البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الكرسي الرسولي، يهزّ القيادة في إسرائيل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3444


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في عام 1993، وبعد ثلاثة عقود تقريباً من الحوار، وصلت العلاقات بين إسرائيل وحاضرة الفاتيكان إلى ذروتها، من خلال إقامة علاقات دبلوماسيّة (رسميّة) متبادلة، حيث اعترفت الكنيسة بحقّ الشعب اليهودي في دولة خاصّة به في فلسطين، في مقابل الاعتراف الإسرائيلي بدولة الفاتيكان، وبذلك فقد بدأت عملية التطبيع الكاملة بين الدولتين.

لم تكن عملية التطبيع مفاجئة لأحدٍ، بسبب أن سبقتها خطوات كنسيّة مهمّة، فمنذ الستّينات الماضية، قامت الكنيسة بالتخلّي عن مهمّة ازدراء اليهود، وذلك في أعقاب إقرارها بأنهم لم يكونوا مسؤولين كـ (شعب)، عن صلب المسيح عليه السلام، واعترافها بهم كـ (أخوة أحبّاء) موثوقٌ بهم وبسلوكياتهم.

وضمن هذا الإطار، فقد قامت أيضاً بترك أجزاء واسعة من تعاليمها التي يمكنها إثارة معاداة اليهودية، وخلال عام 1998، قام البابا "يوحنّا بولس2" بالاعتذار عن صمت الكنيسة بشأن الهلوكوست اليهودي، ما أدّى إلى التوسّع في جملة التفاهمات حول عددٍ من المواضيع السياسية والكنسيّة الدينيّة.

وبرغم ما سبق كلّه، إلاّ أن الطريق أمام توفير علاقات جيّدة ومستقرة بين البلدين، لا يزال طويلاً ومشوشاً، بسبب أن التاريخ مشبع بالأحداث الصادمة، والتي حصلت بين المسيحية والكاثوليكية بخاصة وبين اليهود بشكلٍ عام، والتي أسست لطائفة ممتدّة من الصراعات السياسية والدينية، والتي – كما تبدو- ستستمر وإلى ما لا نهاية.

وكما عارضت الفاتيكان اليهودية منذ بدأ الترويج لها نهاية القرن 19، فقد عارضت كذلك فكرة تحقيقها كـ (دولة) وذلك من خلال إعلانه بأن الكنيسة لا يمكنها القبول بدولة يهودية في الأراضي المقدّسة، بحيث تكون الأماكن المقدّسة خاضعة لسيطرتها، على الرغم من أن إسرائيل تقع تحت سيطرتها وإلى الآن، أجزاءً مهمّة من المقدسات المسيحية التابعة للفاتيكان وعلى رأسها حجرة (العشاء الأخير) في القدس المحتلة، ومن ناحيةٍ أخرى، فإن تعاطف الفاتيكان كان ظاهراً باتجاه الفلسطينيين ضد الممارسات الاحتلالية، والتي اتسمت بالعنف والقتل والاضطهاد.
ما سبق، إلى جانب تطورات أخرى، فإن العلاقات الفلسطينية مع الفاتيكان، كانت شهدت تطورات إيجابية متسارعة، والتي نشأت كحقيقة واقعة منذ العام 1996، وذلك بعد وقت قصير من توقيع اتفاق أوسلو، حيث بدأت العلاقات الرسمية بينهما، من خلال تأسيس هيئة العمل الثنائية، لتطوير العلاقات ضمن حدود الاهتمامات المشتركة، ومن بينها دعم الوجود الكاثوليكي في الأراضي المقدسة.

وفي ظل تنامي العلاقات بينهما، فقد تم التوقيع أوائل العام 2000، على اتفاق مبادئ، يصل إلى درجة الاعتراف المتبادل ما بين دولتين، وكانت الفاتيكان قد أشارت إلى فلسطين كـ (دولة) منذ عام 2012، وأعادت تكرارها بصورة أوضح، في فبراير/شباط 2013، على أثر قبول فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين 2012، وكان أشار البابا "فرنسيس" أثناء زيارته لفلسطين العام الماضي، في برنامجه الرسمي إلى اعتبار "أبومازن" رئيس دولة، كما تم وصف السفير الفلسطيني في الكرسي الرسولي بأنه ممثل لدولة فلسطين.
تأتي التقدّمات الفاتيكانية المتتالية، في ضوء سعيه للمساهمة في وضع أسس السلام، وإعادة الأمن والاستقرار للعالم وللمنطقة الشرق أوسطية بخاصة، وكنّا شهدنا دعوة البابا "فرانسيس" كل من الرئيسين الإسرائيلي "شمعون بيرس" والفلسطيني" أبومازن" لصلاة الأحد (صلاة التبشير الملائكي) في الفاتيكان يوم 8 يونيو/حزيران 2014، من أجل دفع سبل السلام، وتعزيز الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

خلال زيارة "أبومازن" الأخيرة إلى الفاتيكان، بلغت العلاقات ذروتها بين الجانبين، حيث تم التوقيع على مبادئ معاهدة مع (الكرسي الرسولي)، تتناول الجوانب الأساسية لحياة الكنيسة ونشاطها في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، باعتبارها تمثل اعترافاً رسميّاً بالدولة الفلسطينية وبدرجة أكبر عن ذي قبل.

برّرت الفاتيكان خطوتها، بأنها تأتي في إطار الاعترافات الدوليّة السّابقة، والتي تطمح بأن تعود بالفائدة على العملية السياسية، وصولاً إلى الدولة كحقيقة واقعة، برغم تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" قبل يوم واحدٍ من إعادة انتخابه كرئيس للوزراء، بألاّ تقوم دولة فلسطينية ما دام حاكماً لإسرائيل.

وبقدر ما كانت المعاهدة مهمّة للغاية بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية والفلسطينيين عموماً، باعتبارها مفتاحاً - وإن كان بطيئاً- لقيام المجتمع الدولي، بعملٍ حاسمٍ ضد إسرائيل، بقدر ما كانت سيّئة جدّاً للإسرائيليين والقيادة الإسرائيلية بوجه خاص، حيث وصفت خطوة الفاتيكان باعتبارها (خيبة أمل قاسية)، وعيّنت بأنها ستجرّ إلى نتائج معاكسة، بشأن عملية السلام، وانتهت إلى إلقاء تهديداتها، بأن إسرائيل ستبحث خطواتها المقبلة وفقاً لذلك، وتجيئ هذه التهديدات، كون الخطوة، تمثل مسحة قيّمة من قِبل أعلى سلطة دينيّة مسيحيّة، والتي من شأنها ترك تأثيرات مركزية مختلفة، لا تستطيع إسرائيل مواجهتها أو التقليل من حِدّتها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، تل أبيب، القدس، المسيحيون بإسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-05-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، د. أحمد بشير، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، تونسي، مجدى داود، محرر "بوابتي"، عواطف منصور، محمد أحمد عزوز، عبد الله الفقير، جاسم الرصيف، د - شاكر الحوكي ، أبو سمية، صباح الموسوي ، فهمي شراب، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، أحمد النعيمي، رشيد السيد أحمد، محمد يحي، محمود سلطان، علي الكاش، رافد العزاوي، أحمد ملحم، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، مصطفي زهران، سامح لطف الله، محمد شمام ، أنس الشابي، فتحي الزغل، منجي باكير، عمر غازي، عراق المطيري، د- محمود علي عريقات، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، كريم السليتي، أ.د. مصطفى رجب، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، صلاح الحريري، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، محمد الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، مراد قميزة، د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، فتحـي قاره بيبـان، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، طلال قسومي، صفاء العربي، أحمد بوادي، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان، د- جابر قميحة، رافع القارصي، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أشرف إبراهيم حجاج، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، ضحى عبد الرحمن، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بن موسى الشريف ، فوزي مسعود ، يزيد بن الحسين، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، كريم فارق، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. طارق عبد الحليم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ياسين أحمد، صلاح المختار، سيد السباعي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة