاءاته بالحاخامات اليهود، والذي كان على رأسهم الحاخام الأكبر "إفرايم ميرفيس" والسفير الإسرائيلي "مارك ريغيف"، والجالية اليهودية هناك، بما يعني التعاضد معهم دينياً وسياسياً واجتماعياً أيضاً.

وكان أعلن أمامهم، مساندته للدولة الإسرائيلية، ومُؤكّداً بأنه سيكون عمدة لندن المسلم، الذي سيعمل بحزم ضد مُعاداة الساميّة والتطرف الإسلامي، ومُذكّرهم من ناحيةٍ أخرى، بأنه غيّر رأيه عن قناعة، بشأن دعوته في عام 2009، إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وبأنه بات الآن يرفض الدعوات الجارية التي تقودها منظمة (BDS) بشأن فرض مقاطعة ضدها.

نحن لسنا ضد "خان" كفائز في الانتخابات البلديّة، بل ويمكننا تقديم تهنئة خاصّة له بهذه المناسبة، ليس بالعمادة فقط، وإنما بفوزه على مرشحين يهود أيضاً، كما أننا لسنا ضد استلامه لعمادة لندن وقيامه بمسؤولياته باتجاه الأوروبيّين ومن انتخبوه بشكلٍ خاص، وسواء باعتباره مواطناً بريطانيّاً أو كشخصيّة مُسلمة، بقدر ما نريد التوضيح، من أن الابتهاجات بنجاحات الغير وما يتمخض عنها، لا يجب أن تكون سبباً في نسياننا لأنفسنا وقضايانا، التي لا نزال نُعاني منها إلى الآن، والتي لم تكن مدعاة لأن يقوم أحد ما، بالاهتمام بها أو التوقف عندها.

خاصةً، وفي ضوء أن إيجابيّات ذلك التطوّر التي يرون بأنها خارقة وغير مسبوقة، لن تنقلب علينا بأي حال كـ -عرب ومسلمين- بخير في ذات يوم، كما أن من غير المؤكّد أن يحقق هذا التطوّر واحدة من إحدى قراءاته الخياليّة، والتي تقول: بوجود عمليّة تاريخيّة، قد تُفضي - إن آجلاً أو عاجلاً- إلى أسلمة المجتمعات الأوروبيّة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

صدّيق خان، عمدة لندن، الإسلاموفوبيا، بريطانيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فوزي مسعود ، وائل بنجدو، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، أبو سمية، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، عبد الله الفقير، محمود طرشوبي، أحمد النعيمي، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، إياد محمود حسين ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، يحيي البوليني، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، صلاح المختار، جاسم الرصيف، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، د - صالح المازقي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، د- محمد رحال، د- جابر قميحة، سلام الشماع، عزيز العرباوي، مصطفي زهران، إسراء أبو رمان، محمود سلطان، سامح لطف الله، عبد الله زيدان، علي عبد العال، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، حسن عثمان، صفاء العراقي، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، سفيان عبد الكافي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم فارق، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، عمار غيلوفي، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، خالد الجاف ، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، رافد العزاوي، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، سيد السباعي، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، محمد العيادي، مراد قميزة، حاتم الصولي، محمد الياسين، محمد يحي، أحمد بوادي، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، منجي باكير، أنس الشابي، مجدى داود، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، الهيثم زعفان، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، نادية سعد، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، ياسين أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة